أوميكرون يواصل إغلاق الحدود أمام دول الجنوب الإفريقي.. ومخاوف من قدرته على مقاومة اللقاحات
يثير تفشي المتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد “أوميكرون” الخوف حول العالم، وتحديدا في أوروبا، حيث بدأت العديد من الدول باتخاذ إجراءات احترازية لمنع وصول المتحور الجديد لأراضيها، وخصوصا أنها تعاني أصلا من موجة وبائية حادة طيلة الأسابيع الماضية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض، حظرا مؤقتا على القادمين من جنوب إفريقيا.
وشددت العديد من الدول حول العالم من الولايات المتحدة إلى الدول الآسيوية، من قيود السفر، الجمعة، بعد رصد المتحور، من فيروس كورونا في جنوب إفريقيا.
وصنفت لجنة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية المتحور الجديد، باعتباره فيروسا شديد العدوى مثيرا للقلق.
ويعد هذا الإعلان الصادر عن منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة، أول تصنيف منذ شهور تقوم به المنظمة لأحد متحورات كورونا على هذا النحو.
وفي ردود الأفعال الأوروبية، قال وزير الصحة الألماني، ينس شبان: “آخر ما نحتاجه هو ظهور متحور جديد من شأنه أن يسبب المزيد من المشاكل”.
ومن جهتها قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، إن الرحلات الجوية “سيتعين تعليقها حتى يكون لدينا فهم واضح حول الخطر الذي يمثله هذا المتحور، وينبغي على المسافرين العائدين من هذه المنطقة احترام قواعد الحجر الصحي الصارمة”.
وشددت على ضرورة توخي الحذر البالغ، محذرة من “ظهور وانتشار متحورات فيروس كورونا مثيرة للقلق بشكل أكبر، والتي قد تنتشر في أنحاء العالم خلال أشهر قليلة”.
انضمت أستراليا وبلدان أخرى إلى إلى فرض قيود على المسافرين القادمين من دول جنوب القارة الإفريقية، يوم السبت، بعد اكتشاف سلالة “أوميكرون” الجديدة من فيروس كورونا، التي أثارت مخاوف عالمية وموجة بيع في الأسواق.
ويقول علماء الأوبئة إن قيود السفر ربما جاءت بعد فوات الأوان ولن توقف انتشار “أوميكرون” عالميا، لكن عدة دول؛ من بينها الولايات المتحدة والبرازيل ودول الاتحاد الأوروبي أعلنت، يوم الجمعة، حظر السفر أو فرض قيود على القادمين من دول الجنوب الإفريقي.
وقالت أستراليا إنها ستمنع غير المواطنين الذين كانوا في تسع دول في الجنوب الإفريقي من دخول أراضيها، كما ستلزم المواطنين الأستراليين وأفراد أسرهم العائدين من تلك الدول بحجر صحي 14 يوما تحت إشراف.
وفي المنحى نفسه، قالت اليابان إنها ستوسع نطاق القيود المشددة التي فرضتها على الحدود لتشمل ثلاث دول إفريقية أخرى بعدما فرضت قيودا على القادمين من جنوب إفريقيا وبوتسوانا وإيسواتيني وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو، يوم الجمعة.
وكذلك أعلنت سريلانكا وتايلاند وسلطنة عمان تعليق دخول القادمين من دول الجنوب الإفريقي.
وفي هولندا، قالت سلطات العاصمة أمستردام، إن 61 من نحو 600 وصلوا إلى المدينة الهولندية على متن رحلتين قادمتين من جنوب إفريقيا، يوم الجمعة، تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا.
تقييم الخطر
وتجري السلطات الصحية المزيد من الفحوصات لمعرفة ما إذا كانت تلك الحالات تتعلق بالسلالة الجديدة من العدوى.
وصنفت منظمة الصحة العالمية السلالة أوميكرون “مقلقة”، وهي أكثر نشرا للعدوى على الأرجح من السلالات السابقة للفيروس.
واكتشفت السلالة لأول مرة في جنوب إفريقيا، ثم ظهرت حالات في بلجيكا وبوتسوانا وإسرائيل وهونج كونج.
وقال وزير بولاية هيسن الألمانية، إنه من المرجح جدا أن تكون السلالة وصلت إلى ألمانيا، مضيفا أنه من المحتمل أن يكون مسافر عائد من جنوب إفريقيا مصابا بها.
وفي التشيك، قالت السلطات إنها تفحص حالة يشتبه في إصابتها بالسلالة الجديدة لشخص قضى بعض الوقت في ناميبيا.
وتراجعت الأسواق المالية، يوم الجمعة، خاصة أسهم شركات الطيران وغيرها في قطاع السفر، إذ يشعر المستثمرون بالقلق من أن تسبب السلالة الجديدة موجة أخرى من الجائحة وتؤدي إلى تعثر الانتعاش العالمي، وهوت أسعار النفط بنحو عشرة دولارات للبرميل.
وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع كي يتعرف العلماء بصورة واضحة على تحورات السلالة، وما إن كانت اللقاحات والعلاجات المتاحة فعالة في مقاومتها. و”أوميكرون” هي خامس سلالة تصنفها منظمة الصحة.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن المُتغير “أوميكرون” والمُتحور عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وضع العالم في حالة تأهب منذ اللحظة الأولى من تفشيه في جنوب إفريقيا حتى الآن.
وأشارت الصحيفة – (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي) – إلى أن دول بريطانيا وألمانيا وإيطاليا أكدت تسجيل حالات بالمتحور الجديد، بينما تشتبه دول أخرى في وجود حالات خاصة بها، وكانت الفوضى في أحد المطارات الهولندية مثالاً على الاستجابة المتناثرة عبر أوروبا له.
وأضافت “العلماء يتسابقون لدراسة المتحور الجديد لاسيما بعد رصد العديد من الحالات في أوروبا وإعلان الحكومات في جميع أنحاء العالم عن فرض قيود سفر تستهدف منطقة جنوب إفريقيا حيث ظهر لأول مرة؛ ما أثار انتقادات بأن القارة تتحمل مرة أخرى وطأة سياسات الذعر من قبل الدول الغربية”.