الوصية الأولى من الوصايا القرآنية العشر عدم الوقوع في الشرك
بقلم : د. عمرو حلمي
أعزائي القراء لقد تناولنا في المقالات السابقة مفهوم الوصايا العشر إجمالا , وأهميتها.
وفي هذا المقال نستكمل الحديث عن : الوصية الأولى من الوصايا القرآنية العشر.
الوصية الأولى : عدم الوقوع في الشرك عن طريق اتخاذ آلهة وأولياء مع الله تعالى.
قال تعالى: { أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } المعنى: أوصيكم ألا تشركوا مع الله في عبادتكم آلهة أخرى.
بل خصوه وحده بالعبادة والخضوع والطاعة فإنه هو الخالق لكل شيء.
وصدر سبحانه هذه الوصايا بالنهى عن الشرك، لأنه أعظم المحرمات وأكبرها إفساداً للفطرة، ولأنه هو الجريمة التي لا تقبل المغفرة من الله، بينما غيره قد يغفره سبحانه, قال تعالى:{إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ} وقد ساق القرآن مئات الآيات التي تدعو إلى الإيمان وتنفر من الشرك وتقيم الأدلة الساطعة، والبراهين الدامغة على وحدانية الله عز وجل.
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48].
وقال تعالى: { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } [المائدة: 72].
وقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : «ألاَ أُنبِّئكم بأكبرِ الكبائر؟ الإشراك بالله» متفق عليه.
الشِّرك في اللُّغة هو: اتِّخاذ الشَّريك والنِّد، ويكون ذلك بأن يُجعل أحدٌ شريكاً لأحدٍ آخر إمّا من الناس أو غيرهم، ومنه الشركة: حيث إنّ الشركة تقوم على تشارُك مجموعة من الأشخاص بملك عقارٍ واحد، أو مؤسّسةٍ واحدة، ويُقال: أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين
والشرك في الاصطلاح: هو اتّخاذ شريكٍ أو نِدٍّ مع الله سبحانه وتعالى في كونه ربَّاً خالقاً مُتصرِّفاً في الكون والخلق، أو في عبادة أحدٍ معه من البشر أو الكائنات أو المخلوقات أو الجمادات، أو في الأسماء والصّفات بإضافة ما لم يُسمِّ به نفسه من الأسماء ولم يتَّصف به من الصِّفات، أو أن يُعطي صفةً من صفات الله أو اسماً من أسمائه لأحدٍ من الخلق، كما فعل اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الأديان السماويّة.
والشِّرْك بالله تعالى نوعان: شرْكٌ أكْبر، وهو عِبادة غير الله، أو صَرْف أيِّ شيءٍ مِن العبادة لغير الله، وشرْك أصغَر ومنه الرِّياء؛ قال تعالى في الحديث القُدسي : «أنا أغْنَى الشُّركاء عنِ الشرك، مَن عمِل عملاً أشْرَك معي فيه غيري تركتُه وشِرْكه» رواه مسلم.
وسنتعرف على الوصية الثانية من الوصايا العشر في المقال القادم إن شاء الله