الخبير الأمنى لواء دكتور خيرت شكرى.يكتب.الحروب العقائدية والغرب
عادل شلبي
صنعت أمريكا تنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش ، ومن قبلهم تنظيم الإخوان مع بريطانيا ، صنعت تنظيمات وليس جماعات ، ليكون لها أمتداد خارج موطن المنشأ ، للتوسع والانتشار لتصبح جزء أصيل من النسيج المجتمعي في كل موطن قدم تعيش فيه .
اليوم نحن أمام تنظيم جديد ، نشأ مع تنظيم القاعدة منذ الحرب الأفغانية السوفيتية عام ١٩٧٩ ، معروف منذ هذا التاريخ بإسم حركة طالبان ، وبعد أنتهاء الحرب تولى حكم أفغانستان لمدة خمس سنوات وحتى ٢٠٠١ ، ليصطدم بالأمريكان بعد حادث البرجين ، ورفض تسليم بن لادن وقيادات القاعدة المتهمة بارتكاب الحادث ، لتجبر على ترك الحكم والرجوع مرة أخرى الى أحضان جبال أفغانستان ، ولمدة عشرين عاما ، من الكر والفر مع القوات الأمريكية المحتلة ، تعود مرة أخرى الى حكم أفغانستان بمباركة وساتر أمريكي ، وصمت اوروبي وتخوف عربي ، لتبدأ مرحلة جديدة ، يكون للإرهاب فيها دولة تقود المرحلة .
في جبال أفغانستان اليوم تتجمع كل التنظيمات الإرهابية بمفهوم التنظيمات ، القاعدة وداعش والإخوان ، تحت حماية الدولة وسلطة تنظيم طالبان ، تنظيمات تلتقي لتتجمع في العقيدة والمنهج الفكري التكفيري الجهادي القطبي ، منهج يعتمد على ركائز فكر سيد قطب ، الذي أرساه فى كتاب ” معالم على الطريق ” و كناب ” في ظلال القرآن ” .
هذا و بالرغم لم يمض على تولي طالبان حكم البلاد إلا أيام قليلة ، و مع خطورة الحركة ودرجها على قوائم الإرهاب منذ حادث البرجين ، إلا إننا نشاهد بعض الدول العظمى والمؤثرة في المنطقة مثل روسيا والصين وتركيا وإيران تحاول اليوم كسب ود حركة طالبان لأهداف ومصالح سياسية واقتصادية ، فرغم سحب جميع الدول سفرائها من أفغانستان وغلق سفاراتها ، إلا أن تركيا والصين وروسيا كان لهم موقف أخر ، فمازال سفرائها وسفاراتهم موجوده تمارس عملها ، مما يشير الى وجود مفاجأت وتحالفات سياسية قادمة ، على مستوى الإقليم والدول العظمى ، و ستكون الدول العربية جزء منها .
إننا أمام حرب ليست بالمعنى ” العسكري ” المتعارف عليه ” حشد جيوش وعتاد عسكرية ” ، طرفاها الصين والروس وحلفائهم من ناحية ، وأمريكا وبريطانيا وحلف الناتو من ناحية أخرى ، والمواجهة بين الطرفين ستكون باستخدام حرب عقائدية بالوكالة ، فماذا نحن فاعلون ؟
لست متشائم على القادم لأنني أثق في قدراتنا العربية إذا توحدت ، نعم أعيد وأكرر إذا توحدت ، وتحولت الى قوة عسكرية واقتصادية لا يستهان بها ، فنحن كعرب نملك القدرات والامكانيات واراده الشعوب ، القادرة على وقف أي مخطط عدواني تامري يقع علينا أو يدبر لنا ، فحرب ٧٣ ، وثورة ٣٠ يونيو ، خير شاهد على صحة ما نقول .