فدح الاحزان في غسق الليل
بفلم د شمس الأصيل
سقاني الدهر قدح أحزانهِ…
وفي حُلكةِ الظلامِ تهيجُ حرائقهُ.
توغَّلَ السُهادُ في ظلمتهِ…
وجَال في سكونِ الليلِ طيفَ تنهدهُ.
يحاورُ جرح الفؤادِ وميضهُ..
والدموع تعانقهُ. لملم حزني اشلاءه…
وكفكفَ دمعهُ. ونسج حلم اللقاءِ في محرابهِ …
بِيدِ الشوقِ وهي تهدهدهُ.
انقذفَ في الروحِ ضوءَ القمرِ…
ونورهُ فأَنتفضَ الجسدُ من إِشتعَالِ الحرائقِ في دَمَهِ.
فُتِحَتْ أسرابُ الدروبِ المُغلَقَةِ …
وَهتَفَ البَرقُ بشُعاعهِ وَرَفَّتْ الورودُ عَلى الأغصانِ مستبشرةً بهِ ..
ور سَمَ طَيفُ الروحِ الجريحِ ضِيَاءَ الغَدِ في ظُلّماَئهِ.
ونسج القمر محيا ه.. علىَ صفحةِ الماءِ وَيَنابِيعهِ.
وأَنشدَ القلبُ لحنَ مَحبُوبهِ… وانتَشَى الشَوقُ بنبضِ أَنغامَهِ…
فاجتمعَ ضياءُ الصبحِ معَ الدُجَى وظلمتهِ .
تلاشَى الليلُ الملتهبُ بِجَمْرهِ..
وَاعْتَمَرَالحُبُ جِنانِي وَ احْتفتْ به رياحينه
استيقظتْ النُجومُ من سُبَاتهَا وأنسابَ الوادِي بترتيلِ خَرِيرهِ
وأضاء الوجد رأفة لحالي …
بعْدَ أنْ أصْغَى لأَنِينِي
في غَسقِ لَيليِ المُتوَشِّجِ بالسَوَادِ في ظِلِّ رَهْبةِ صَمْتهِ
هَدَأَ رَوْعِي وَوَاسَانِي وَجَعِي
وارتسمت أطياف الحب بالشَفَقِ الأَحْمرِ
تَهَاطَلتْ عينَا السَمَاءَ غَيثًا مُنهمرًا…
لِيغْسلَ روحِي مِنْ غَيمَةِ احُزانهِ