أنا قلق إذا أنا موجود!..

بقلم عبير ضاهر
عالم النفس كارل يونج ومؤسس علم النفس التحليلى عرّف القلق بأنه رد فعل يقوم به الفرد حينما تغزو عقله قوى وخيالات غير معقولة صادرة عن اللاشعور الجمعى واللاشعورالجمعى من السمات المميزة لنظرياته
كما تكشف الدراسات النفسية إلى أن القلق كمادة للبحث هى أكثر ماتم تناوله من قبل الباحثين وأنه من أهم المفاهيم فى نظريات علم النفس وأن أكثر الأبحاث تتناول أنماطه أيضا
كما لسيجموند فرويد تعريفاً حيث يرى أن القلق هوالخوف الغامض
الشديد الذى يتملك الإنسان ويسبب له الكثير من الكدر والضيق والألم والقلق يعنى الإنزعاج والشخص القلق يتوقع الشر دائما ويبدو متشائما ومتوتر الأعصاب ومضطرباً كما أن الشخص القلق يفقد الثقة بنفسه ويبدو متردداً وعاجزاً عن أخد القرار والفصل فى الأمور ويفقد القدرة على التركيز
إلا أن خلال العامين الأخرين الماضى والحاضر زادت وإرتفعت مستويات القلق وتنوعت أسبابه منها ماهو معلوم وأخر تختلف أسبابه ومظاهر من شخص لأخر لاسيما المحنة الحالية التى يمر بنا كل سكان كوكب الأرض فى محنته الأخيرة مع فايروس كوفيد-19
لامفر من القلق وسط ما قد يهدد أمننا وسلامتنا وبقائنا بالإضافة الى القلق من عدم توفير والحصول على إحتياجاتنا ومايلزمنا على نحو يسير ومشروع
فالخوف البسيط هام وضرورى من أجل إستشراف المستقبل وغرس بذور حياة مستقرة ناجحة ومثمرة كما تأتى أهميته الكبيرة أيضا فى دفع الأخطار وأخذ الحيطة والحذر وتكثيف الجهود لحماية أنفسنا وبقائنا فهو هنا يعمل على دفعنا للتحرك والعمل وبذل الجهد من أجل تحقيق الأهداف لصير أحد عوامل الإنجاز والنجاح والتفوق
أما القلق الكامل والكبير فهو هدام ويستهدف صاحبه بإحداث إضطرابات فى شخصية وقدراته وقراراته ويؤدى به إلى الإنهاك النفسى والهشاشة النفسية ويهدد حياته حرفياً فالبعض يدخل بسببه فى حالة هيّاج ذهنى وإضطرابات سلوكية وصحية معرضاً صاحبه إلى التعرض لجلطة فى المخ أو إنفجاره والذبحة الصدرية وقرحة المعدة والقولون
والقلق نوعان خارجى وداخلى
الداخلى ما تتمثل أسبابه فى بعض أفكارنا وهواجسنا ومخاوفنا والخارجى فى كل المواقف والأحداث التى تحدث من حولنا وبعض التى تمثل ضغوطا محيطة بنا
وأمام ما يسببه القلق من أعراض تستنزف القوة والجهد وتعرضنا للأمراض المزمن منها والميتة علينا أن نقاوم مستويات القلق المرتفعة ونحاصرها قبل أن تقضى علينا .