تجاعيد النفس والروح أقسى ألما من تجاعيد الوجه.
مرفت العربى
هل نظرتي يوما إلى مرآتك ووجدتي نفسك عجوزا وأنتي في ريعان شبابك؟
هل رأيتي خطوطا دقيقة بوجهك تنبئ بالشيب والعجز وتقدم العمر، ولا يراها غيرك؟
هل اعتصرك الألم ذات يوم عندما وقعت عيناك عليك في المرآة صدفة بعدما كرهتي النظر إليها عمداً؟
هل كرهتي كلمات المدح عن جمالك ممن حولك واستشعرتي أنها مجاملة ليست بمحلها، لأنكي فقدتي الثقة بحالك وجمالك؟
اعلمي وقتها أن جرحا بقلبك غائراَ ينزف ألما ووجعا ومرارة ويأسا.
وأن نسيج روحك أصابه الاحباط والالتهاب والتليف والشيخوخة المبكرة.
وأن ما تشاهده عينيك دون غيرك ماهو إلا انعكاس لشعورك الدفين هذا.
وبمجرد تغير الاحساس ستتبدل الرؤية، وتستعيدي الشباب والانطلاق، بل وستشعرين أنك أصبى من عمرك الحقيقي.
ولكي تحققي هذه المعادلة الصعبة.
عليك بالتجاهل والعزلة.
نعم.
تجاهلي مايؤذيكي، وتعاملي معه بترفع ورقي وكأنه لم يكن، اعزلي نفسك عن النفوس المريضة ومُصدِّري الطاقة السلبية.
اهربي بنفسك الطيبة عن الاحباط والفشل وكسر الخاطر واليأس.
حصني نفسك بالقرآن والصلاة، فكلما شعرتي بلحظات ضعف، اشحني طاقتك بذكر الله وقراءة القرآن والصلاة.
حدثي ربك عما يكسر خاطرك فهو الجبار (جابر الخواطر )
فضفضي معه، فلن يمل من سماع شكواك مهما طالت وثقلت، وهو أعلم بحالك منك، وإن عجزتي عن التعبير والوصف فهو (السميع العليم)
عُودي لخالقك كلما وَهَنَت قواكي، وانهارت عزيمتك (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حياتي وهواني على الناس، انت رب المستضعفين وانت ربي )
أعلم أن كلامي قد يبدو بسيطا، لكن تنفيذه ليس بالأمر السهل الهين، ولكن مع الوقت والتكرار وتدريب النفس والثقة بجمال اليقين بأن الله هو (القادر) وأن قضائه دائما هو الأفضل لنا، تستريح النفس وترضى مهما كانت حمولها ثقيلة.
وقتها فقط سيكافئك الله بجميل كرمه وعظيم رحمته، فهو (أرحم الراحمين)
#دكتور_محمد_حلمي
