إلى أصحاب المرض والألم المزمن
سلوي النجار
لاتحزن والله معك لاتجزع ولطف الله سارٍفي كل شيء فيك وحولك، اعلم دائمًا أنك في بَلى في حزن في كبد،ولكن سر السعادة بين ايديك ، حبك لمولاك ثقتك برب السماوات والأرض،رضاك بالقدر خيره وشره ،اترضى بالخير وتحبه وترى استحقاقاك له،ولاترضى بالشر وهو من قدَره، لك ولغيرك ،ولكن انظر إلى عِظمِ الجزاء فعِطمِ الجزاء مع عِظم البلاء
عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ.
رواه مسلم
وفي هذا الحديث الحديث: فضْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادهِ المؤمنينَ عَظيمٌ، وفي هذا الحديثِ يُوضِّحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بعضَ صُورِ هذا الفَضلِ مِن اللهِ تَعالى، فيقولُ: “ما يُصيبُ المؤمنَ”، أي: ما يَكونُ مِن ابتِلاءٍ، “مِن وَصَبٍ”، أي: وَجعٍ مُلازِمٍ ومستمِرٍّ لصاحبِهِ، وهو ما يُعرَفُ في عَصرِنا بالمرضِ المزمِنِ،”ولا نَصَبٍ”، أي: وما يشعُرُ به مِن تَعبٍ، “ولا سَقَمٍ”، أي: وما يُصيبُه مِن مرضٍ، “ولا حَزَنٍ”، أي: على فَقْدِه لشيْءٍ أو لِمَا أصابَه، “حتَّى الهمِّ يُهَمُّهُ”- بضمِّ الياءِ وفتْحِ الهاءِ، وضُبِطَ “يُهِمُّه” بضمِّ الياءِ وكسرِ الهاءِ- والهمُّ هو الكَرْبُ والغَمُّ بسببِ مَكروهٍ وقَعَ بهِ، “إلَّا كفَّرَ بهِ من سيِّئاتِه”، أي: إلَّا كانتْ تلكَ الأوجاعُ سببًا في غُفرانِ ذُنوبِه ومحْوِها، وهذا مِن تَطْهيرِ الله تَعالى للمؤمنِ بما يَبْتليهِ بهِ مِن أُمورِ الدُّنيا حتى يُنقِّيهِ من ذُنوبِه فيَلْقى اللهَ خاليًا مِنها، فينعم عليه من فَضلهِ، فيكونُ أمرُ المؤمِنِ كلُّه خيرًا؛ إنْ أصابَتْه سرَّاءُ شَكَرَ، وإنْ أصابَتْه ضرَّاءُ صبرَ، فكانَ خيرًا له.
{وَبَشِر الصّابِرِين}
سلوى النجار ٢٠٢١/١٢/٨م