اللواء اشرف فوزى. يكتب . الأمن القومى .التحديات العصرية
ز اللواء أشرف فوزي الباحث فى الشئون السياسية يعرض بصورة مبسطة من خلال جريدة نبض الوطن مفاهيم الأمن
والتحديات فى ظل حروب الجيل الرابع والخامس
مفهوم الأمن مركب متغير وليس مطلق ، وفى ظل التطورات المتعاقبة للعولمة ، وظهور الإعلام الرقمي ، وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية فى الفترة الأخيرة ، وأصبح مفهوم الأمن لا يقتصر على القدرة العسكرية للدولة فقط ، وبعد ظهور الفضاء السيبرانى ، وتوافر المعلومات والبيانات ، تغيرت رؤية الدولة لإعادة هيكلة مفهوم الأمن القومى إلى صياغته من جديد للتعامل مع التغيرات فى النظام العالمي ، وأصبح فى القرن الراهن ما يسمى بأمن الفضاء الإلكترونى وتقوم الدولة بحماية سيادتها وفضائها السيبرانى من هجمات الهاكرز والتهديدات السيبرانية ، ويختص بحروب الشبكات والحروب الإلكترونية ، فالأمن القومى : يعنى قدرة الدولة ليس فقط حمايتها من التهديدات الخارجية بل حماية مواطنيها وتحسين نوعية الحياة.
والأمن القومى المصرى يتعرض لتهديدات مباشرة تتمثل فى محاور رئيسية وهى الإرهاب “حرب مصر على الإرهاب، التهديدات على الحدود الشرقية والغربية، وهناك ترابط بين تنمية سيناء والأمن القومى المصرى والعربي ، لاعتبارها المدخل الرئيسي لدخول العناصر الإرهابية ومصدر للعديد من المخاطر.
وتهديدات الأمن القومى المصرى لا تنحصر على المجال الخارجي، ولكن هناك تهديدات فى الداخل متمثلة سوء السياسات وتداعياتها على الغذاء والصحة والصناعة …..، والبطالة ، وثورات الربيع العربي ، وهذه الثورات أدت إلى قلب أنظمة الحكم، من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،وتلك الثورات ليس لها فقط جانب سلبى ولكن هناك ايجابيات ولكن فى نوضح هنا أهم التحديات والمخاوف التى تعرقل تحقيق النمو الاقتصادي
ويشير الرئيس السيسي، ” إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي ضد أي أخطار تتعلق بأمنها القومي وبأمن أي دولة عربية تتعرض لتهديد خطير مهما كان نوعه”.
يكمن القول أن منظومة الأمن القومى تتضمن المؤسسات (مجلس الأمن القومى، وزارة الدفاع، وزارة الخارجية، المخابرات، الأمن الداخلي).سياسات الأمن القومى (دفاعية -دبلوماسية – أمنية – اقتصادية – جغرافية – إعلامية).-التهديدات والمخاطر: التحديات والتهديدات والمخاطر ونقاط الضعف فى الدولة.
لكى يتحقق أهداف الأمن القومى(الأمن السياسي، العسكري، الجنائي، والبيئي، المجتمعي، الفكري، الخارجي، أمن البنية التحتية.البيئة الداخلية للدولة.البيئة الخارجية للدولة.)
وهذه السياسات مترابطة ومتكاملة مع بعضها البعض الاخر والتي توضح حقيقة تعقيدات الأمن القومى.
فالأمن ، مصطلح قديم وضروري للأفراد وللدولة على حد سواء ، وظهرت إرهاصات الأمن القومي فى بداية القرن العشرين، فالتعريف التقليدي للأمن، الذى يقتصر على حماية الحدود الجغرافية ، ويركز على قوة الدولة وقدرتها على مواجهة مصادر التهديد، و الأمن حقيقة نسبية أيضاً ، فتحقيق الأمن المطلق لدولة يعني التهديد المطلق لغيرها من الدول التي تسعى هي الأخرى ، فهناك ارتباط وثيق بين أمن دولة ما وبين الدول الأخرى ، ولزيادة قوتها بهدف تحقيق أمنها فتصبح مصدر قلق على غيرها من الدول ، و خاصة إذا اعتمدت الدولة في تحقيق أمنها على النواحي العسكرية فقط. والأمن القومى ينبثق عنه معنيان، ( عسكري،
مجتمعي)،
فالمفهوم العسكري للأمن القومى: يشمل الحروب وسباق التسلح والقرصنة والتجسس والمخابرات، أما المفهوم الاجتماعي: يتمحور حول الموارد البشرية والمادية مثل مصادر الطاقة والغذاء والسلع الاستراتيجية والأيديولوجيات والأفكار لدى بعض الأفراد.
امامستويات وأبعاد الأمن القومى:تتعدد أبعاده،فتشمل: أبعاد (سياسية، اقتصادية، اجتماعية، عسكرية، ثقافية)، من خلال البعد السياسي الذى يعمل على الحفاظ على الكيان السياسي للدولة من الانقسامات الداخلية وتماسك الوحدة الوطنية والأولويات الأمنية.والبعد الاقتصادي: يكمن فى تلبية مطالب الأفراد الأساسية وتحقيق وسائل للرفاهية، ويقاس عامل القوة والردع لأية دولة بمدى تحقق التنمية الاقتصادية ووجود وسائل تكنولوجية متقدمة.
البعد الاجتماعي: يتمثل فى شعور المواطنين بالانتماء والولاء للوطن، وتحقيق العدالة الاجتماعية فى توزيع الدخل.
البعد العسكري: لردع العدوان، وتحقيق التوازن الاستراتيجي العسكري والحفاظ على حدود الدولة من أي اعتداءات خارجية
البعد الثقافي: يركز على حماية الأفكار والمعتقدات والقيم من مخاطر وتداعيات العولمة السلبية، تفادياً للانجراف فى صدام الحضارات.
تحديات الأمن القومى المصرى
تواجه مصر فى الفترة الحالية ، العديد من التهديدات التى تهدد الأمن القومى ، على المستوى الداخلي والخارجي، ويمكن توضيح أبرز هذه التحديات الإرهاب وتسعى مصر فى الفترة الراهنة للتصدي للإرهاب والقضاء على العناصر الإرهابية .
استراتيجية المواجهة
أعلن الرئيس السيسي في تصريحات عديدة عن خوض مصر “الحرب ضد الإرهاب الأسود وتقديم الرؤية الشاملة عن مواجهة الإرهاب من أبعادها الثلاثة هما
سيادة القانون و التعامل الأمني ،
استئصال الإرهاب
التعاون الدولي،
حيث تنوعت استراتيجيات مكافحة الإرهاب فى إطار الأمن القومى ومنها تعزيز القدرات لمواجهة العناصر الإرهابية فى الداخل والخارج ، تفعيل الحرب الاستباقية ، وتوعية الأفراد بمخاطر حروب الجيل الثالث والرابع والخامس التى نحن بصددها فى القرن الحادي والعشرين، وهذا ما أكدته الرئيس السيسي ،” أنه يجب أن يكون هناك إدراك ووعي بحجم التحديات التي تواجه الدولة أمنيا وسياسيا واقتصاديا