كنوز علمية لك ما هو علم النفس الإفتراضى
متابعة عادل شلبى كنوز علمية لك : ماهو علم النفس الافتراضي المرتبط إرتباطا وثيقا بسلوكياتك فى عالمنا الرقمى وسلوكنا الإفتراضى ؟! أقدم لك كنزا .
حازم خزام بالهيئة العامة للإستعلامات برئاسة الجمهورية والعضو الشرفى بهيئة الامم المتحدة
فى عالم الإنترنت وعصر النظام الرقمى ..! إقرأ فالإنسان عدوا لما يجهله
أقدم لسيادتكم كنوز ترتبط بحياتك وتتعلق بفهم السلوك البشرى فى العالم الرقمى ..
هو أحد فروع علم النفس وبختص بدراسة :سلوك الشخص الافتراضي في تفاعله مع الأفراد والجماعات عبر الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت). ويحاول فهم التطابق والفوارق إن وجدت بين أنماط السلوك في الواقع وأنماط السلوك البشري في العالم الرقمي.
موضوعه :
يتناول دراسة الشخصية الرقمية كفرد يدخل عالمه الافتراضي مزودا بمعارف ومهارات استقاها من عالم الواقع؛ أقلها قراءة وطباعة اللغة التي يتعامل بها الفرد مع أشباهه على الشبكة ومهارة استخدام لوحة المفاتيح والفأرة. وقد نبعت تسميته “علما” من ضرورة وجود وسائل تدرس سلوك الفرد الرقمي – الشخصية الرقمية أو ما اصطلح على تسميته بالشخصية الافتراضية – اعتمادا على الإحصاء وطرق علم النفس التجريبي وما وصلت إليه الفروع الأخرى لعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم القانونية، وما أسفرت عنه البحوث في العلوم الإنسانية من نتائج خلال القرن الماضي، وما تنبأت به من تأثير التكنولوجيا على حياة البشر في تفاعلهم البيني ومع الآلة سواء كأفراد أو جماعات. وقد يكون لهذه المحاولة نصيب في تفسير سلوكيات الناس في العالم الواقعي التي ما زال العلماء يلقون حولها بافتراضاتهم، آملين أن ينير دربهم مجال التجربة. ولا أحد ينكر ما يواجه علم النفس من صعوبات في دراسته للسلوك البشري نتيجة تعدد المتغيرات من جهة، وعدم ثبات الظواهر أمام المجرب – الذي يتأثر هو أيضا بما يجري في ظروف زمانية أو مكانية للتجربة من حيث هو إنسان أيضا – من جهة أخرى.
أهميته لك :
برزت أهمية دراسة سلوك الأفراد الذين يرتادون الشبكة الدولية للمعلومات من انتشار تداول هذه الوسيلة التي فجرت ثورة الاتصالات منذ منتصف القرن العشرين الماضي، وغيرت وجه حياة الناس بشكل ملحوظ. وقد عرف العالم الرقمي تزايدا مذهلا في عدد مرتاديه وتنوعا كبيرا في اتجاهات مقدمي الخدمات ومصنعي البرامج والتطبيقات. وككل مجال للنشاطات البشرية، ظهرت انحرافات سلوكية تمثلت في الجريمة الرقمية بما فيها من تحايل ونصب وتخريب وتبادل العنف بين مستخدمي الشبكة. مثلما انتشرت سرقات وسلوكيات ضارة بالمجتمع الإنساني، صدرت عن أفراد يوصفون بالمنحرفين! مما دعى العلوم الإنسانية إلى مواكبة ما يجري في العالم من تطورات فرضتها الرقمية التي جاءت بما أفاد الطب والهندسة وتقنيات أساليب التعليم عموما وأثرى الفنون كما منيت بموروث من الانحرافات والخروقات.
وليس علم النفس بمعزل عما يجري، فهو من العلوم التي تهدف إلى فهم السلوك البشري ومحاولة التنبؤ بأنماطه بناء على معطيات تؤسس على فروض ونظريات علمية تعتمد القياس الكمي بما يمكن من الدقة لتفسير الظواهر السلوكية التي قد تستفيد منها باقي العلوم الإنسانية، ومن هنا تظهر أهميته في محاولة لخلق مجتمع متماسك يعيش في سلام يسوده احترام الأفراد لحقوق الأفراد والجماعات واحترام الجماعات لحقوق الجماعات والأفراد.
