حفل تأبين أ.د / أحمد علي الجارم بمجمع اللغة العربية غداً

بقلم : عمرو حلمي

يقيم مجمع اللغة العربية بالقاهرة غداً الاثنين 22 نوفمبر 2021م الساعة الثانية عشرة ظهرًا حفل تأبين للراحل الكريم أ.د / أحمد علي الجارم -عضو المجمع , صاحب مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز؛ فسيادته عالم رائد في الدراسات الطبية مؤسس قسم الأمراض المتوطنة بكلية الطب جامعة الأزهر.
والذي وفته المنية الأحد 12 سبتمبر 2021م.

يفتتح الجلسة أ.د / صلاح فضل – رئيس المجمع ، ثم كلمة المجمع في تأبين الراحل الكريم يلقيها أ.د / حافظ شمس الدين عبد الوهاب عضو المجمع ، ثم كلمة أسرة الراحل الكريم ، ثم ختام الجلسة.

FB IMG 1637531139470

السيرة الذاتية أ.د / أحمد علي الجارم:
مولده : وُلد بالقاهرة لأسرة تتشرف بالانتساب إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عام 1928م
وهو ابن الشاعر والمجمعي الكبير علي الجارم الذي كان هو الآخر يعتز بهذا النسب، ويذكره في شعره.
يقول في قصيدة (أبو الزهراء) 1948:
ولي نَسَبٌ يَنْمى لبيتِكَ صانني
وصانتْهُ مِنِّـي عِزَّةٌ وإباءُ
عليكَ سلامُ اللهِ مـا ذرَّ شارِقٌ
وما عَطَّرَ الدنيا عليكَ ثناءُ

post

ويقول في قصيدة “اللغة العربية” 1934م :
يا جيرَةَ الحَرَمِ المزهوّ ساكِــنُهُ
سَقَى العهودَ الخوالي كُلُّ مُنْسَكبِ
لي بينَكُمْ صِلَةٌ عزَّتْ أَوَاصِـرُها
لأنَّهـا صِـلَةُ القُــرْآنِ والنَّسَبِ

حصل على بكالوريوس الطب والجراحة – كلية الطب جامعة القاهرة عام 1950م.
كما حصل على دبلوم طب المناطق الحارة وصحتها – كلية الطب جامعة القاهرة عام 1954م.
كما حصل على دبلوم الأمراض الباطنة العامة – كلية الطب جامعة القاهرة عام 1955م.
كما حصل على درجة الدكتوراه في الأمراض الباطنية العامة – كلية الطب جامعة القاهرة عام 1958م.

كما سافر في بعثة دراسية إلى إنجلترا للحصول على الزمالة عام 1962م.

المناصب التي شغلها :
عضو مجلس إدارة معهد تيودور بلهارس بوزارة البحث العلمي.
رئيس شعبة الأمراض المتوطنة والمعدية بالجمعية الطبية المصرية.
عضو مجلس البحوث الطبية بأكاديمية البحث العلمي، وعضو هيئة المكتب ورئيس لجنة البلهارسيا بالمجلس، وعضو لجنة الأمراض المشتركة.
عضو بأكاديمية نيويورك للعلوم.
عضو مجلس إدارة وحدة أمراض الكبد ووحدة مناظير الجهاز الهضمي بكلية الطب جامعة القاهرة.
رئيس قسم طب الأمراض المتوطِّنة بطب القاهرة سابقًا.
وانتُخب عضوًا بمجمع اللغة العربية في سنة 2003م، في الكرسي الذي خلا بوفاة الدكتور حسن علي إبراهيم.
مكانته العلمية
أ.د أحمد الجارم له العديد من البحوث العلمية الرائدة في أمراض الجهاز الهضمي.
فقد بادر مع زملائه بمجرد التحاقه بقسم طب الأمراض المتوطنة بكلية طب القاهرة 1953م – بالتصدي للمشكلات الطبية الأكثر انتشارًا في مصر والبلاد الإفريقية مثل:
البلهارسيا , والأميبا , والملاريا , والأمراض الكبدية الفيروسية.
وله بحوث رائدة في هذا المجال أوضحت كثيرًا من ظواهرها وخاصة بالنسبة لبعض الأمراض المناظرة في الخارج.

وقد اعتمدت الكتب الأجنبية على هذه البحوث في سياق الحديث عن هذه الأمراض، كما أوضحت هذه البحوث كثيرًا من ظواهر هذه الأمراض خاصة ما يصيب منها الكبد والأمعاء، وسهلت على الأطباء في مصر كيفية تناول هذه الحالات تشخيصًا وعلاجًا ومكافحة.

وله في هذا المجال بحوث جديدة تربو على مئة بحث، كثير منها منشور بالدوريات الطبية الأجنبية.
وقد هيأ له هذا الوضع العلمي أن يرأس ويشارك في أغلب المؤتمرات المحلية في مجال الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المتوطنة والأمراض المعدية، بالإضافة إلى تمثيله لمصر في بعض المؤتمرات العلمية بالخارج وإلقائه بحوثه الخاصة بها.

