من دعاء الصالحين دعاء إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ

بقلم: د/ عمرو حلمي – باحث الدكتوراه بجامعة الأزهر
من دعاء إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ :«اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا تَزِنُ عِنْدِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ إِذَا أَنْتَ آنَسْتَنِي بِذِكْرِكَ وَرَزَقْتَنِي حُبَّكَ وَسَهَّلْتَ عَلَيَّ طَاعَتَكَ فَأَعْطِ الْجَنَّةَ لِمَنْ شِئْتَ»”الحلية”(8/35).
وقال أيضا: «اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ الْجَنَّةَ، لَا تَزِنُّ عِنْدِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ فَمَا دُونَهَا إِذَا أَنْتَ وَهَبَتَ لِي حُبُّكَ وَآنَسْتَنِي بِمُذَاكَرَتِكَ وَفَرَّغْتَنِي لِلتَّفَكُّرِ فِي عَظَمَتِكَ», “الحلية”(8/35).
نبذة عن صاحب الدعاء: إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَمَ بنِ مَنْصُوْرِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ العِجْلِيُّ القُدْوَةُ، الإِمَامُ، العَارِفُ، سَيِّدُ الزُّهَّادِ، أَبُو إِسْحَاقَ العِجْلِيُّ – وَقِيْلَ: التَّمِيْمِيُّ – الخُرَاسَانِيُّ، البَلْخِيُّ، نَزِيْلُ الشَّامِ. مَوْلِدُهُ: فِي حُدُوْدِ المائَةِ.حَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ، وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ الجُمَحِيِّ،وغيرهما . حَدَّثَ عَنْهُ: رَفِيْقُهُ؛ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَقِيْقٌ البَلْخِيُّ، وغيرهما. توفي سنة 162هـ .
من أقواله المأثورة :
1- قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: « رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِي: أَوَ يَحْسُنُ بِالْحُرِّ الْمُرِيدِ أَنْ يَتَذَلَّلَ لِلْعَبِيدِ وَهُوَ يَجِدُ عِنْدَ مَوْلَاهُ مَا يرِيدُ؟».
2- «لَوْ أَنَّ الْعِبَادَ عَلِمُوا حُبَّ اللهِ عَزَّوَجَلَّ لَقَلَّ مَطْعَمُهُمْ وَمَشْرَبُهُمْ وَمَلْبَسُهُمْ وَحِرْصُهُمْ؛ وَذَلِكَ أَنَّ مَلَائِكَةَ اللهِ أَحَبُّوا اللهَ فَاشْتَغَلُوا بِعِبَادَتِهِ عَنْ غَيْرِهِ حَتَّى أَنَّ مِنْهُمْ قَائِمًا وَرَاكَعًا وَسَاجَدًا مُنْذُ خَلَقَ اللهُ تَعَالَى الدُّنْيَا مَا الْتَفَتَ إِلَى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ اشْتِغَالًا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِخَدْمَتِهِ».
3-«اشْغِلُوا قُلُوبَكُمْ بِالْخَوْفِ مِنَ اللهِ وَأَبْدَانَكُمْ بِالْدَأَبِ فِي طَاعَةِ اللهِ وَوُجُوهَكُمْ بِالْحَيَاءِ مِنَ اللهِ وَأَلْسِنَتَكُمْ بِذِكْرِ اللهِ, وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ يَا مُحَمَّدُ كُلَّ سَاعَةٍ تَذْكُرُنِي فِيهَا فَهِيَ لَكَ مَذْخُورَةٌ وَالسَّاعَةُ الَّتِي لَا تَذْكُرُنِي فِيهَا فَلَيْسَتْ لَكَ، هِيَ عَلَيْكَ لَا لَكَ».
إلقاء الضوء على هذا الدعاء – فيه دليل على أن ذكر الله تعالى أفضل شيء في الوجود , وفيه حياة القلوب , وفيه الطمأنينة والسكينة, قال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)[الرعد 28] فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.