خبير امنى: محاولة اغتيال الكاظمي تسلط الضوء على “الطائرات المسيرة”
خبير امنى: محاولة اغتيال
اللواء ..أشرف فوزي
فوجئ العالم، اليوم الأحد، على حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بواسطة ٣طائرات مسيرة مفخخة استهدفت منزله بالمنطقة الخضراء في بغداد
وتمكنت القوى الأمنية من اسقاط ٢ من تلك الطائرات، بينما تمكنت الثالثة من تنفيذ الاعتداء الذي نجا منه الكاظمي.
وسلطت الحادثة الغاشمة والتي أثارت ردود فعل دولية واسعة، الضوء على قدرات الطائرات المسيرة المختلفة سواء من حيث الحجم أو الفعالية.
وفي الواقع، فقد فرضت الطائرات دون طيار نفسها في الآونة الأخيرة كسلاح فعال متعدد المهام في المعارك الحربية، وسعت الدول والجماعات المسلحة لامتلاكها، لأهميتها في توجيه ضربات موجعة للعدو بتكلفة منخفضة.
اوضح اللواء اشرف فوزى الخبير الامنى والاستراتيجي دراسة إعددها عن “الطائرات دون طيار: التقنية والأثر العسكري والإستراتيجي”.
أشار الخبير الامنى يطلق اسم الطائرة دون طيار أو المسيرة أو باستخدام اللفظة الإنجليزية “الدرونز” على الطائرات التي يجري التحكم فيها من بعد، وأحيانا يكون التحكم ذاتيا.
ظهرت أول طائرة دون طيار في إنجلترا عام ١٩١٧، ثم طُورت عام ١٩٢٤. منذ الحرب العالمية الأولى، كانت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، أولى الدول استخداما لها في جيوشها، ثم لحق بها الاتحاد السوفيتي في ثلاثينيات القرن الماضي و أتاحت الحرب العالمية الثانية١٩٣٩-١٩٤٥، والحرب الكورية ١٩٥٠-١٩٥٣، المجال لاستخدامها من قبل الولايات المتحدة في الأغراض التدريبية
كما استخدمت كصواريخ موجهة في تلك الحرب، وفي التصدي للطائرات الحربية المأهولة بالطيارين. كانت الواحدة منها تُستخدم في كل غرض من تلك الأغراض مرة واحدة، لذلك أنتجت منها نحو ١٥٠٠٠ طائرة عبر مصنع يقع جنوبي كاليفورنيا…. دورها في المجال الاستخباري برز بعد حرب فيتنام ١٩٥٥-١٩٧٥. زودت لأول مرة بالصواريخ في الهجوم على كوسوفا عام ١٩٩٩.
تصنيف الطائرات
اوضح اللواء اشرف تُصنَّف الطائرات من حيث الشكل إلى ثلاثة أشكال ذات أجنحة ثابتة، على شكل طائرة مروحية.، على أشكال خداعية.
نظم التشغيل
اضاف الخبير الامنى المصرى، يجري التحكم بإقلاع وهبوط بعض الطائرات دون طيار التي تطير لمسافات قريبة بواسطة أدوات تحكم مختلفة، وعبر موجات الراديووالتي تطير منها مئات الكيلومترات يكون التحكم بها بواسطة الأقمار الاصطناعية التي تضمن استدامة الاتصال اللاسلكي معها.عادة ما تُحدَّد لها نقاط مسارها لتقوم بتوجيه نفسها ذاتيا بواسطة نظامها الآلي وبناء على إحداثيات محددة سلفا. مكَّن النظام العالمي لتحديد الموقع “جي بي أس” (GPS)من تسهيل تحديد مكان الانطلاق للعودة إليه تلقائيا إذا تطلب الأمر ذلك.
تعمل أجهزة الاستشعار التي تُزوَّد بها الطائرة مثل الكاميرات الضوئية العادية، وتلك التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء والرادار، على كشف التحديات التي تواجهها ليقوم نظام الطيران الآلي بإرسال كافة المعلومات إلى الطيار الأرضي فيعمل “نظام تفادي الصدمات” على تجنب وقوع التصادم عن طريق نظام الطيار الآلي، وليس الطيار الأرضي.
مشكلات وتحديات
قال اللواء اشرف رغم ما وصل إليه التطور في مجال الطائرات دون طيار، فإنها لا تزال تواجه مشكلات فنية وتقنية تسببت بكثير من الحوادث، فقد كشفت تقارير صادرة عن البنتاغون عام ٢٠١٠، عن تحطم ٣٨ طائرة منها خلال العمليات بأفغانستان والعراق.
تعزى أسباب هذه الحوادث ومثلها إلى
تعرض الطائرات للإسقاط، وارتكاب الأخطاء البشرية والتنفيذية، وتعذر تتبعها.ؤعيوب في التصميم وأخطاء في التجهيز. عدم موثوقية المعلومات المتلقاة من العملاء المحليين في مناطق الاستهداف.وسوء الأحوال الجوية مثل السحب والأمطار.
ولكن من المزايا يتعذر كشفها أو رؤيتها بواسطة العين المجردة.فضلا عن أن رادارات الدفاع الجوي مصممة أساسا للطائرات الكبيرة، التكلفة الباهظة التي تتطلبها أنظمة التصدي عند اللجوء إليها، فمثلا أنظمة باتريوت يكلف الصاروخ الواحد منها مليون دولار، في حين قد تبلغ قيمة الطائرة دون طيار نحو ٥٠٠ دولار.
من التحديات أيضا نتائج التصدي لهذه الطائرات على المناطق الحضرية، لا سيما إذا كانت مزودة بالمتفجرات.
الاستخدام العسكري
أشار الخبير الامنى برز الدور القتالي الفاعل والمؤثر لهذه الطائرات في حرب تشرين الأول ١٩٧٣. زاد هذا الدور وضوحا في حرب لبنان عام ١٩٨٢ حيث تمكنت من تحييد الصواريخ السورية (أرض-جو) في سهل البقاع اللبناني. لعبت أنواع مختلفة منها دورا في العمليات التي نفذتها واشنطن بالخارج، خصوصا فيما سمي “الحرب على الإرهاب”.
مهام إستراتيجية
اوضح. اللواء اشرف قدمت تقنية الطائرات دون طيار، حلولا لكثير من المخاطر والتكاليف البشرية والمادية ذات الصلة بالعمليات العسكرية… وفرت من ميزات قتالية تتعلق بالحصول السهل والوافر والسريع على المعلومات بواسطة ما تحمله معدات.فضلاعن أن استخدامها احدث فروقا جوهرية، إستراتيجية وتكتيكية، أمام ما تحققه الجيوش على الأرض، من حيث الرصد والتعقب وغيرها من المهام، (هناك أمثلة كثيرة لما حققته هذه الطائرات في أفغانستان واليمن والعراق وليبيا وغيرها)