وتظهر جهوده العلمية بارزة في الأقسام العلمية والمعاهد التي أنشأها أو أشرف عليها أو شارك فيها، فعندما التحق بهيئة تدريس كلية الطب بالقاهرة عام 1953م لم يكن قسم الأمراض المتوطنة موجودًا سوى على الورق فقط، فشرع جاهدًا في إنشاء القسم حتى أصبح قسمًا علميًّا ذا سمعة طيبة، وهو يُعتبر الآن من أهم الأقسام العلمية في هذا المجال على مستوى العالم.

وعند إنشاء جامعة الأزهر في الستينيات كُلِّف بإنشاء قسم الأمراض المتوطنة بها، فقام بذلك خير قيام، والقسم الآن أصبح متكاملًا أيضًا ويؤدي رسالته السامية، وكذلك عند إنشاء جامعة طنطا في الستينيات كُلِّف بنفس المهمة وأداها على أطيب وجه، والدليل على ذلك قيام هذه الأقسام حاليًّا بجهد بنَّاء واضح في أداء رسالتها.

هذا بالإضافة إلى الجهد الكبير في إقامة معهد تيودور بلهارس للأبحاث بوزارة البحث العلمي منذ 1962م، وهذا المعهد متفرد في فكرة إنشائه حيث خُصِّص لدراسة مشكلة صحية وهي مشكلة البلهارسيا ومضاعفاتها بأسلوب شمولي لا نظير له، والمعهد الآن يؤدي هذه الرسالة بكفاءة كبيرة يشهد لها العالم.

وهكذا يُعتبر أ.د / أحمد علي الجارم رائدًا في هذه الدراسات الطبية الهامة، وله مدرسة علمية متميزة تؤدي دورًا كبيرًا في مجال الأمراض المتوطنة والمعدية، وأمراض الكبد، والجهاز الهضمي.
فمن أهم مؤلفاته :
كتاب «الأمراض المتوطنة في أفريقيا وآسيا» باللغة العربية في مشروع الألف كتاب عام 1958م
وكتاب «أمراض طب المناطق الحارة»
و«الأمراض المعدية» باللغة الإنجليزية عام 1962م لطلبة الطب والأطباء.

وأ.د / أحمد علي الجارم وفيٌّ صادق الوفاء لذكرى والده الشاعر والمجمعي الكبير علي الجارم، وآية ذلك أنه قد راعه عدم إعادة طبع تراثه الأدبي عام 1946م نتيجة الرقابة على البلاد في ذلك الوقت، وما إن أُلغيت هذه الرقابة حتى شرع في جمع هذا التراث شعرًا وأدبًا ولغة.

وهكذا ظهر«ديوان الجارم» في طبعات متتالية، ويجمع جميع شعره.
وكتاب «جارميات» الذي يحوي مقالاته وبحوثه الأدبية واللغوية.
وكتاب «سلاسل الذهب» الذي يحتوي على كل القصص التاريخية التي دبجها علي الجارم الذي كان رائدًا للقصص التاريخية في عصره.

وقام بجمع أغلب البحوث والمقالات عنه شاعرًا وأدبيًّا ولغويًّا.
وهكذا ظهر كتاب «الجارم في ضمير التاريخ»
و«الجارم في عيون الأدباء” وقام بوضع كتاب «الجارم ناثرًا».

وتقديراً لمكانة أ.د / أحمد علي الجارم العلمية المتميزة , ولجهوده في المجال الطبي, فاز بجائزة الدولة للإبداع في العلوم الطبية 1997م , وهي التي تعادل جائزة الدولة التقديرية.

نشاطه المجمعي :
أما عن نشاطه المجمعي، فقد أسهم في أعمال لجان كثيرة منها:
لجنة المصطلحات الطبية، ولجنة اللغة العربية في التعليم.

ومن كلماته التي ألقاها في المجمع:
كلمته في حفل استقباله. [«مجلة المجمع» ج 100].
قال عنه أ.د / الطاهر أحمد مكي يوم استقباله عضوًا عاملًا بالمجمع: «إن الطب ليس مجرد علم يُدرس، ولا حرفة تُمتهن، وإنما هو فوق ذلك كله وقبله رسالة إنسانية تؤدى، وبقدر ما يكون حظ الطبيب منها تكون عظمته وروعته، وأحسب أنها الأصعب، لأنها خليقة تصدر عن النفس ولا تأتي من خارجها، وكان للدكتور أحمد الجارم من ذلك النصيب الأوفى، فهو الطبيب الإنسان حقًّا، ما ردّ لائذًا بعلمه، ولا أبطأ في استجابة مستغيث، ولا تكاسل عن واجب، ولا نفد صبره إزاء عليل، فكان الطبيب الرحيم الودود، المبتسم دائمًا المتفائل أبدًا، المؤمن بالله في كل خطاه».
[«مجلة المجمع» ج 100، و«المجمعيون في خمسة وسبعين عامًا»، د.محمد مهدى علام، د.محمد حسن عبد العزيز، مجمع اللغة العربية، ط 1، 2007م].

زر الذهاب إلى الأعلى