متستغربش.. شهادة طفلة تقود أمها إلى الإعدام
كتب: إسلام موسى
أظهرت شهادة طفلة في محضر جمع الاستدلال في واقعة العثور على جثة طفلة لم يتعدى عمرها الست سنوات متفحمة داخل فرن بلدي بقرية المعابدة التابعة لمركز شرطة أبنوب بمحافظة أسيوط لغز الجريمة , بعد أن وصفت تفصيلياً المشهد المأساوي للجريمة التي ارتكبتها والدتها أمامها, لتنهي الشهادة المشهد الأخير في لغز الجريمة وسببها وكيفية وقوعها.
وشهدت الطفلة هند فتحي طرفاوي فرحان، نجلة المتهمة في محضر جمع الاستدلال بقيام والدتها المتهمة اعتماد فرحان عثمان مرسي, باستدراج المجني عليها إلى داخل مسكنها وسرقة قرطها الذهبي عنوة , فأحدثت بأذنيها جروح وعقب ذلك أطبقت على عنقها حتى فارقت الحياة ووضعت جثمانها داخل فرن بلدي للتخلص منها.
حاولت المتهمة في تحقيقات النيابة العامة بعد القبض عليها تضليل جهات التحقيق باختلاق واقعة مغايرة للحقيقة , حيث ادعت بأن مواطن قريب منها أحضر لها جوال به جثة المجني عليها وطلب منها إخفائه وأعطاها حلق المجني عليها ووعدها بمبلغ من المال , وتوجهت لمدينة منفلوط وباعت الحلق الذهبي وعادت لمسكنها فحضر هذا الشخص ووضع جثة المجني عليها بفرن مسكنها وأشعل النار به وحضرت أهلية المجني عليها وأبلغتهم بوجود نجلتهم بالفرن فتعدوا عليها بالضرب وآخرين من أهل القرية.. ولكن جاءت شهادة نجلتها قاطعة للشكوك والظنون, لتبدأ جلسات المحاكمة وينتهى فصلها الأخير بال‘دام شنقاص ويتم تأييده من قبل محكمة النقض بعد رفض الطعن وتأييد حكم محكمة الجنايات.
” تقرير الطب الشرعي ”
تبت من خلال تقرير الصفة التشريحة للمجني عليها بمعرفة الطب الشرعي أن جثمان المجني عليها في حالة تفحم كامل لمعظم أجزائه, مع سقوط لثلاثة أطراف من شدة التفحم وفقد لأجزاء من جدار الجزع وفقود بعظام الجمجمة , وتفحم واختفاء جدار الصدر والبطن وجواز حدوث الواقعة وفق ما جاء على لسان الشهود بتاريخ يعاصر لتاريخ الواقعة الوارد بمذكرة النيابة العامة.
وأكد رأي فضيلة مفتي الجمهورية المؤرخ في 28 يناير 2019 , وقد انتهى فيه إلى أن الدعوى أقيمت بالطرق المعتبرة قانوناً قبل المتهمة اعتماد فرحان عثمان مرسي, ولم تظهر في الأوراق شبهة تدرء القصاص عنها كان جزاؤها الإعدام قصاصاً لقتلها المجني عليها الطفلة شهد حمدي عبد الله محمد عمداً جزاءً وفاقاً, وبجلسة 3 فبراير 2019 قضت محكمة جنايات أسيوط حضورياً بإجماع الآراء بمعاقبتها بالإعدام شنقاً.
وكانت قد أسدلت محكمة النقض الستار على قضية مقتل طفلة وإحراق جثتها داخل فرن بلدي بقرية المعابدة بدائرة مركز شرطة أبنوب بمحافظة أسيوط , وقضت المحكمة برفض الطعن المقدم من المتهمة وتأييد حكم محكمة الجنايات والقاضي بمعاقبتها وبإجماع الآراء بالإعدام شتقاً.
صدر الحكم برئاسة المستشار الدكتور على فرجاني، نائب رئيس محكمة النقض , وعضوية كل من المستشارين محمد الخطيب وهشام عبد الهادي ونادر خلف ومحمد عطية بأمانة سر يوسف عبد الفتاح.
