د/سحر السيد..تكتب..المسئولية الاجتماعية في زمن الكورونا
تفاقمت المشاكل الاجتماعية في العصر الحالي الذي يعرف بعصر العولمة, الذي حول العالم إلى قرية صغيرة في مختلف دول العالم، ولكي لا تتبعثر الجهود وتتلاشى المسؤوليات فلا بد من تضامن أفراد المجتمع لمواجهة هذه التحديات المعاصرة.فعندما تذكر المسئولية الاجتماعية فلابد من الحديث أولاً عن مفهوم المسئولية بشكل عام, الذي يعرف على أنه واحد من القيم الاجتماعية التي يجب أن يتمسك بها الفرد، حيث أن النجاح في تحمل المسئولية يعني نجاحك في الحصول على ما تريد، وعلى الرغم من النقاشات الكبيرة والحادة التي يتم تداولها يومياً حول تأثير فيروس كورونا على العالم والاقتصاد العالمي وما يمكن أن ينجم عنه من أزمات اجتماعية واقتصادية حادة، إلا أن هناك أغفالاً واضحاً للعلاقة بين هذا الفيروس المستجد وبين المسؤولية الاجتماعية، فلا يمكن بأي حال من الأحوال تقبّل المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في أوقات الرخاء، وإغفالها في أوقات الشدة، فالمسؤولية الاجتماعية للأفراد والمؤسسات والدول مطلوبة في كل الظروف، ومطلوبة أكثر في الظروف الصعبة، كونها تشكل ركناً أساسياً وهاماً في حياة المجتمعات، وبدونها تصبح الحياة فوضى وتشيعُ شريعة الغاب، حيثُ يأكل القويُّ الضعيفَ، وينعدم التعاون، وتغلب الأنانية والفردية.
وعليه فإن نجاح المسؤولية الاجتماعية لا يقتصر فقط على الفرد وحده, مخطئ من يظن أن المسؤولية تنحصر في وزارة الصحة أو الداخلية أو حتى حكومة الدولة، ففي ظل الظروف الحرجة التي تمر بها مختلف دول العالم دون استثناء, لن تنتهي هذه الجائحة إلا بتكامل الأدوار، فللتوعية والتثقيف دور كبير.
كما أن للإعلام نصيباً حاسم أيضاً، وللأسرة دوراً فعال، وبالتالي فإن هذا الأمر بحاجة لتضافر جميع الجهود وتمتع جميع أبناء المجتمع بروح المبادرة والمسؤولية والأخذ بزمام المبادرة لمواجهة هذه الجائحة المتمددة، وهذا لن يتم إلا باقتناع كل فردٍ ومواطنٍ بأهمية المسؤولية الاجتماعية، وأن تكون نابعة من داخله حتى تتوحد هذه الجهود في مواجهة مجتمعية يشارك فيها الجميع.
ولتعزيز مواجهة جائحة كورونا لابد من تضافر جميع الجهود، وتمتع جميع أفراد المجتمع بروح المبادرة والمسؤولية، فالجميع مسؤولون. حيث أن المسؤولية الاجتماعية وخدمة المصلحة العليا للمجتمع تضاعفت أهميتها وحساسيتها في زمن كورونا, فالعلاقة بين فيروس كورونا والمسؤولية الاجتماعية علاقة طردية، كلما زادت حدة انتشار الفيروس زادت المسؤولية الاجتماعية.