تعِبَت من السفرِ الطويلِ ، وتعبت من خَـيلي ومِن غزواتي!
محمود درويش
سهرٌ للساعات الأولى من صباح اليوم، لأن أحدهم يلعب رفقة منتخب بلاده، صرخات تتعالى مع لمساته العابرة أو تصدّي لمارتينيز يفتح طُرقًا ظننتُها من فرطِ اليأس ستظل مُغلقة دومًا.
ميسي الذي أمتلك توكيلات إسعاد الملايين لسنوات وعقود يعود للماراكانا مُجددًا، إما فرحة هي الأولى من نوعها أو خذلان مُـعتاد، وكم أرهقنا الخذلان وكم أثقلتنا الأيام يا صديقي!
الأمل الأخير في حياته الكرويّة رُبما، يحتاج للفَوز ونحتاجه معه أيضًا.
فوز الأرچنتين بالكوبا اللعينة تلك سيبعث لدي طمأنينة أن الحياة تنصف المُجتهدين، أن القدر يُصالِح المُتعثرين، أن التعويض عن الانهزامات سيأتي جابرًا لخواطر تفتت من فرط الكَسر.
مسيرة طويلة من الإعجازيات والنوادر التي تحوّلت مع هذا الميسي إلى أشياء مُمكنة، إتحافات على المستوى الفردي يقتُلها سؤالٌ سفيه: ماذا صنع مع مُنتخَب بلده!
موكَلٌ إليه النهوض بأداء فريقٍ كامل، مطلوبٌ منه التنقيب عن مواهب وسط خمسين مليون أرچنتيني ليأتي لنا بأحد عشر لاعب ومُدرب يقود السفينة.
سننتظِر يا صديقي ، سنبدأ ليأتي الحادي عشر من يوليو بتمامِ الثانية صباحآ بتوقيت القاهرة ، سنُضحي بالنومِ مؤقتًا، سنبني أملًا فوق أملٍ لتسوقني أمالٌ قد تتحقق بعد طول يأس، قد يضويها البأس، قد نرى وجهك وضّاحًا باسمًا، أو يائسًا باكيًا.
لكني كرهت قميص الأرچنتين، سئمت ذاك اللون السماوي الذي ذهب بكل أحلامي نحو الأرض، بغضت الرابط الذهني بينه وبين كُل مشاهد سقوطك.
الأمل ضعيف، لكن تلك اليساريّة الموشومة بالرقم 10 والمُذيلة بأسماء أطفاله، مع الوجه البريء يبعثان بي أمل، أمل لم يفلح يومًا.