وكانت محكمة جنايات أسيوط برئاسة المستشار سامح سعد طه وعضوية المستشارين محمد مختار الأحمداوي وعماد فؤاد بشاي الرئيسين بالمحكمة وبحضور المستشار محمد علي أبو بكر – مدير النيابة, وبأمانة سر خميس محمود عبد المحسن قد قضت وبإجماع الآراء في فبراير 2019 بمعاقبة المتهمة إعتماد فرحان عثمان مرسي- ربة منزل, بالإعدام شنقاً, لقيامها في يوم 5 مايو 2018 بدائرة مركز شرطة أبنوب بقتل المجني عليها الطفلة شهد حمدي عبد الله محمد , والتي لم تتجاوز السادسة من عمرها , وقد ارتبط تلك الجناية بجريمة أخرى هى أنها فى ذات الزمان والمكان قامت بسرقة القرط الذهبي المملوك للمجني عليها, وبعد ارتكابها للواقعة قامت بوضع الجثة داخل جوال من البلاستيك ووضعها داخل حفرة بمسكنها.
الجثة داخل جوال
كشفت تحريات مباحث مركز شرطة منفلوط أن المتهمة تجردت من إنسانيتها رغم أنها أم لأطفال صغار , وتملكها الشيطان واستدرجت المجني عليها نجلة جارتها إلى داخل مسكنها واعدة إياها أنها سوف تعطيها ثمرة مانجو فانصاعت لها الطفلة , وما أن دخلت حتى قامت المتهمة بنزع قرطها الذهبي من أذنها اليمنى فصرخت الطفلة من شدة الألم فقامت بكتم أنفاسها حتى أغمى عليها , وقامت بنزع القرط الثاني بعد أن كممت فمها بشال قديم من القماش مملوك لزوجها , ووضعت الطفلة في جوال من البلاستيك وقامت بحمله إلا أن الطفلة المجني عليها صرخت مرة أخرى فألقت المتهمة الجوال بالطفلة على الأرض باركة فوقها كاتمة لأنفاسها والطفلة تلفظ أنفاسها الأخيرة , والمتهمة لم تأخذها رحمة ولا شفقة كون الطفلة ضغيرة لا حول لها ولا قوة حتى فارقت الحياة.
ثم قامت بعد ذلك بوضعها داخل الجوال مرة أخرى وإخفاءه بحفرة بحوش المسكن وذهبت لتبيع الغنيمة التي حصلت عليها من الطفلة المجني عليها.
توجهت المتهمة إلى إلى مدينة منفلوط وباعت القرط الذهبي الذي لم يتعد الجرامان لأحد محال الصاغة مقابل مبلغ 1315 جنيهاً.
“الجثة متفحمة في الفرن”
عادت المتهمة إلى بلدتها فوجدت أهلية المجتي عليها ما زالوا يبحثون عن نجلتهم معلنين أنهم سوف يبحثوا في كل بيت عن نجلتهم.. هنا أسرعت المتهمة إلى داخل مسكنها وهى خائفة من افتضاح أمرها وقامت باستخراج الجوال التي أخفت به الجثة وقامت بوضعه داخل الفرن وإشعاله لإخفاء جريمتها وخرجت لمنع أحد من أهلية المجني عليها من الدخول إلا أن جدة الطفلة دخلت رغماً عنها لتستغيث فور إدراكها بما يحمله الدخان الكثيف من رائحة غريبة ليدخل والد الطفلة ويقوم بكسر الفرن ليكتشف جثة نجلته متفحمة داخله, فيطفئه بالماء ويطلب منه جيرانه ترك الأمر على ما هو عليه حتى لا يضيع حق طفلته .. قام الأهالي بالتحفظ على المتهمة وإبلاغ الشرطة.. على الفور انتقل الرائد أحمد محمد صلاح تاج الدين – معاون مباحث مركز شرطة أبنوب وتم ضبط المتهمة وبمواجهتها أقرت بارتكابها للواقعة , وثبت من تقرير الصفة التشريحية للمجني عليها أن الجثة في حالة تفحم كامل لمعظم أجزائه.
وبإحالتها إلى محكمة الجنايات وبعد تداول جلسات المحاكمة وبعد سماع المرافعة والمداولة قانوناً قضت المحكمة وبإجماع الآراء بمعاقبة المتهمة بالإعدام شنقاً قصاصاً عما اقترفته , وقام المتهمة بالطعن على الحكم عن طريق النقض والتي قضت محكمة النقض بقبول الطعن شكلاً وفي الموضوع برفضه وتأييد حكم محكمة الجنايات والقاضي بمعاقبتها بالإعدام.