الخصائص النفسية للشخص الافتراضي :
من الصعب جدا تحديد خصائص قابلة للتعميم على كل الأشخاص “الافتراضيين” لأن الذين يستخدمون الشبكة ليسوا –كلهم- منتظمين دائما ليكتسبوا الصفة الافتراضية، مع شيوع استخدام الشبكة في جل أو كل دول العالم، كما ترجع الصعوبة إلى عدم تحديد مفهوم الشخص الافتراضي بشكل واضح؛ فما كل من يتصفح “الإنترنت” بافتراضي مثلما لا يكون من يبيع سيارته تاجر سيارات في نظر القانون التجاري. ويتبادر لنا سؤال : متى يكون الشخص افتراضيا بالمعنى الرقمي؟ قد تجيبنا إحصائيات المواقع التي تطلب ممن يرتادونها التسجيل للإدلاء ببيانات تحدد مكان الشخص وهويته الرقمية (اسم المستخدم وبريده الإلكتروني)، غير أن هذه البيانات في الغالب تكون مضللة؛ لأن بإمكان الشخص الطبيعي أن ينشئ عدة هويات على مواقع مختلفة، ففي الموقع “أ” يكون اسمه “خالد” وفي الموقع “ب” يكون باسم “سعيد” وفي موقع ثالث يكون له اسم مغاير وهكذا لو اعتمدنا مثل هذه الإحصائيات سيكون لدينا رقم مهول لسكان العالم قد يفوق الرقم الحقيقي أضعافا مضاعفة! إلا أن هناك من دول العالم ما قدم حلا لهذه المشكلة إذ تفرض على مواطنيها تحديد هوية واحدة تطابق إلى حد ما الهوية الحقيقية.
وفي الأغلب، يدخل الشخص الطبيعي عالم الرقميات بطريقة جد سهلة، إذ يكفي أن ينشئ بريدا إلكترونيا ببيانات يختارها، كما يحلو له ليضاف إلى العالم الافتراضي مولود جديد بالجنس والاسم والصفة ومكان الإقامة التي اختارها بنفسه! بينما لا خيار للشخص الطبيعي في اسمه ومكان ولادته وجنسه – حتى يومنا هذا على الأقل -.
ويظهر أن الخصائص النفسية التي نريد تحديدها للشخص الافتراضي ستتبخر في ضوضاء العالم الرقمي إن لم نحاول أن نجد تحديدا إجرائيا يمكّننا من دراسة الموضوع. فلتعتبر الشخص الافتراضي كل من يحتفظ بمعرّف واحد يتفاعل به مع كل من يشاركونه الاهتمام على الشبكة أو يقدمون له خدمات أو يستفيدون من تفاعله معهم بأية صورة قابلة للضبط لتحديد التفاعل الشخصي مع الجماعات أو الأفراد.
وهكذا نجد أن للشخص الافتراضي كيانا رقميا يميزه عن غيره ممن يتواجدون على الشبكة، حيث تبرز السمات الموروثة من عالم الواقع كالانجذاب والنفور والكراهية والمحبة والصدق والكذب والتحايل والطوعية والتفاخر والميل إلى السيطرة والركون إى الخنوع والعدوان والتعاون والمنافسة والغضب والرضى والمرح الانطواء والانبساط.
أول ما يظهر من سمات الشخصية الافتراضية هي الإرادة القوية للتعبير عن الذات. فكل من يتصفح موقعا يبحث فيه عن شيء يشبع رغبة لديه سواء كانت هذه الرغبة في الاستطلاع أو اقتناء شيء ما، أو كسب صداقة، أو نشر خاطرة كتبها، أو الحصول على معرفة. وهو في عملية البحث هذه يحمل صورة عن نفسه يظهرها للآخر المفترض وجوده على الطرف الثاني للخط الواصل بين الباحث والموضوع المبحوث عنه.
