مبادرة أفروميديا تُقيم لقاء تحت عنوان «ماذا يحدث في غينيا كوناكري؟»
شيرين صابر
أطلقت مبادرة أفروميديا، بمقر المؤسسة الإفريقية بالقاهرة، حلقة نقاشية حول تداعيات الأوضاع في غينيا علي الصعيدين الاقليمي والدولي بعنوان (ماذا يحدث في غينيا كونكري؟ السياقات الداخلية والارتباطات الخارجية).
جاء ذلك بحضور الدكتور علي متولي – مدرس التاريخ الحديث والمعاصر كلية الآداب جامعة السويس، والحائز علي جائزة النشر الدولى لعام ٢٠٢٠ من وحدة النشر الدولي بمركز تطوير الآداء الجامعى، جامعة جامعة السويس،، والدكتور محمد عبد الكريم- منسق أبحاث أفريقيا بمعهد الدراسات المستقبلية- بيروت، وصاحب كتاب «بوكو حرام: من الجماعة إلى الولاية» والذي فاز بجائزة أفضل كتاب- فرع العلوم الإنسانية معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير ٢٠١٨، وحسن غزالي مؤسس مبادرة أفروميديا، فضلا عن حضور نُخبَّة من الباحثين المتخصصين والمهتمين بالقضايا والشؤون الافريقية من داخل مصر وخارجها.
افتتح حسن غزالي الندوة بالترحيب بالسادة المحدثين والحضور، مُقدماً في بداية حديثه نبذة تعريفية حول مبادرة أفروميديا، وأكد خلالها على أهمية الصالون الثقافي الذي تُقيمه المبادرة، في عرض ومناقشة القضايا الإفريقية المطروحة علي الساحة، ثم قام بتعريف ضيفيّ اللقاء الكريمين.
ومن جانبه بدأ الدكتور علي متولي حديثه بنبذة تاريخية حول التحديات التي واجهتها غينيا كوناكري مع دول الغرب خاصةً فرنسا التي استقلت غينيا كوناكري عنها عام ١٩٥٨ وما تربط غينيا من علاقات مع تلك الدول حتي الآن،، وصولاً إلي الأوضاع السياسية في غينيا كوناكري قُبيّل أحداث ٥ سبتمبر، بالإضافة إلي الحديث عن تاريخ الحكم في غينيا كوناكري، في إشارة إلي كيفية وصول «ألفا كونتي» للحكم كأول رئيس ديموقراطي هناك بعد تاريخ من النضال،، حتى اُطلق عليه لقب «نيلسون مانديلا» غرب أفريقيا، كما تناول خلال حديثه وضع غينيا في الاقتصاد الدولي وخاصة فيما يتعلق بقطاع المعادن والتعدين، تأثير أحداث ٥ سبتمبر على قطاع إنتاج الثروات الطبيعية في غينيا كوناكري.
وفي سياق متصل استكمل الدكتور محمد عبدالكريم الحديث وتناول ردود الأفعال الإقليمية والدولية على الأحداث الجارية في غينيا كوناكري،، كما أشار إلي تداعيات أحداث ٥ سبتمبر،، موضحاً أن غينيا رغم التوافر الهائل للموارد الطبيعية بها إلا أنها لم تُستغّل بشكل صحيح، ولم يقام بها أي مشروع تنموي أو وطني،، مما أدي إلي تدهور الحالة المعيشية في البلاد، وبناءاً عليه أصبحت غينيا كوناكري تحتل المركز ال١٦٠ من أصل ١٨٦ دولة في تقرير مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة.
مضيفاً أن غينيا كوناكري لديها مشكلة كبيرة ومتفاقمة في ترسيخ وبناء المؤسسات الوطنية،، الأمر الذي يُعد سببًا قويًا لأحداث ٥ سبتمبر.
وعلي الجانب الآخر وخلال استقبال مداخلات السادة الحضور، جاءت في مجملها، تُثمن علي الدور الهام والفاعل الذي تلعبه مصر تجاه القضايا الافريقية في الوقت الراهن، كإمتداداً لدورها الأكبر في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
ومن جانبه عقَّب حسن غزالي، مشيراً إلي أن ما يميز مصر أنها دولة ذات دوائر متعددة افريقية عربية متوسطية إسلامية واسيوية وأن هذا ما يجعلها من منظور الكثير “أم الدنيا” ويجعل مصر متميزة بشكل خاص بين العالم.
واختتم «غزالي» اللقاء مُقدمًا جزيل الشكر للسادة الضيوف والحضور، ومؤكداً أن تلك النوعية والتنوع في النقاشات الصحية هي ما نحتاجه، وأن هذا هو عين ما تهدف إليه مبادرة أفروميديا، حيث تسعي بشكل حثيث إلي تنوير عقول الأجيال الحالية في إطار تبادل معرفي سليم من خلال الحلقات النقاشية التي تطلقها بشكل دوري في إطار صالون أفروميديا،، مُشيراً إلي أنه للمرة الأولى يكون اللقاء وجهًا لوجه مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، وذلك لتداعيات فيروس كوفيد-١٩، ولكنه ليس الأول بشكل عام إنما الثالث الذي تقدمه المبادرة منذ بداية إطلاقها.