مرڤت العربى ..تكتب استمتعوا اﻵن.. بما تتذمروا منه
لا تتأففوا من بيوت تملؤها الفوضى..
من أصوات الشجار بين الاخوة..
من بحث أحدهم عن فردة حذاءه..
ومن آخر يصرخ طالبا مصروفه..
من أكوام الجلي وأكواب الشاي على الصينية..
من مصاريف البيت التي تكسر الظهر..
من فوضى كل صباح والسباق على باب الحمام..
من تحضير الساندويشات وتمشيط الشعر ومسح الأحذية..
من ترتيب البيت وشراء اﻷغراض وانتظارهم يعودون بأمان وتحضير الغذاء و…
من واجباتهم المدرسية وتسميع الأناشيد وحل المسائل الحسابية..
ساعات الهدوء التي ننتظرها نهاية كل يوم حين ينام الصغار..
والتقاط الألعاب المتناثرة في أرجاء غرفة الجلوس ومسح الطاولة من آثار السهرة العائلية وفتات البسكويت..
استمتعوا بكل لحظاتكم..
فغداً سيكبر الصغار..
وستكبر الهموم..
ستزداد الفتيات حساسية..
وسيزداد الفتيان ضخامة..
وسيتباهون بالشاربين واللحية..
سيبدأ كل منهم بإختيار طريقه والإستقلال بتفكيره..
بحياة جديدة تبزغ من قلب هذا البيت..
بيت العائلة الكبير..
وسيغادرون البيت واحدا تلو الآخر..
منهم من يتزوج.. ومنهم من يسافر.. ومنهم من ينتظر أقرب فرصة ليحلق بعيدا باحثا عن حلم..
يصبح المقيمون في البيت.. من ولدوا وتربوا.. ومشوا على أدراجه.. وقرصتهم ناموسات الصيف اللئيمة..
ارتفعت حرارتهم وسهرت العائلة للتناوب على وضع الكمادات الباردة..
فجأة يصبحون ضيوفا..
وكما بدأت العائلة بشخصين يافعين.. حملتهم السنوات ودارت بهم الأيام..
تعود شخصين أديا رسالتهما..
يجلسان على أبواب الإنتظار.. على أمل أن يطلّ عليهما وجه أحد من الأولاد..!!!
دعونا نستمتع الآن ..
فسيأتي الوقت الذي نتمناهم بجانبنا
كحال آبائنا وأمهاتنا !
استمتعوا اﻵن..
بما تتذمروا منه