فدخول الشخص الافتراضي في حوار متزامن [في محادثة صوتية أو مرئية-صوتية] يتطلب مهارة استخدام برنامج المحادثة الحاسوبية، وهي مهارة متزايدة تبعا لمنظومة التشغيل المتاحة، مما يشكّل دافعا لعملية لتعلم كيفية تبادل الملفات [نصية أو صوتية أو مرئية]. وعادة ما تكتسب تلك المهارات خلال وقت قصير فيبدأ الشخص التعامل بالوسائط المتعددة بالإضافة إلى النصوص. وإلى جانب المهارة في استخدام الأداة – الحاسوب- تتنامى لدى الشخص الافتراضي مهارة تقديم نفسه لمن يتفاعلون معه على الصورة التي يرسمها لنفسه ويريدهم أن يدركوها عنه، لأنهم لا يدركونه إلا عن طريق ما يعطيهم من بيانات قد تكون مطابقة لواقع الحال أو تكون مغايرة كليا لما هو عليه في الواقع! وهنا يمتد جسر بين الواقع والرقمية ليضيف مشكلة أخرى لقائمة المشكلات الجديرة بالاهتمام والدراسة؛ ذلك أن تبادل المصالح يتم عن طريق هذا الجسر، وتكون البداية للتفاعل بين من يتبادلون الخدمات والسلع رقمية ثم تأخذ العمليات شكلها الواقعي باستلام طالب الخدمة أو السلعة لما طلب، ونرى أن الصبغة الاقتصادية لهذه المعاملة تترتب عن آثار السلوك البشري الذي بدأ رقميا. يهمنا في هذا السياق التطرق إلى مصداقية تصرفات الأفراد [ففي تجربة قام بها باحثون في كندا، أجاب 5682 شابا على استبيان لدراسة عنوانها “الشبان الكنديون في عالم متصل”: لم يذكر 50% عمرهم الحقيقي من بينهم 25% ادّعوا أن لهم مظهرا أو شخصية مختلفة. وادّعى 20% أنهم من جنس مختلف، وأنهم يستطيعون فعل أشياء على الشبكة لا يستطيعونها في عالم الواقع و60% من الشباب كتبوا عبارات قالوا إنهم لا يتداولونها في محادثتهم العادية. فدراسة التفاعل المتزامن أظهرت في كثير من التجارب ما يؤيد التجربة الكندية، وما زالت التجارب جارية لإلقاء المزيد من الضوء على سلوك الأفراد الافتراضيين في تكوينهم لجماعات افتراضية تعبر الجسر لتصبح واقعية؛ ومن ذلك ما يحصل من تكوّن الأسر بالزواج، وإنشاء الجمعيات والمؤسسات بكل أنواعها عبر العلاقات التي تعرف بدايتها من التفاعل المتزامن داخل البيئة الافتراضية. أما في حالة التفاعل ذي الطابع الاقتصادي، فإن الشخص الافتراضي يضطر للإفصاح عن هويته الحقيقية اسمه وعنوانه ورقم بطاقته الشخصية بل رقم حسابه في البنك أيضا، لأن أسلوب الاتصال يكون غير متزامن –عبر البريد الإلكتروني- وتتطلب دراسة هذا التفاعل لتقسيمه إلى لقطات زمنية يتم في كل منها رصد سلوك الفرد منذ دخوله النافذة الرقمية بتشغيل الحاسوب وربطه بالشبكة، ومروره بالصفحة التي تحمل الدعاية [الحديث عن استقبال الدعاية وتأثيرها من شأن علم النفس الاجتماعي ، ونتابع لقطات تأثره بشكل الدعاية، وقوة إحساسه بالحاجة للسلعة أو الخدمة – شعوره بالضغط الداخلي-، واتخاذه لقرار الاقتناء – تردد أم إقدام دون تفكير-، وملء استمارة ثم مرحلة انتظار وصول الطلبية وأخيرا الحصول على المطلوب! وفي كل هذه اللقطات يلاحظ الباحث أن الأشخاص الافتراضيين يشبهون في وضعهم الرقمي وضعهم الواقعي [كيان الإنسان النفسي يجعله عرضة للتبعية والإحباط. والدعائيون واعون بذلك لأن تقنياتهم تعتمد عليه. وتقنية كهذه، أعني التي تصل إلى نفسية الإنسان لتثير نقط ضعفه، كانت ولا تزال موضوع كتابات كثيرة. ومع اختلافات قليلة ناجمة عن كثرة النوافذ الدعائية على الشاشة التي تحدث لدى بعضهم الإزعاج والتوترالنفسي فإن ردود الفعل تتشابه (إغلاق النوافذ الدعائية بعصبية، البحث عن برامج توقف نوافذ مايسمى بـ POPs) وليس هذا فحسب بل قد يمتد الانفعال ليشمل الأشخاص الواقعيين الموجودين في نفس المكان.
حازم خزام بالهيئة العامة للإستعلامات برىاسة الجمهورية والعضو الشرفى بهيئة الأمم المتحدة