مرڤت العربى ..تكتب ..من كتاب أبي
استوقفت والدي لأسأله :
“وكيف يكون لنا حق الاختيار وهناك من هم من أهل الجنة وآخرون حق عليهم العذاب ومن أهل النار؟” ..
فيرد أبى بابتسامة هادئة كأنه يطمئننى :
“هذا العلم الربانى ليس علم إلزام ولا علم قهر ، بل هو علم حصر وإحاطة ، فاعله بهذا العلم لا يجبر نفسًا على شر ولا ينهى نفسًا عن خير فهو يعلم حقائق هذه الأنفس على ما هى عليه دون تدخل ..
وذلك علم سابق عن النفوس لا يتاح إلا لله وحده لأنه وحده يعلم السر وأخفى فهو بحكم علمه التام المحيط يعلم أن هذه الحقيقة المكنونة فى الغيب التى اسمها فلان والتى مازالت سرًا مستترًا لم يكشفه الابتلاء والاختبار بعد..
والتى لم تولد بعد ولم تنزل فى الأرحام يعلم ربنا تبارك وتعالى بعلمه المحكم المحيط أن تلك النفس لن تقر ولن تستريح ولن تختار إلا كل ما هو نارى شهوانى سلبى عدمى ، ونفس أخرى تتسم بالعطاء والعبادة والعفو والتسامح سيكون اختيارها نورانيًا، فالله هو العدل المطلق ..
لذا فالحقائق النارية تسكن النار والحقائق النورانية تسكن الجنة فلا قسوة ولا وحشية وإنما وضع لكل شىء فى مكانه .. وأختم بدعاء واستغاثة بخط يده من الأدعية التى تمتلئ بها نوتة تليفوناته وأوراقه وكتبه :
” يا كريم يا عفو يا رحيم يا تواب يا غفار يا ستار يا عظيم أتوسل إليك يا إلهى افعل بى ما أنت أهله ، ولا تفعل بى ما أنا أهله ..
ما وجودى إلا بكلمة منك .. وما حياتى إلا أيام أقترضها بإذنك .. إلهى وربى ومولاى أستغيث بك منك .. وأهرب منك إليك ..
أقسمت يارب بقلة حيلتى وبعظيم حاجتى فلا موجود بحق سواك .. ولا إله إلا أنت .. ولا حق إلا أنت .. ولا فاعل إلا أنت .. ولا قادر إلا أنت .. ولا موجود بحق إلا أنت .. أنت الخالق الوارث .. وأنت المبدئ المعيد
.أمل مصطفى محمود