122 عام، كُل عام وميلان العظيم بخير
محمود درويش
التاريخ ؟!. قرأت فيه عن مَمالك سقطت ولم يتبقَ مِنها إلا اسمُها ، وبضعة مخطوطات تقص حكايات عن مَوتى لم يَعد لهم أثر ، سقطت على يد ممالك أُخرى – رُبما – أو بخيانة أحد رجالها المخلصين ، سقطت بخدعة وبحصان خشبي أو حتى بفعل عوامل الطبيعة .
أما أساطير الأولين فقرأت فيها عن السِحر ، عن العنقاء ، ذلك الطائر الذي يحترق بعدما ينتهي عُمره ، ومن رماده يولد طائر جديد أكثر جمالًا، وكأنه شاب فخور بذاته ، تسُر ألوانه الناظرين.
يُمكن لأحدهم الظن بأن قلعة ميلان العظيم هي تاريخ ، أما أنا على يقين تام إنها إسطورية ، مملكة لن تُمحى من التاريخ، مملكة ستولد من جديد حتى وإن صارت رمادية ، فهو رماد لن يُنقله الهواء من أرضه ، رماد يولد منه جيل عظيم قادر على حمل ألوان الروسينيري ، جيل سينتصر على المَمالك الأُخرى، والحصان الخشبي وحتى على عوامل الطبيعة.