منير راجي.يكتب..الأديب و المتلقي

الجزائر

ليس من عادتي أتهجم على الأديب أو المبدع لأنني واثف أن ما يقدمونه لا يتعدى محيطهم .. إني أتكلّم كقارئ وكهاوٍ لكلّ ما هو إبداع و هنا أفتح قوسا لأقول أن النخب الأدبية العربية معظمها ساهمت في تكريس الأنا التي يتقنونها جيدا .. و حتى الحبّ الذي ينادون به مجرد هراء و نفاق ..

ناهيك عن الشرخ الواسع بين الأديب والمتلقي هذا الأخير الذي إتهموه بعدم الوعي وعدم النضج وأنه لا يقرأ ،، فعلا لا يقرأ من منظور بعض الأدباء و مفهومهم لمعنی القراءة … فقراءة اليوم ليست قراءة الحاضر و المستقبل ،،، فالأديب يكتب بفكر و تقنيات الماضي و المتلقي يقرأ بتقنيات الحاضر التي يجهلها بعض من الكُتّاب و الأدباء ،،،

ها هي المجتمعات تكشف أن بعض الأدباء و المبدعين هم صورة لِما نراه في هذه المجتمعات العربية من نفاق و جهل و كراهية و عنف .. كنا نعيب الحكام و تقصيرهم في أداء مهامهم لكن إتضح أن بعض الأدباء و بعض ما يسمون أنفسهم بالمبدعين ..أبدعوا في تكريس كل اشكال الفساد ..عَلَّموا المجتمع الكراهية و النفاق و المصلحة و أفسدوا الذوق الجمالي للسواد الأعظم من الشعب … و الشيء المضحك فعلا حين تجد بعض المبدعين يقارنون أنفسهم بعلماء الطب و الفيزياء ووووو….باحثين عن الشهرة.. فشتان بين الوهم و الحقيقة … بعض من أدبائنا ينتجون الوهم و يتوهمون أنهم قدموا ما عجز عنه الغير .. هكذا بقينا نعيش الوهم ..

لأول مرة أقول للقارئ لا تُضيّع وقتك في دراسة و تحليل الوهم فلن تجد في النهاية إلاّ وهما و ستضيف هما آخرا في حياتك إسمه الوهم ..

post

إذا أردت قراءة شعرا اسمع أغنية و إذا أردت أن تقرأ رواية فشاهد فيلما أو مسرحية ،،،

فالمستقبل سيكون للأغنية و السينما ….و وداعا للكتب خاصة الورقية منها ..

فلكلّ عصر أدواته و لكل عصر ذوقه … مخطئ من يقول أن الكتاب لن يموت .. سيأتي وقت لا نستطيع حتى كتابة الحروف باليد .. و الدليل موجود أمامنا .. الجميع يكتب الحروف إلكترونيا .. فأين هو الخط ؟ هذه نقطة أخرى فرضها العصر أحببنا ام كرهنا و هي نقلة نوعية إيجابية رغم أن هناك من لم يقتنع بعد بذلك .. لكن الأجيال الحاضرة مقتنعة بذلك و تمارسها ممارسة يومية … و الزمن كفيل بإثبات ذلك …

أعرف أنّ هناك الكثير من يعارض أفكاري ، لكني مقتنع تمام الإقتناع أن الكتابة الإبداعية ستشهد تغييرا كليا شكلا و مضمونا …و في النهاية لا إبداع دون متلقي و المتلقي لا يريد من المبدع إلا ما يتماشی و وسائل عصره …

 

زر الذهاب إلى الأعلى