المشاكل الزوجية واثرها علي أفراد الأسرة “
مشكله وحل
د.سحر السيد
تعدّ الأسرة نواة المجتمع ومصدراً أساسيّاً للسَّعادة والطمأنينة والاستقرار، لكن لا تكاد تخلو أسرةٌ من وجود الخلافات أو المشاكل بين الحين والآخر، فالاختلاف في الآراء من سنن الله تعالى في الخلق، فلقد خلق الله تعالى البشر مختلفين، لكلِّ فرد شخصيّته المستقلّة، سماته وميوله الذي يختلف به عن الآخر، فترى الزّوج يحبّ شيئاً لا تحبّه الزوجة وترى الأولاد يرغبون بممارسة أعمال لا يرغبها الأبوين.
وقد يتمثل السبب لوجود مشاكل بين الأبوين هو عدم وجود فهم في طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل، حيث أن كل منهما لا يفهم الآخر ورغباته وطريقة تفكيره بالإضافة إلى الاهتمامات الخاصة بكل شخص فيهم، كما يعد التغير الاجتماعي من الأمور التي تسبب المشاكل داخل الأسرة الواحدة، حيث أن التغيرات الاجتماعية التي تحيط بالأسرة وتؤثر فيها سبب أساسي، حيث يقوم الأبناء بتبني قيماً وأفكار تختلف عن القيم والعادات التقليدية التي يتبناها كل من الأب والأم، ويؤدي ذلك إلى وجود فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء. والجهل بالخصائص العمرية المختلفة بكل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان والتي لها خصائصها المختلفة ومتطلباتها.
ولذلك يجب أن يدرك الطرفان أن الاختلاف بين الرجل والمرأة من الأمور الطبيعية، وأن العلاقة بينهما تقوم على الاختلاف ليس التشابه، لان كل منهما يكمل الآخر، وأن التركيب النفسي والعضوي لكل منهما يختلف عن الآخر، وأن ما يؤدي إلى هذه المشاكل هو نقص الخبرة والوعي وعدم القدرة على التعامل معها، مما يخلق جو من المشاكل داخل الأسرة، كما يجب أن يكون لدى الآباء الوعي الكامل بالمراحل العمرية التي يمر بها كل شخص داحل الأسرة ، وأن يتم التعامل معها بحذر، حيث أن التعامل بدون وعي يتسبب في حدوث الكثير من المشاكل مما ينعكس ذلك على سلوكيات الأفراد داخل الأسرة. وأيضا يحتاج الأزواج لتيسير طريقة حياتهم سوية التركيز على الحلّ لا على المشكلة، مع الحرص في ذلك على التأكّد من أنّ سير الحوار إيجابيّ، وأنّ أيّ إشكالية يمكن تخطيها طالما أنّ كلا الزوجين يفكران بالحل لا بالمشكلة.
