احمد ابراهيم ” يكتب : عمان البحار والإستمطار
عنوان اليوم (عُمان البحار والإستمطار) مقتَبَسٌ من عنوان الأمس (عُمان وبحر الحب والعطاء/ 13 مايو 2013 الشبيبة).. يوماً توجّهتُ (من غبشة) إلى ولاية شناص، بدعوةٍ من الشركة الوطنية للعبّاراتNFC، لحضور حفل تدشينها الخطَ الجديد يربط البحر بالبر، يشبك الساحل بالساحل، ويقرّبُ المسافات بين أبناء السلطنة الشقيقة، وأشقّائهم أبناء دول الجوار الشقيقة بحراً فوق الأمواج المتلاطمة، كما هى برّاً على الطُرق المعبّدة، يشيد بها القاصي والداني.
فركبتُ يومذاك صهوة ذلك الجواد الأبيض كان يستحقّ بجدارةٍ لقبَ(فرس نهري وفرس بحري) في آنٍ واحد .. وهذا التشبيه(بحري ونهري) كان بوقته من واقع سرعته بقوة فرس نهري بين شلاّلات الأنهار من جانب، ولعُمقه بعُمق بطون البحر، والركاب يمتطوه على ظهره، وهو يحمل سياراتهم في بطنه.!
يوماً بيومه أمس عن يومٍ بيومنا اليوم، عمان كعادتها بنظرة إستباقية لرعاية البحر والحفاظ على ثرواته، وتسخير إتجاهاته الموجاتية للنقل والترحال من ساحلٍ إلى ساحلٍ ببرّ الأمان، كما هى عُمان اليوم مرة أخرى عندما نقرأ بين السطور عن آخر أخبار (الإستمطارالصناعي) بدولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة في زمنٍ يقال عن الأرواح على كوكب الأرض، انها ستعاني يوماً من المياه العذبة أكثر من الذهب الأسود والأصفر..!
حقّاً إنها لرُؤى إستباقية إقليمية للقيادات الرشيدة حفظها الله، يوماً هى برعاية البحر لأبناء البحر بأنظمة وقوانين تحمي الثروة السمكية من الهدر والإستنزاف بجشع التجار على حساب الوطن والمواطنين، ويوماً بدعم الصناعات الوطنية بالهيئات التشريعية التنظيمية والتمويلية لدعم الصناعات الوطنية، إذ لازلنا نتذكّر عام الصناعة العمانية إستمدّت أعوامَها التحفيزية عام الصناعة الأول والثاني والثالث على التوالي.
واليوم ومن الغبشة مرة أخرى، كانت لي هذه الوقفة القرآئية بين السطور ومع الشبيبة حديثَها عن الإستمطار الصناعي في سلطنة عمان
نحن ننظر إلى السماء بغضبٍ إلى تلك الغيوم التي تخفي النجوم، وهل فكّرنا ان تلك السُحُب والغيوم المنتشرة في السماء، أنها لاتضمر شرّاً لأهل الأرض بإخفاء النجوم عنهم او حتى عن بعضهم، اكثر ممّا هى تحمل خير السماء لكل الأرض بالأمطار الغزيرة..!
لكنه خيرٌ متقطّع بسبب هبوطها شتاءاً وإنقطاعها (رغم وجودها) صيفاً، وعليه لاتتّهموا السماء بالبخل، ولا الغيوم بالإعاقة، ولا السُحُب بالتستّر .. بل، فلنركّز على عقول أهل الأرض والإستباقية منها بالتحديد لتلك الشريحة من الشبيبة الذين لم يعودوا يسهرون مقاهي الليل مسخرون بين شفطات “القَدو” ولعبة ورق.
وجائحة كورونا إن أجبرت من لم يجلس على الجلوس، فإن زوالها ستُعيد الحيوية معاً في عروق كل الشبان والعجائز، إستعدادا لذلك الغد الذي إشتقنا له، والذي قد يأتي مختلفاً ونرى فيه شعار (صنع في الوطن) ينافس ما صنع في كوريا وتايوان والصين.
وماذا يمنع تحقيق ذلك الحلم، في وطنٍ معايشته مع الجائحة كانت بنجاحٍ فاق التصوّرات، بل ولازال يفوق كل تلك الدول الصناعية الكبرى، وبنفسك قارن الوضع الكوروني ومعالجته مع الرعية من المواطنين والمقيمين في خليجنا العربي مع جميع تلك الدول العظمي .. ولنترك الإحصائيات هى التي تتكلّم..!
وقِس عليه خطوة الإستمطار الصناعي، إن كانت خطوة إستباقية قادتنا إلى النجاح ونحن ننظر الى السماء، فماذا يمنع ان ننظر الى الارض لنجد فيها منتجات من صناعة الأسماك والتمور، ومشتقات الألبان والأجبان، ومصانع الألبسة والأغذية وجميع السلع الإستهلاكية بالمنطقة، أن تصنعها مصانع وطنية بأياد مهرة وطنية، لاتوجد فيها عيوب ولاثقوب، بل تنافس تلك الدول التي نافسناها بجودة السيطرة على جائحة كورونا..؟
هذه الرؤية الطَموحة، لا أرى فيها عنصر المبالغة، إذا قارنّنا بلاد صغيرة مثل كوريا أصبحت تنافس اليابان في صناعاتها، والبلدين لامصادر لديهما غير الكادر البشري .. وبالمقابل مصادرنا تفوقهما برّاًبحراً، نفطاًغازاً، ودون نقيصةٍ في الكادر البشري الوطني المرجوّ منهم القفزة من عربة الكسل إلى عجلة العمل وبرقصة البناء والإنتاج..!