جلسة شياطين بقهوة بلدى

بقلم/ دنيا محمد نجم
لم تعد القهاوى حجرا على الرجال فقط بل تطورت لتشمل الرجال والنساء وأصبحت جلسات المكالمة تشمل النوعين والتباهى بأى شيء خطأ يبدأ من القهاوى وهناك نوع من الإشاعات لا يخرج إلا من هناك وأيضا هناك كلام كطلقة الرصاصة الصوت لا تصيب ولكنها “تدوش”.
فإذا كنت ممن يجلسون على القهاوى أو الكافيهات المودرن فمن المستحب إذا تحدثت أن تقل خيرا أو لتصمت، لأن لكل منا ندوب فى ذاكرته من أفعال بعض الناس تؤلمنا لا تكن من هؤلاء الذين يؤلمونا.
وهناك نوع لم نسيء يوما لهم ونتفاجأ بأذيتهم فما بالكم بالذين لا يعرفوننا من الأساس ويسيئون لنا لمجرد المعرفة السطحية.
فهناك من يتحدث حبا فالحديث وهناك من يتحدث حبا فالتظاهر والفخر بنفسه وهناك من يحب الحديث لينتقد أى شيء فهو صاحب شخصية انتقادية من الأساس.
أمعن النظر فى شباب ورجال بلادنا فأتحسر أين الرجال الحكماء وأين الرجال الذين تملئهم النخوة والغيرة على أعراض بنات حاراتهم أين الرجل الحيى الذى كنا نراه فى أفلامنا وروايات محفوظ وعبد القدوس والسباعى رجولة وأخلاق أولاد البلد كان يجسدها الراحل القدير ا. عماد حمدى فتجده ابن البلد الشهم دمث الخلق الحيى الذى ينتفض ويبادر للوقوف مدافعا عن الأنثى.
ولكن لما لا.. لن أستغرب فهذه الأجيال أجيال الزمن الجميل تربت على الرقى وتذوق الفن والجمال وطربت على صوت عبدالوهاب وأم كلثوم، أما الأجيال الحديثة وأقصد عصر بعد الانفتاح الاقتصادى فتربت على القبح وعلى التلوث السمعى والبصرى على أفلام المقاولات والأجيال الحديثة تتربى على أغانى المهرجانات ويتلذذون ببنطلونات ساقطة وشعر يقف وكأن صاحبه صعقته الكهرباء.
أجيال أصبحت الكتب فيها موضة قديمة وجلسة القهوة أقصد الكافيه بلغة الرقى والتمدن هى الجلسة الطبيعية ومن يخالفها يصبح لا يفهم فى الحداثة وموضة العولمة.
فنحن للأسف عندما نأخذ من الغرب نأخذ أسوأ ما فيهم ونترك أحسن ما فيهم، تركنا عاداتنا وتقاليدنا وتغيرنا على أقرب المقربين تشبهت الأنثى بالرجل وتشبه الرجل بالأنثى.
ولكن أن تتحول جلسة الرجال إلى جلسة “خالتى بمبه اللتاته” فهذا شيء مشين.
أحاول أن أفكر فى عدد البيوت التى خربت من حكاوى القهاوى وعدد الذين نهشتم فى أعراضهم وعدد الأطفال الذين شردتموهم بسبب كلمات ربما لكم هى مجرد كلمات ولكنها عند من نهشتموهم كانت بمثابة رصاصة أو كالنار فى الهشيم.
أعجبني

تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى