د. وسيلة محمود الحلبي..تكتب.من كل بحر قطرة
الإدارة الحرة
الإدارة علم وفن وحسن إدراك، وقبل هذا وذاك هي معرفة تحمل المسؤولية ، تجاه العمل والعاملين . والمدير في مجاله شخصية مرهوبة الجانب ، ومحط أنظار الآخرين من مرؤوسين وغيرهم. وهذه الشخصية قد تكون مقنعة بالكامل أو نصف مقنعة إلا أنها تبقى محط أنظار الآخرين، ومهما ساءت حالة المدير وكانت شخصيته مهزوزة لا يعدم من يرهبون جانبه أو يعملون (ماسحي جوخ) على بابه.
والمدير هو موضع حسد الذين قبله، كما هو يحسد الذين فوقه مرتبة ورتبة، اللهم إلا إذا كان قد وصل الدرجة الوظيفية والعمر اللذين ليس له بعدهما أن يطمح إلى أعلى. ولأن هذه هي صفات المدير المحترم نجد أن من المديرين من يسعى إلى وسم هذه الصفات بسمته الشخصية الخاصة جداً، ولذا يكثر أن تجد في مكاتب هؤلاء لوحات مثبتة في الحائط عليها شعارات مكتوبة أو مرسومة يجعلونها دليلهم في العمل، شرط أن يقتدي بها المرؤوسون، لا هم أنفسهم. ومن هؤلاء مدير يعلق في مكان بارز على أحد جدران مكتبه سلحفاة محنطة وتحتها كلمات تقول: (سر بطيئاً لكن بعزم وتصميم وستصل)، وقد أراد المدير السلحفاتي أن يزيد في توضيح الشعار فعمد إلى وضعه في معادلة حسابية تقول: التمهل العزم التصميم والمثابرة = النجاح في بلوغ الهدف. وكانت النتائج باهرة بفضل التزام مرؤوسي هذا المدير بتعليماته، ومن هذه النتائج: تمهل الموظفين في إنجاز معاملات المراجعين من المواطنين الذين لا سند لهم ولا واسطة، وزيادة عزم المتطاولين في رفع الصوت بالرفض وعدم الامتثال لمتطلبات العمل.
مرفأ.. آلامي
يهرب الإنسان من الآلام كما يهرب من كل شيء عميق دون أن يدري أي حكمة كامنة في هذه الأعماق. و(أنا) تألمت طويلاً حتى أصبح الألم صديقاً لي ورفيقاً. آلامي أضحت ظلي الذي لا يفارقني وقد تعجبون إذا قلت لكم : إنني لا أكره هذه الآلام، بل أدين لها بالفضل في تغيير نظرتي للحياة. الآلام علمتني الصبر، وكنت مثل غالبية البشر مخلوقة هلوعة لا أصبر على نفسي ولا على غيري. الآلام كانت نظارة رأيت فيها الدنيا على حقيقتها، وعندما كانت آلامي تنهش تحملي الرقيق وتقسو على ضعفي البسيط عثرت على القوة في الزهد، والراحة في الإيمان، وعثرت على نفسي وآمنت بالذي خلقها. آلامي .. نزعت الألوان من فوق الناس حولي فرأيتهم على حقيقتهم بلا زيف ولا خداع . في لحظات المحنة عثرت على الصداقة الحقيقية، وسقط مني في الطريق وأنا أتألم المزيفون الذين لا يتحملون صراخي وألمي ولا يعترفون إلا بابتسامتي ، وكم عذبتني آلامي، ولكن الندم لم يدق باب قلبي، فأصبحت بالألم أفضل ، وبه تغيرت.
نداء الماء
إنه نداء الماء.. نداء السماء، نداء الترشيد الذي نتجاهل نداءاته المتكررة ، بمشاعر غامضة خرساء. إن قضية الماء والحفاظ عليه وترشيده قضية وطنية قومية تشغل بال دول العالم بأسره ، وليس مملكتنا السعودية فقط . فهذه القضية أصبحت مادة دسمة للنقاش يقرؤها السياسيون ورجال الأعمال والمحللون، كل واحد من زاويته الخاصة ، فالماء كونه لا يقدر بثمن ، من الطبيعي أن تكون قضيته أكبر وأهم قضية في البلدان التي تفتقر إليه، وحكومتنا الرشيدة تتكلف المليارات في سبيل تحلية المياه وتنقيتها وبناء السدود والشبكات لإيصالها إلى الجميع دون استثناء. وبكل أسف نجد الغالبية العظمى لا يهتمون بهذه النعمة ، فعلينا مسؤولية كبيرة تجاه هذه النعمة، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).
مرفأ.. قبل أن تهجرني
قبل أن تهجرني علمني كيف أخرجك من مفرداتي ، من ملابسي وعطري ، علمني كيف أقتلعك من شراييني ، من دمي وتفكيري ، ولو علمتني ……فلن تخرج ، لأنني أعيش فيك ومن أجلك.
لحظة عطاء
إن ما بين العين والعين كلمة.. وبين الوعد واللقاء كلمة.. وبين الانتظار والأمل كلمة.. وكلمة أحبك أغلقت قاموس العالم.