المرأة المصرية تصنع البطولات
أيفيلين موريس
بالرغم من طبيعة المرأه التي تميل إلي العاطفه ولا تتحمل المشاهد المؤلمه وبرغم حبها الفطري لأبناءها والذي يجعلها تخشي عليهم الهواء المتطاير حولهم، إلا أنك تدهش حين تري طبيعه مغايره لها تظهر في المواقف الصعبه والشدائد التي تمر عليها.
وما أدل علي ذلك من مواقف المرأة خلال حرب أكتوبر العظيم حيث تواجدت في المستشفيات تتبرعن بدماؤهن وتقدمن الطعام للمصابين وتشارك من خلال مقار التنظيم النسائى والجمعيات النسائية الأهلية في خدمة أسر الشهداء والجرحى وفي بث الحملات الإعلامية للتطوع في التمريض والتبرع بالدم وفي تدعيم الجبهة الداخلية وترجمة كل ما يكتب عن القضية المصرية وإرساله لمختلف الإتحادات والمنظمات النسائية في العالم لإعلام المرأة في العالم بحقيقة ما يدور في الشرق الأوسط، كما أن المرأة في موقع القيادة في هذا الوقت وزوجات المسئولين أو الوزراء والضباط قمن بجمع التبرعات وشراء ملابس وبطاطين وكافة احتياجات الأسرة وتوزيعها علي الأسر التي فقدت العائل بالإستشهاد في الحرب أو الإصابة، هذا بالإضافة إلي زوجات الشهداء اللائي أحتملن صعوبات الحياة وتربية الأبناء بعد أستشهاد أزواجهن وهن بعد صغيرات.
ولا يغادر الذاكره بدويات سيناء اللائي لم يكن مجرد راعيات للأغنام وأم للأولاد فحسب، بل كان فيهن المناضلات المحاربات اللائي ساهمن بشكل خفي في توصيل السلاح والقنابل والمتفجرات للجنود المصريين، بل الأكثر من ذلك كن يزرعن بـأنفسهن الألغام في أراضي سيناء من أجل تدمير العدو إن حاول الاقتراب ومن الجدير بالذكر قدرتهن علي تعلم إشعال فتيل القنابل وإطلاق الرصاص تحسباً للحرب التي كانت متوقعة بين ليلة وضحاها.
كما كانت المرأة البدوية أيضاً من أهم وسائل الاتصال بين قيادات الجيش في القاهرة وبين جنودنا البواسل في سيناء، وتم استخدامهن في توصيل الرسائل والمعلومات لجنود الجيش خلال فترة الحرب، حفاظاًَ على سرية المعلومات وخشية وقوعها في يد جواسيس، كما كن يذهبن للجبهة لتوزيع الخبز والدقيق على جنود الجيش الأبطال، ويرعون الجرحى إن لزم الأمر في مناخ من الوئام والمحبة والوطنية الشديدة .
هذا ولم تتوقف المرأة المصريه عن المساعده فقامت أيضا بالمساعدة في بناء الدشم دون خوف والأهم أنها ساعدت في بناء أجيال لا تخشي الحروب علي إستعداد لتقديم أرواحهم فداء لأراضيهم ووطنهم.
ولا زالت المرأة المصريه تظهر في المواقف قدرات دفينه تشبه بها الرجال دون أن تتخلي عن طبيعتها الأنثوية التي تتسم برقة الإحساس.
كل عام ومصر في سلام بمناسبة أعياد نصر أكتوبر العظيم