ذوى الهمم.. بين التحدي والإنجاز” علي مسرح الهناجر
نجلاء يعقوب
عقد قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، وبإشراف الفنان شادى سرور مدير مركز الهناجر للفنون؛ ملتقى الهناجر الثقافى الشهرى تحت عنوان: “ذوى الهمم.. بين التحدى والإنجاز”، مساء أمس الخميس
شارك في الندوة كل من: الإذاعى الدكتور رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم، والدكتور خالد بن الوليد عبد الفتاح حفنى، عميد كلية العلوم جامعة جنوب الوادى، والمهندسة أمل مبدى، رئيسة الاتحاد المصرى والأفريقى للإعاقات الذهنية، والدكتورة إقبال السمالوطى، رئيسة المركز النموذجى لرعاية المكفوفين، والدكتورة عزة فتحى، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والدكتور محمود حجازى، وكيل كلية الحقوق لشؤون الدراسات العليا والبحوث بجامعة حلوان، والكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف؛ رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، وأدارت النقاش الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافي
في البداية قالت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مديرة ملتقى الهناجر الثقافى ومؤستسه: “نحتفل اليوم بعيد الشرطة المصرية، الذى يُعد عيدًا لكل مصرى ومصرية؛ فكل عام ونحن دائمًا بكل الخير والأمن والأمان والاستقرار، كل عام وصمام الأمان فى مصر شرطتنا وجيشنا بكل أمن وأمان، سبعون عامًا من الإنجازات والتضحيات والتطوير، والتحية موصولة بالطبع لقواتنا المسلحة المصرية الباسلة قادة وضباط وجنود، درع وسيف الوطن”.
وأكدت عبدالحميد، أهمية الموضوع الذى يطرحه الملتقى هذه الليلة، والذى يُمثل أحد أبرز الموضوعات التى تحوز مكانة عظيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيدة باهتمام القيادة السياسية والدولة المصرية بدعم ذوى الهمم والعزائم والوصول بهم إلى بر الأمان، مستعرضة ما حققوه بالفعل على مدار السنوات الماضية، من نماذج رائعة صورت التحدى والأمل الإنجاز، وهو بالتبعية ما يعظم من المأمول تحقيقه فى السنوات القادمة فى ذات الإطار.
وأوضحت عبد الحميد، أن تحقيق الحلم ليس بالأمر الهين، ولا شك أن مفتاح هذا النجاح دائمًا ما يتمثل فى قوة الإرادة والعزيمة.
ومن جهته قال الإذاعى الدكتور رضا عبد السلام: ” يجب أن نتفق جميعًا على أن الإعاقة ليست إعاقة بدن، وإلا كان طه حسين معوقًا، أو كانت هيلين كيلر كذلك معوقة، وإن كان أى من هذين العملاقين على سبيل المثال معوقًا فمن هو السوى فهذه لابد أن تكون القاعدة التى نبنى عليها كل أفكارنا.”،
وتابع حديثه ضاربًا المثل بما فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) حينما منح ولاية المدينة حوالى إثنتى عشر مرة إلى عبد الله بن أم مكتوم الذى كان كفيفًا، وكذلك حينما أبلغ عمرو بن الجاموح الرسول (صلى الله عليه وسلم) رغبته فى المشاركة فى معركة أُحد، قائلًا (أرجو أن أطأ بعرجتى هذه الجنة)؛ فأتاح له الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فرصة المشاركة ونال الشهادة، وفى ما يخص العصر الحالى ضرب المثل باستعانة حكومة بلير فى بريطانيا بديفيد بلانكيت وهو كفيف، وتقلد عدة مناصب وزارية ما بين وزيرًا التربية ثم وزيرًا للداخلية ثم وزيرًا للتربية مجددًا.
وواصل عبدالسلام: “حينما اتصل بى الأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، لم أكن أصدق نفسى، على الرغم أن جميع المؤشرات كانت توافقت على مجيئى رئيسًا لشبكة القرآن الكريم بالإذاعة؛ لكن القرار صدر، وكان صدور هذا القرار يدل على أن القيادة السياسية تريد أن ترسى هذه القاعدة التى تؤكد أن من يستحق منصبًا سيتولى أمره، حتى وإن كان من ذوى الهمم، وخير مثال على ذلك يتجسد فى الدكتور خالد بن الوليد هذا العبقرى.”.
وقال الدكتور خالد بن الوليد: “أحمد الله بداية على نعمة الإعاقة، نعم إننى أراها نعمة لا ابتلاء، ولأن كل منّا مبتلى؛ فحينما قدر الله سبحانه وتعالى أن أسير مستعينًا بعكازين لم يمثل لى هذا ابتلاءً فى واقع الأمر؛ لأنه كان من الممكن أن يكون ابتلائى بأمور أصعب من ذلك، طوال حياتى لم أرى أن هناك أى شىء ينقصنى على الإطلاق، أمارس الرياضة حينما أريد مثل كرة القدم وتنس الطاولة، وقد سافرت إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإندونيسيا وتونس، أحب تراب الوطن وأتمنى خدمته؛ لذلك لم أقدر على فراقها حتى وإن اتيحت لى فرصة مواصلة حياتى العملية بالخارج”.
ووجه بن الوليد، الشكر لوالديه الذين واصلا دعمه بكل قوة، حتى تمكن من تحقيق النجاح، مشيرا إلى أنه يفضل أن ينسب له وصف معاقًا، على أن يكون شخص مُعيقًا للآخرين!
