الوصية الرابعة من الوصايا العشر عدم الاقتراب من العلاقات الجنسية المحرمة  

د.عمرو حلمي 

أعزائي القراء لقد تناولنا في المقالات السابقة مفهوم الوصايا العشر إجمالا , وأهميتها, والوصية الأولى وكانت عن: عدم الوقوع في الشرك عن طريق اتخاذ آلهة وأولياء مع الله تعالى, والوصية الثانية وكانت عن : الإحسان للوالدين. الوصية الثالثة , وموضوعها عن النهى عن قتل الأولاد بسبب الوقوع في الفقر.

 

وفي هذا المقال نستكمل الحديث عن : الوصية الرابعة من الوصايا القرآنية العشر , وموضوعها عن : النهي عن الاقتراب من العلاقات الجنسية المحرمة سواء كانت علنية أو سرية , قال تعالى : {وَلاَ تَقْرَبُواْ الفواحش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} , فالفواحش : جمع فاحشة , وهي : ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال, يقال : فحش فلان ، أي صار فاحشاً مرتكباً للقبائح.

والمتفحِش : هو الذي يأتي بالفحش من القول أو الفعل، كالسرقة والزنا والنميمة وشهادة الزور.

post

وأنهاكم عن أن تقتربوا من الأقوال والأفعال القبيحة ما كان منها ظاهراً وما كان منها خافياً.

وقد تعلق التحريم والنهي بهذا الوصف الذي يشعر بالعلة , كما يقول علماء الأصول , فكأنه قال : إن كل قول أو فعل تستقبحه العقول فهو فاحشة يجب البعد عنها.

 

والمجتمع الذي يؤمن بأن هناك فواحش يجب أن تجتنب ، ومحاسن يجب أن تلتمس هو المجتمع الفاضل الطهور.

أما المجتمع الذي يسوى بين القبيح والحسن ، ويقوم على الإباحة التي لا تفرق بين ما يجب أن يفعل وما يجب أن يترك ، فلا بد أن يكون مصيره إلى التدهور والتعاسة والمهانة.

 

والحكمة من تعليق النهى بقربانها للمبالغة في الزجر عنها لأن قربانها قد يؤدى إلى مباشرتها، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، وهذا لون حكيم من ألوان الإصلاح، لأنه إذا حصل النهى عن القرب من الشيء، فلأن ينهى عن فعله من باب أولى.

 

هذا وسنتعرف على الوصية الخامسة من الوصايا العشر, عن النهى عن قتل النفس التي لم تقع في ارتكاب جريمة قتل في المقال القادم إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى