سحر السيد.. تكتب..الحلواني ألا بني مصر
إلي بنى مصر كان في الأصل حلواني, تتردد في مجتمعاتنا أقوال كثيرة دون أن نعرف مدى صحتها و لكننا نستخدمها كثيراً في كلامنا و من ضمن هذه العبارات الشائعة, اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني. ويُقصد بمصر هنا ” القاهرة “التي بناها القائد جوهر الصقلي, وأسمه أبو الحسن جوهر بن عبد الله، ولد سنة 928 في صقلية حيث تعود أصوله إلي الأرمن في كرواتيا وقد ولد وعاش فيها قبل أن ينتقل إلي صقلية التي ذاعت شهرته و صيته بها، وهو بالفعل كان في بداية حياته يعمل في مهنة صنع الحلويات في صقلية بعد التحاقه بجيش الفاطميين. وكان يجيد صناعة الكنافة والحلوى قبل أن يباع كمملوك للخليفة المنصور بالله الذي ألحقه بالجيش وترقي فيه حتى صار أشهر قواده و لذلك سمى بالحلواني. وكانت صقلية إمارة فاطمية, وكان يحكمها الخليفة المنصور بالله الفاطمي. وتعلم العسكرية ثم انتظم في سلك الجيش, حتي أصبح قائد القوات الفاطمية في عصر الخليفة المعز لدين الله الفاطمي, وسرعان ما اثبت كفاءته بأن ضم مصر إلى سلطان الفاطميين, وبنى القاهرة سنة 969 لتكون عاصمة الدولة الفاطمية, أن القاهرة الفاطمية تعتبر نموذجاً رائعاً متكاملاً أحسن جوهر الصقلي في تصميمها و أبدع في بنائها, وقد منع السكان من دخولها طوال فترة البناء التي امتدت لحوالي أربعة أعوام كامله و لما جاء الخليفة المعز انبهر بجمال القاهرة و جعلها عاصمته و أحضر رفات جدوده ليستقروا معه فيها. وبالتالي فباني مصر لم يكن مجرد حلواني فحسب بل كان قائداً عسكرياً عبقرياً, ورجلاً شديد الذكاء وقد أمر ببناء الجامع الأزهر ليكون مركزاً علمي و ديني عالمي. وقد حكم مصر 4 سنوات. إلى أن أتى إليها المعز لدين الله الفاطمي.