مناجاة
عبير حسين
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ) صدق الله العظيم – الأعراف 172 –
يا الله .. سبحانك . لقد خلقتنا كنفس واحدة . وأبقيتنا مجتمعين ومنتظرين في صلب آدم. و جمعتنا أمام نور جلالك لتشهدنا على أنفسنا . لتأخذ منا ميثاق الطاعة و التسليم . ونحن هناك
في عالم الذر السحيق شهدنا على أنفسنا بالإيمان و التوحيد. و الطاعة و التسليم . شهدنا آمنيين مطمئنيين . و مأخوذين بجلال نورانيتك سبحانك. فيا الله يا ربنا . يا من أنت أرحم بنا من أنفسنا علينا تبتلينا بالنسيان و الغفلة سبحانك تمعن اختبارنا و ابتلائنا. رحماك بنا يا أرحم الراحمين . ارحم اللهم ضعف نفوسنا وغفلة بشريتنا و آدميتنا . سبحانك كنت بنا أعلم . علمت فينا الغفلة و النسيان و الافتتان بما سيعرض علينا خلال فترة الاختبار . عندما نرتدي رداء المبتلين الممتحنيين . و نحضر بأمرك إلى مكان الامتحان في صورة جسم بشري . و في مهمة مؤقتة . تبدأ بموعد مسمى عندك . و تنتهي بأجل مسمى عندك سبحانك . و لكنها إرادتك فينا . – الابتلاء – الأمانة التي عرضتها على السماوات و الأرض فأشفقن منها و أبين أن يحملنها .. وها نحن بنو آدم نحملها . يا الله يا ربنا . ارحم ضعفنا و غفلتنا . و ثبتنا على عهدك . و ذكرنا بلحظة لقائك . و لا تكلنا إلى أنفسنا فنكون من الغافلين الساهين . يا الله يا رحيم .