الغزو الفكري مفهومه وأهدافه وكيفية مواجهته
بقلم : عمرو حلمي – باحث الدكتوراه بجامعة الأزهر
الغزو الفكري: هو أن تظل الشعوب الضعيفة أو النامية خاضعة لنفوذ القوى المعادية لها.
أهدافه :
أولاً : أن تتبنى أمة من الأمم معتقدات وأفكاراً لأمة أخرى من الأمم الكبيرة , دون نظر فاحص وتأمل دقيق لما يترتب على ذلك التبني من ضياع لحاضرها في أي قطر من أقطارها وتبديد لمستقبلها .
ثانياً : أن تتخذ مناهج التربية والتعليم لهذه الدول الكبيرة , فتطبقها على أبنائها وأجيالها, فتشوه بذلك فكرهم وتمسخ عقولهم, وتخرج بهم إلى الحياة وقد أجادواْ بتطبيق هذه المناهج عليهم شيئاً واحداً هو تبعيتهم لأصحاب تلك المناهج الغازية.
ثالثاً : هو أن يحول العدو بين أمة من الأمم وبين تاريخها وماضيها وسير الصالحين من أسلافها , ليحل محل ذلك تاريخ تلك الدولة الكبيرة الغازية وسير أعلامها وقادتها, فيشب المثقف من أبناء تلك الأمة المقهورة وليس في نفسه مَثَل إلا ما يقرأ عنه في تاريخ الدولة الغازية, بل يصبح وهو لا يعرف من الحق والباطل إلا ما رأته هذه الأمة الغازية حقاً أو باطلاً , فتشوه بذلك رؤيته الحقة للناس والأشياء فيذهل عن حاضره ومستقبله ويضل عن معالم طريقه .
رابعاً : أن تزاحم لغة الغالب لغة المغلوب فضلاً عن أن تحل محلها أو تحاربها بإحياء اللهجات العامية والإقليمية , وما دام الإنسان لا يفكر إلا باللغة, فإن إضعاف لغة أمة هو إضعاف لفكرها, وإحلال لغة أمة محل لغة أمة هو إجبار للأمة المغلوبة على أن تفكر كما تفكر الأمة الغالبة وأن ترى من العادات والتقاليد مثل ما ترى الأمة صاحبة اللغة الغازية, وهذا واقع الأمة العربية.
خامساً : أن تسود الأمة المغزوة أخلاق الأمة الغازية وعادتها وتقاليدها, وإذا كانت الأخلاق هي المعيار الدقيق الذي تقاس به الأمم, فإن هذه الأخلاق يجب أن تكون نابعة من القيم الأصلية التي تسود الأمة وتحكم سلوكها وتوجهه, فإذا ما استوردت أمة من الأمم أخلاقها وقيمها من أمة أخرى مسخت بذلك شخصيتها وتنكرت لأصالتها وعاشت تابعة ذليلة للأمة التي قلدت أخلاقها وخسرت من مستقبل أجيالها ما يزيدها اقتراباً من أصالتها ووجدت نفسها أمام التبعية والضياع.
كيفية مواجهة الغزو الفكري
تكون عن طريق تصحيح الخطاب الإعلامي والتعليمي والثقافي والفني بما يتناسب مع القيم والأخلاق.
وكذلك تدريس الفقه وعلوم الدين في المدارس والجامعات أصبح ضرورة ملحة يفرضها الواقع علينا
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.