آدم خضر: يكتب: قيمتك الحقيقة في التفاني بشرف
مرت قرون و أعوام و مازلنا نعلي من قيمة أصحاب الوظائف العليا دون النظر إلى أخلاقهم أو كفائتهم ، الجميع يعظمهم في الطرقات والشوارع و يجب أن تقف احتراما لهم عند مرورهم ، إذا زارك أحدهم ارتديت له أفضل الملابس وصنعت له من التراب حرير وقدمت له أفضل أنواع الطعام فقط لمجرد أنه طبيبا أو مهندساً أو موظفاً ذو مكانةٍ عاليه و أُجبرت على احترامه وتقديره بمظهره الخارجي ؛ الذي يتضمن ألقابه وليس بجوهرة الذي يحمل كل المعاني السيئة من خللٍ في الأخلاق أو فشلٍ يذهب معه أينما ذهب .
إهمالنا لأصحاب المِهن البسيطة :
على الجانب الآخر مازلنا نهمل أصحاب المهن البسيطة الذين يستيقظون في الصباح بحثاً عن رزقاً حلالاً طيبا ً، فواحداً منهم بعدما رآك تُعظم من قدر الطبيب وتهمله ؛ أراد أن ينحت في الصخر حتى يرى ابنه طبيباً ، والآخر أراد أن يراه مهندساً لمواجهة الظلم الإجتماعي الذي يعيشه لمجرد أنه ولد عاملاً للنظافة ، أو بائعـًا أو نجارا ولكن تذكر دائماً حديث _ النبي صلى الله عليه وسلم _ فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ بنت الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعن أبيها أنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ ” .
فالأهم من العمل هو إتقان العمل ؛ فالعامل الزراعي الذي طرح بذوره لينتظر المحصول .. و القدر لم يحالفه فأرارد أن يغير من أسلوب الزراعه و وعملية الري وفي العام التالي رزقه الله بمحصول وفير و الطبيب الذي دخل إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية وفشل في العملية لنسيانة بعض الأشياء وقرر أن لا يدخل غرفة العمليات مرة أخرى ويكتفي بالكشف الفردي .
فلن يتساوى العامل الزراعي الذي كرر فغيّر فأتقن ؛ بالطبيب الذي ثبت ففشل فأخفق .
ويجب علينا أن نعطي لكل مجتهدٍ حقه مهما كانت مهنته المهم هو النجاح وليست المظاهر والألقاب .