انا ابن مصر .. حفيد الفراعنه .. انا الصعيدي

مصطفي العموري
كلامي للي ميعرفش مين هم الصعايده !! ..
و هل هم دوله جوه دوله .. ؟؟
هحاول واحده واحده افهمك الحكايه ….
وهي ساهله مش روايه ..
وهحكيهالك باختصار م البدايه للنهايه ..
بس انت ركز شويه وخليك معايا …
.. الصعايده ناس اتربو ع الاصول
طلعو ع الشقا من صغرهم وسط الاراضي و الحقول ..
متعودوش يشكو ولا يبكو رغم الهموم ..
كلامهم قليل .. لكن موزون ..
من اول م ينطق الصعيدي ويتكلم ويقول..
تلاقيه للقران يحفظ …. لانه ع الكتاب ع طول .
و من صغره تلاقيه حتي ف قعدته معدول ..
للكبير يسمع ويطيع .. و برضا .. مش بململه وفتور ..
وفدا ابوه واهله وبلده لو ساءت يوم الامور ..
ولعهده ووعده وللعشره يصون ..
وعمره ابدا م يخون ..
وبالعادات والتقاليد مفتون ..
وبأهليته و عيلته ذي المجنون ..
وعمره ما يسئ بحد الظنون ..
.. ميزته الكبيره طيبته ولين قلبه
كان الارض زي ماخدت منه اداتله
حنيته ورحمته … سابقه قساوته وشدته
خد من الارض لينها وخضارها
وخد منها ف الشده عفوها ونشفانها
.. الجاهل ف الصعيد للاصول متعلم
ميعرفش القرايه لكنه متحدث متكلم
بيعبد ربه حتي ف الشقا ووقت السمر والفضا وتلاقيه بطبعه متدين
مخطش ب القلم .. لكنه يعرف معني الألم
تلاقيه قصاد القوي اسد جسور
و تحس انه من النسور
وقدام الضعيف منحني ومكسور
… الصعيدي عمره م يتكبر .. ولغيره عمره م يتجبر
.. ميسبش حقه مهما الزمان يطول
مع انه ممكن ياخده ويرميه ع طول .. !!!
بس يرفع راسه ساعه الوصول
ولحقه لازم .. ينول
وعمره م يتعدي الصح والاصول
.. بيرضي ب قليله وميبصش لغيره ..
والبلد كلها عايشه من خيره ..
بشقي ويشتغل ويراعي ومبيدورش من حد ع تقديره ..
بس اللي يمسه او يهينه ……
يا سواد ليله …..
واللي يمس عرضه ولا اهله .. يدفنه ف طينه ..
كرامته غاليه عليه اوعي تقله او تهينه ..
هتشوف اسد .. وانت اللي دخلت عرينه ..
والزمن مهما قسي متحملينه …
والرب دايما شاكرينه و حمدينه ..
….. والضيف دايما كرمينه … ومن ع الارض نشيله .. ..
.. الصعيدي يقفل ع حريمه و بدون ترباس
ويخاف عليهم من عيون الناس
ويحوط عليهم بحنيه واحساس
و الست ف بيتها ست الناس
وشايله راجلها فوق الراس
مهتمه و تراعي حاجته م الجلابيه ل المداس
وعمرها م تسمع للوسواس الخناس
ولا تحط راسها براسه … بلا علم او كراس
.. والكبير ليه احترام وتقدير
مش بعد م يكبر بنسيبه ونطير ..
مفيش ف الصعيد حاجه اسمها دار مسنين
دي تبقي مصيبه ووقعه مطينه ب طين .. لاننا عارفين ان اسمها الحقيقي .. دار العقيمين .. اللي مخلفوش بني ادمين .. او عيالهم ذي قلتهم ومش متربيين .. ولا يفهمو لا ف اصول ولا دين .. ولا عندهم نخوه ولا شهامه تحسهم خاينين و قليلين ..
وميعرفوش انه كله سلف ودين ..
عندينا .. نشيل همهم ومنشكيش سنين وسنين
وده طبع فينا مش منظره وتمثيل
الواحد فينا يتولد و يعيش ويموت كبير
حكيم .. عاقل و رزين
ملامحه منحوته من الجبل والصخر والطين
.. تميزه وتعرفه و لو وسط ملايين
.. الصعيدي من صغره شبعان كانه امير
وف شبابه تتكل عليه وليه الاحترام والتقدير
و وقت كبره و مشيبه يعيش سلطان تحته الف وزير
ولحد م يموت الف مين يرمح وراه ويشيل
ده اللي اتربي عليه وده اللي شافه من والديه
ومن كل اللي قبليه
علشان كده ف اي حاجه يعتمد عليه وتلاقيه
يبقي وزير … يبقي غفير هو صعيدي ف الصميم
لا بيتغير ولا بيتدبل …
.. مهما وصل ف المنصب او ف التعليم
لانه مهما حصل ومهما شاف م بينساش القديم
و هو .. للبلد دي الحصن الاخير …
.. وهي دي الحكايه من البدايه للنهايه
من غير لت وعجن كتير ..
هو ده انا .. ابن البلد .. ابن مصر ..
الصعيدي .. ابن الناس .. الاصيل