سي السيد” و تكريم الأسلام للمرأة
شهد شريف
سنُسلط الضوء اليوم علي موضوع من اهم المواضيع، فهل يجب علي الرجل أن يُحسن معاملة زوجته أم انه يعاملها كمعاملة “سي السيد” ؟ وهل كرم الله المرأه في الاسلام ام انه أهنها؟
مع اختلاف الطبقات و الأخلاق و دراجات التعليم ، كان الرجل يتعامل مع المرأه علي هذا الأساس، و أنتشر قديماً معاملة الرجل للمرأه معاملة الجواري ، فبعض الرجال كانوا يتباهون بالإساءه لزوجاتهم ، و يرى الرجل أن من حقه أن يشتم و يضغب ، و رغم ذلك يجب على المرأه ان تسكت و تعتذر هي أيضاً.
و إلي يومنا هذا يوجد رجال يُعاملون المرأه معاملة “أمينه”و هو “سي السيد”.
فقد هُدِر حق المرأه مع معظم الرجال ولا يعلمون ان الله عز و جل كرم المرأه في الاسلام و ذكرها في القرآن و قد وصانا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم .
فقال بعض الرجال أن هذا ما هو إلا تنفيذا لأوامر الله ، و ان من أخلاق النرأه الصالحه أنها تبادر بإرضاء زوجها إذا غضب ، ولا تنتظر أن يبدأ هو بذلك !
و هذا لعدة أساب و هي
“إن المرأه أكثر رغبة في نجاح علاقتها الزوجيه ، و حياتها”.
“و أن الانثى بطبعها مفطوره علي التذلل و الخضوع و الاسترضاء للرجل”
“و أن الرجل أخشن من المرأة ، و المرأه بلطلفها و رقتها و حنانها أقدر علي تخفيف من حدة المشاكل”
” و أن احيانا الرجل يكون أكثر عناداً من النساء، و إذا انتظرت المرأه أن يبادر الرجل لأنهاء المشكله ،فقد تطول المدة و تتعقد المسأله.
و لكن في الحقيقه، الرجل الذي يرى ان من حقه إهانة المرأه، و أن الشرع اعطاه هذا الحق فقظ افترى علي الله كذباً، فقد قال الله “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
قال الجصاص: أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ، والإعراض عنها، والميل إلى غيرها، وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب، وما جرى مجرى ذلك، وهو نظير قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
وجاء التحذير من الاعتداء على المرأة وظلمها، كما قال المولى تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء:34}.
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: إن كنتم تقدرون عليهم، فتذكروا قدرة الله، فيده بالقدرة فوق كل يد، فلا يستعلي أحد على امرأته، فالله بالمرصاد.
فالشرع لا يقر الزوج على الظلم والاعتداء، بل يأمره بالرفق، واللين، وحسن التعامل مع الزوجة، وهو الهدي الذي كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته، ولا يجوز الحكم على الشرع بتصرفات الناس أو أقوالهم المعارضة له، فالشرع حاكم لا محكوم عليه.
والمرأة ليست ملزمة شرعا بأن تعتذر لزوجها أو تسترضيه إن غضب عليها بغير سبب منها، أو تقصير، ولكن لو بادرت بذلك، فطلبت رضاه، فهذا مما يحسب لها، ويدل على كريم أصلها، وحسن معشرها، وخير المتخاصمين من يبدأ بالسلام، ظالما كان أم مظلوما، وهذا من أجل المقصد النبيل من تشريع الإسلام للزواج، وهو استقرار الأسرة، كما قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
وينبغي للزوجين العمل معا من أجل تحقيق ذلك بأن يقوم كل واحد بما يجب عليه من حقوق للآخر، قال الله سبحانه: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.
فالزوج مطالب بأن يسعد زوجته، كما أنها مطالبة بإسعاده
ينبغي لكل من الزوجة وأهل الزوج أن يحسن كل منهما الآخر، ويعمل بكل إذا كانت الزوجة مظلومة من قبل زوجها، أو من قبل أهله،فلا حرج عليها أيضا في أن تقتص من أهل زوجها إن وقع منهم ظلم عليها.