أنا والنحو
بقلم فريحة المريمى
ليبيا
– لازلتُ أُعاني نحويات شذرات أبجدتي وأقف عاجزة أمام الحركات الإعرابية علماً أنه لا أخطاء أملائية في كل كتاباتي والفضلَ لبعضِ معلمي ومعلمات مراحلي الدراسية حتى نيلي بك أقتصاد لكن غالب الفضل لـ ثلاث شخصيات كان لهم الفضل في محبتي للنحو على مراحل عمرية .
في بدايات دراستي في سنوات التعليم كان تركيزي على الحفظِ والفهم معاً على مرارةِ ، لنيل تراتيب مُتقدمة إما الأول أو المكرر أو الثاني حتى مرحلة الثانوي كُنت طالبة قسم علمي وكان والدي من يُشرف على دراستي وكان يعرف مدى كُرهي للنحوِ ، قالي : النحو ياحبيبة باتّا تفهميه بيش تقري مع باتك القرآن الكريم بمخارج حروف صحيحة وتنطقي كتاب الله العزيز صح ، وأضحى كل يوم يُحببني فيه أحببت النحو فقط لأجله .
أول سنة لي في كلية الفنون والعمارة درسني المغفور له بإذن الله الدكتور عمران فيتور اللغة العربية وكانت عبارة عن النحو فقط دون بقية مواد اللغة العربية ، لكنه كان يضع لنا قواعد يقوم بغنائها لنا وهو ماسهل لي عند حفظي لها بطريقته تكون إجابة كل سؤال حاضرة بمجرد أستدراكي وأسترجاعي للقاعدة وتخطيت المرحلة بنجاح متميز عدا مادتي الوصفية والتشريح اللتين خرجتُ من الكلية دون دور ثانٍ بسببهما ، لألتحق بكليةِ أخرى على مضضٍ ودرت معادلة فـ اللغتين العربية والإنجليزية وأفتكيت من النحو .
الشاعر علي عبدالشفيع الخرم كان رئيساً لصحيفة تحرير الشلال ومنذ تعرفتُ عليه بِـ صحيفة الشلال ذات عام كان مُعجباً بما أكتبه وأحياناً يطلب مني صياغة خبر وتحريره ليعرف مداركي وأيقنتُ أنني في موضعِ الإمتحانِ . كان في كل لحظات الفراغ يجلس قبالتي ويجعلني أنهل من معين علمه الذي لاينضب لأستلهم معرفة جديدة من بحر اللغة العربية الواسع المخفي عني .
منه تعلمتُ لأول مرة في محرابِ الكلمِ المُتقد إنارة وحبوراً وضاءً بكلِ تواضع صوغ العبارات وعلامات التنوين والتالي والآتي والكثير الكثير الذي خدمني في كتاباتي الأدبية والمقالية . أشكر الله أنهم كانوا نبراساً في دائرة حياتي لأكون بوتقة تنصهر مع كوكبة المثقفين والمبدعين لي عظيم الشرف الإنتماء لهم .
أشكر كل من أحمل له الجميل لمن علمني حرفاً على كتفِ ردِ الجميل والعرفان .
ملاحظة :- الصورة من تصوير فتحى بوعلويه أخر رؤساء تحرير صحيفة الشلال سنة 2010 لتوقفها في مكتبي بصحيفة الشلال سنة 2004 أثناء الجمع المرئي لعدد من الشلال . فريحه المريمي
