الشراء في الاوكازيون
د.مها العطار
مرفت العربى
بقول الله تعالى : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) .. على لسان نبى الله يعقوب يحذر إبنة يوسف من إخوتة حتى لا يحسدونه على نعمة الله بإختيارة له !! وهم أبناء نبى إيضآ وتربية نبى ، ولكن الله أدرى بالنفس الإنسانية !! ويؤخذ من هذا الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر، كما ورد في الحديث : ( استعينوا على قضاء الحوائج بكتمانها ، فإن كل ذي نعمة محسود ) .
تقول العطار .. هذا الأمر ردأ على قصة أمس التى تشتكى من عدم إتمام شراء الشقة وأخذت معها العائلة والأصدقاء ، ولا تعلم نفس من حولها حتى لو كانت أختها !؟ وهذا التحذير موجة من الله إلينا فى كتمان الأمر حتى يحدث .. ليس الهدف من هذه الوصية تجنب العين والحسد فقط .. بل ماهو أعمق.. استعينوا بالكتمان كي لا تصابوا بخيبات الأمل علناً ، فهي أكثر إيلاماً. استعينوا بالكتمان لأن الطاقات تُهدَر في القول بدلاً من الفعل .
وتكمل العطار حديثها أن هذا لا تعارض بين الآية ( وأما بنعمة ربك فحدث ) حيث المقصود من التحديث بالنعمة .. هو القيام بالشكر وإظهار آثارها ، فإذا أنعم الله عليه بالمال شكر الله تعالى على هذه النعمة وأكثر من التصدق والكرم .. هذا هو المقصود بالتحديث بالنعم ، وليس المراد تعديد ثروتك ، وإخبار الناس بما عندك ، فإن هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومالم يعرفه الكثير من الناس أن الرسول عاش ومات غنيأ وعنده مال وارض !! ولكنه لم يكن يتحدث عن هذا !!
من عادة البخلاء أن يكتموا مالهم ، فلا تجدهم إلا شاكين من العسر ، أما الكرماء فلا يزالون يظهرون بالبذل ما آتاهم الله من فضله ، ويجهرون بالحمد لما أفاض الله عليهم من رزقه مما يجعل التحديث بالنعمة كناية عن التصدق وإطعام الفقراء وإعانة المحتاجين .
ونصيحتى لكم لا تقومو بالشراء مع أحد .. أنتم لا تعرفون ما فى نفس غيركم .. حتى الأخوة والأصدقاء .. وإستعينو على قضاء حوائجكم بالكتمان .. إنها طاقة الشراء .