الفقر يذبح الغارمات بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة
بقلم: د ثناء خلف الله العمدة
الغارمات هو ملف مهم فى حياة الكثير من الأسر الفقيرة، والتى باتت بلا راع، بسبب أن معيلتها قابعة خلف القضبان وأبناء الأسرة فى وحده يعانون الفقر المدقع.
تحت وطأة الفقر والحاجة والعادات الاجتماعية الخاطئة التي تدعو إلى التفاخر والمباهاة، وترسخ السلوك الاستهلاكي، نشأت قضية (الغارمات).
– لا توجد إحصائيات رسمية لعدد الغارمات فى مصر، ولكن بعض الجمعيات المعنية بقضية الغارمات قدرت أعدادهن بين %30 إلى 35 % من إجمالى السجناء.
– الغارمات وشهر رمضان الكريم
انا أفتح ذلك الملف اليوم لأنى أرى أن فعل الخير لا يمكن أن يرتبط بشهر واحد فى العام فقط، فى هذا الشهر تمتلئ إعلانات القنوات ببث روح التعاون بين الناس؛ والمناداه بمساعدة بعضنا بعض ومن ضمن هذه الإعلانات إعلان مساعده الغارمات أو التبرع لأحد مصارف الزكاة الأخرى.
الغارمات نساء بسطاء ليس لهن معيل إلا الله وليس لأسرهن معين بعد الله غيرهن؛ الحاجه والمجتمع المملوء بصور التفاخر هو من دفعهن للأستدانه لزواج البنات، والبعض للعلاج؛ ولكن الغالبيه العظمى لشوار وتجهيز العروس لبيت عريسها المنتظر. فمن أجل أن تكون العروس مماثله وليست أقل من بنت عمها أو جارتها تضطر الأم إلى الشراء بالاجل…
وتكتب إيصالات أمانه على نفسها، ومن هنا تبدأ الطامة الكبر فعند التعثر يرفع التاجر الايصال ليستقر بها الحال خلف قضبان السجن مكان لا أهل ولا صحبه للأحباب فيه، حيطان يتشارك من فيها قصص الألم المتشابهه، برد وأيام متتاليه تتشابه فى برودتها مع جو الشتاء القارص، تعانى السجناء فيها مرارة الفقد وملامة الذات وغربه الأحباب. إنى والله لأشفق على تلك الأم الحنونه والجده الطيبه التى أل حالها لهذا المكان لأنها فقيرة غير مدركه للقانون، والجهل ظلام، أورثها رؤيه القاضى والسجان.
هذا المقال هو مناشده لذوى القلوب الرحيمه بمساعدة الغارمات الجاهليين بالقانون، والتى كانت جريمتهن الوحيدة هى الفقر، وأعتقد أن لسان حالهن يقول لو كان الفقر رجلاً لقتلته.
إن جميع الأديان السماوية تدعوا إلى الرحمة والرفق والمساعدة، وهذه دعوه أقدمها خالصه لوجه الله تعالى بمناشده الجمعيات والافراد بالاهتمام بهذا الملف ولابد من زيادة الوعى بالجانب القانونى ومايترتب عليه عند كتابه إيصال أمانه، وأن تقدم وسائل الإعلام لهن سبل التوعية ليعوا جيداً إلى أين المفر فى حالة التعثر، وفق الله الجميع وحفظ مصر وشعبها الطيب.