د.سحر السيد..تكنب..سقوط أول شهيد
عواد باع أرضه يا ولاد .. شوفوا طوله وعرضه يا ولاد ..الأرض أرضنا عن أبونا وجدنا وبكرة وبعده لعيالنا بعدنا
عواد باع أرضه يا ولاد .. شوفوا طوله وعرضه يا ولاد.
وبهذه الكلمات التي ألفها مرسي جميل عزيز اشتهرت الأغنية شهرة فائقة ولاقت رواجاً قوياً في الستينيات لتحكي عن قصة تخلي عواد عن أرضه، لكن حقيقة الموال أنها قصة حقيقية لكن عكس ما أظهره أوبريت عواد باع أرضه، فتعود القصة إلى العصر الملكي في قرية كفور نجم بمحافظة الشرقية سنة 1946 م، عن الفلاح عناني أحمد عواد علي، الذي ظلمه الأمير محمد علي والمفتش، فقد اصبح اسمه وسيرته ثابتة في العقل المصري كمضرب للمثل لمن يبيع أرضه، عواد الحقيقي هو رجل بمعنى الكلمة حيث أنه رفض التنازل عن أرضه للأمير عام 1946م، حيث ذاع صيته وأصبح بطلاً شعبياً ومضرباً للمثل في التمسك بأرضه والدفاع عنها، وصمد عواد أمام مفتش الدائرة ورجال الأمير, وأصبح رمزاً عند الفلاحين وملهماً لهم، وأصبحت سيرته بين الناس تشبه كثيراً سيرة بطل دنشواي, وكان لابد من قمع عواد حتى لا يخرج عواد جديد يتمسك بأرضه، فقامت الشرطة بالقبض عليه وترحيله إلى معتقل الطور، وفي غيابه انتهكوا أرضه واستولوا عليها، وعندما خرج عواد من المعتقل لم يسكت على ضياع أرضه بل صمم على تكملة مشوار رد الكرامة، فقام بعمل شكوى في المحكمة ضد الأمير ومفتش الدائرة، وعندما خشي الأمير والمفتش من أن تقع القضية في يد قاضي يخاف الله فيحكم لعواد بعودة الأرض فقررا قتل عواد لتغلق القضية، ثم قاموا بعد قتله بتشويه سيرته حتى تنتهي قصته، وبعد ذلك قاموا بإشاعة بيعه لأرضه وكانت هذه وصمة عار لأي فلاح مصري وقتها وانتشرت الإشاعة بقوة، واستأجروا السفهاء يمرون في شوارع القري وينادون بالجملة الشهيرة :عواد باع أرضه يا ولاد شوفوا طوله وعرضه يا ولاد, ولكن الحقيقة أن عواد لم يبيع أرضه بل مات من أجلها.