فيما قالت الدكتورة إقبال السمالوطى: “آن الأوان أن نتوجه صوب الأماكن الأكثر احتياجًا، ونُجرى حصرًا حقيقيًا لذوى الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون خلف أبواب منازلهم المغلقة ولا يشعر بهم المجتمع؛ لكى نكتشفهم ونعطيهم الثقة بالنفس؛ فإن الأسر نفسها وكذلك المدرسين وسائر عناصر المجتمع، فى أمس الحاجة إلى بناء هذا الوعى، وهذا هو دور مؤسسات المجتمع المدنى الحقيقى ورسالته الأسمى.”.
ومن جهتها قالت الدكتورة عزة فتحى: “نجد الكثيرين ممن هم ليس بهم إعاقة جسدية ولكنهم معاقين فى حقيقة الأمر، وخير مثل على ذلك من يتجه لتعاطى المخدرات أو من يتجه للجماعات الإرهابية والعديد من النماذج السلبية التى تمثل العديد من الإعاقات بمعنى الكلمة”.
وأشارت فتحي، إلى أن مفهوم الذكاء متعدد الأنواع، وذلك وفقًا لنظرية الذكاءات المتعددة المنسوبة للعالم الأمريكى جاردنر، لذا فلا يمكن أن يشكل أى قصور جسدى أى إعاقة؛ فكل منا لديه تميزه وموهبته.
ومن ناحيتها قالت المهندسة أمل مبدى: إن كلمة معاق تُعد خطأ بالأساس؛ فالمعاق هو من أعاقه المجتمع حينما لا يوفر له الوسائل التى تسهل معيشته، وعلميًا تتفوق إنتاجية من لديهم إعاقة جسدية على المعافين بحوالى 35 بالمائة، ويرجع هذا لتركيزهم بشكل أفضل على الإنجاز والدقة.
وأشادت مبدي بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى لأصحاب الهمم، النابع من إيمانه بقدراتهم الغير محدودة، الذى ظهر بوضوح من خلال الحوار المشترك المباشر الذى أجراه السيد الرئيس مع المشاركين فى احتفالية قادرون باختلاف فى دورتيها.
ومن جهته قال الدكتور محمود حجازى، إن الدستور المصرى ينص على أن الدولة تضمن حقوق ذوى الإعاقة الاجتماعية والثقافية والتعليمية وخلافه، وفيما يخص بطاقة الخدمات المتكاملة، نجد أن القانون يضع عقوبات رادعة لمن تسول له نفسه أن يدعى أنه من ذوى الإعاقة لكى يحصل على الخدمات المخصصة لهم، كذلك يردع القانون من يتنمر على ذوى الإعاقة أو يرتكب فى حقهم جريمة، سواء كان من أولياء أمور ذوى الإعاقة أو من الغير، ويشدد العقوبة فى حالة ارتكاب الجريمة من قبل من يتولى رعاية ذوى الإعاقة أو تربطه علاقة قرابة من الدرجة الرابعة؛ لأن الأصل أن يقوم بحمايته.
وألقى الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف، بأبياته من شعر العامية المصرية قائلًا: “من غير خلاف قادرون باختلاف.. نبنى حلم للوطن بإدين ولادنا المش ضعاف.. إنت عارف إنت إيه؟ النهار فارد إيديك.. إنت ضحكة فى عينيه إنت الأمل مين غيره ليك!”.
وأوصى ناصف، بتوحيد المفاهيم التى توصف ذوى الإعاقة، كما شدد على أهمية توفير التدريب لأصحاب الهمم، خاصة الذين يعانون من الإعاقات الذهنية؛ فهم الفئة الأكثر استحقاقًا للدعم، ولذلك نعمل فى المركز القومى لثقافة الطفل على توفير الدعم بشكل خاص لمن يعانوا من متلازمة سيندروم وأسرهم بجانب أصحاب الهمم بشكل عام، ودائمًا ما تفتح الحديقة الثقافية بالسيدة زينب أبوابها لهؤلاء المبدعين من أبنائنا، ونجد الطفل إسلام على سبيل المثال الذى تعلم فن الأراجوز الذى أدرجته اليونسكو على قائمة الصون العاجل والتى مهددة بالزوال، كما لدينا فرقة الشمس التى تقدم عروض فنية ومسرحية وتعج بالعديد من المواهب العبقرية، مثل عرض أحلام شتوية المسرحى الذى أفرز بطله الموهوب عمرو عادل، وكذلك عرض مالك الشتاء وبطلته الطفلة مادونا وكذلك الطفلة رحمة، أتمنى أن نضع فى أذهاننا بجانب فكرة التدريب تشغيلهم حتى ضمن الباب الرابع أو بالقطاع الخاص لأنهم بالفعل يستحقون كل الدعم.
تخلل اللقاء عدة فواصل غنائية بمصاحبة موسيقى فرقة “عشاق النغم” بقيادة المايسترو الدكتور محمد عبد الستار؛ الذى قدم كوكبة متميزة من الأصوات الصاعدة، التى أنشدت باقة متنوعة من الأغانيات الوطنية والتراثية منها: “هنحب مين” أداء عمر حمدى، “جانا الهوا” لتامر نبيل، “دارت الأيام” لهديل ماجد، مقدمة مسلسل أرابيسك، لأدهم جوهر، “عاشقة ومسكينة” لفرح محمد، “تملى فقلبى” غناء على، “أنت عمرى” أداء الطفل هشام اليمنى
.