سحر السيد ..تكتب ..مسلم أنا ولكني نصرانيّ
مسلم أنا ولكني نصراني، توكلت عليك أيها الحق الأعلى، ليس لي سوى معبد واحد، مسجد أو كنيسة”. هكذا أثرت كلمات جلال الدين الرومي ( 1207م – 1273 م) بشكلٍ كبير في الثقافة الغربية, كما أبهرت قصّته مع شمس الدين التبريزي العالم كله, مقارنة بباقي الكتاب والفلاسفة المسلمين الآخرين, لقد لقى تراثه حفاوة بالغه في العالم الغربي، حتى بات علماً من أعلام التصوف في بلاد لا تعرف عن الإسلام إلا مظاهره، وهو ما أرجعه المهتمون إلى طبيعة منهجه الذي يقدم التجربة الروحية بصورة جديدة وجذابة بعيدة عن القواعد والقناعات الدينية، ويمتلك رؤية تمثل رسالة عالمية تخاطب حضارات العالم كافة. كما تعتبر شخصية جلال الدين الرومي من الشخصيات القليلة عبر التاريخ التي تمكنت من اجتياز حواجز اللغة والدين والثقافة، حتى غدت أعماله متداولة ومنتشرة على مستوى العالم أجمع. ويبقى أساس هذا الانتشار والتجاوز كامناً في عمق فلسفته وحكمته، والتي تتضمن مبدأً أساسياً يتمثل في التسامح وتجاوز التقسيمات الدينية والمذهبية، وذلك على اعتبار أنّ الله هو الحقيقة الوحيدة، وأنه هو الهدف والغاية الوحيدة للصوفي، وبالتالي فإن الوصول إلى الله هو المهم وليس الطريقة المؤدي إليه، فكل الطُرُق سواء وجميعها تؤدي إلي الله، وكل أماكن العبادة سَواء، وكل أسماء الديانات سَواء، والمهم هو الوصول إلي الله. و من أشهر أقواله: “مسلم أنا ولكني نصراني، توكلت عليك أيها الحق الأعلى، ليس لي سوى معبد واحد، مسجد أو كنيسة”. هكذا فإن أشعار الرومي تحمل طابع الكونية والتسامح وتجاوز الهويات، وهو ما يتسق مع قيم التنوع والتعددية التي يتم تبنيها في الغرب، وبذلك فإن الرومي كان بمثابة الوجه الإسلامي غير المتصادم مع حضارة الغرب وثقافته. كما أن قيمه تتفق مع مناخ العولمة وما يقتضه من تجاوز الهويات، والبحث عن المشترك، وتخطي الاختلافات بين الشعوب، والتقريب بين الحضارات والأديان. وفي هذا السياق ظهر الرومي باعتباره نموذجاً للمسلم “اللاعنفي” الجيّد، الذي يدعو المسلمين أن يكونوا على نهجه. وهكذا فقد أصبحت شخصية الرومي مهمة في فهم الاتجاهات السائدة في عالم اليوم، وتجاوزت بذلك ميدان التصوف واللاهوت، لتصبح معبرة عن السياسة والمجتمعات. وفي هذه الأيام التي يزداد فيها التعصب الثقافي والديني، فمن المؤكد أن هناك قيمة كبيرة للشخصيات التي تضيف فارقاً ولو بسيطاً في مجال التسامح. في النهاية شئت أم أبيت فانت خلق الله ، أمنت به أم لم تؤمن فهو الله الرب الواحد ألاحد المتحكم في كل أمرك. ويكفى انك تعلم علم اليقين انك خلقت وستموت شئت أم أبيت بدون اختيارك قانون خضع له كل أنواع البشر باختلاف عقائدهم.