مجد خوري رحلة إبداعية في عالم الصوت ومجالاته

مجد خوري رحلة إبداعية في عالم الصوت ومجالاته

حماده مبارك 

في عالم يتشابك فيه السمع والبصر، يلعب الصوت دورًا حاسمًا في إثراء التجربة الإنسانية، من النغمات الموسيقية التي تُحرك المشاعر إلى المؤثرات الصوتية التي تُضفي واقعية على المشاهد.
حيث يُعتبر الصوت عنصرًا أساسيًا في صناعة الترفيه والإعلام، وفي هذا الإطار كان لنا لقاء خاص مع الموسيقي مجد خوري وهو معلق صوتي ومؤلف موسيقي

كيف بدأت قصة حب مجد خوري مع الموسيقا؟

بدأت قصتي مع الموسيقى عندما سمعت chopin nocturne no20
في فيلم. The karate kid ل جاكي شان.
اللذي كان جديدًا في تلك الفترة وأعجبت بها جداً لدرجة أنني أصبحت أستمع إليها طوال الوقت. وقد وضعتها رنة للمنبه أيضاً لأستيقظ عليها.
كما كنت أشعر بمشاعر قوية على الرغم من أن عمري كان صغيراً. وأسمعتها لمدرسي الموسيقى في المدرسة. وقد أستغرب كيف يمكن لطالب أن يستمع إلى مثل هذه الموسيقى على الرغم من أنني لم أكن حينها موسيقياً. كنتُ أعزف على الغيتار في أوقات الفراغ للتسلية.

منذ ذلك الحين، بدأت أتعلم الموسيقى أكثر، وأصبحت أتابع مع المدرس. ثم تطورت الأمور بعد أن تعلمت العزف على الغيتار، حيث تعلمت أيضاً العزف على العود والبيانو. وبدأت الغناء، وتطور الموضوع ليكون بالنسبة لي طموحاً. حيث أنني بذلت جهداً كبيراً لتعلم المزيد عند الكثير من الأساتذة خريجي المعهد العالي.
حيث كنت أحضر للمعهد العالي قسم النظريات، ولكني لم أقدم لكوني قد سبق ونشرت أعمالي في يوتيوب وغيره من المنصات.
لا شك بأن التأليف الموسيقي ليس بالأمر السهل؛ فهو بمثابة خلق نغم من العدم. كيف تصف لنا هذه المهنة؟

هذا صحيح، إن التأليف الموسيقي يخلق الإنسان به شيئاً من العدم، ولكن توجد أشياء مهمة يعتمد عليها الإنسان عند تأليف الموسيقى، وهي المشاعر أو حالة معينة مرَّ بها أو أنه يمرّ بها أو حالة أثرت فيه من قبل. وهذا الشيء يكون واضحاً في نمط الموسيقى الذي يؤلفه. فمثلاً، إذا كان الشخص سعيداً أو حزيناً أو اندفاعياً أو هادئاً، فهذا يتجسد في نوع الموسيقى التي يؤلفها.

يتابع مجد حديثه : فهذه المهنة بالنسبة لي ليست فقط مهنة روتينية كما يراها العديد من الناس، بل هي أكثر مهنة متجددة وتدخل في أكثر من نوع واحد، فهي تدخل في الأغاني، الأفلام، المسلسلات، والإعلانات.
حيث لا يستطيع الإنسان أن يشاهد فيلمًا دون وجود موسيقى تعبر عن المشهد أو حالة المخرج التي يحب أن يوصلها إلى الجمهور؛ فهو عبارة عن طريقة للفنان ليعبر بها عن نفسه أو ليعبر عن نوع من المشاعر يشعر بها او يوصل رسالة و شعور معين للجمهور، مثله مثل الرسام، النحات، أو أي شيء آخر.

ما هي أكثر مقطوعة استمتعت بإنجازها؟
أكثر مقطوعة أحبها هي آخر عمل قمت به لفيلم قصير “في مطعم صغير” لم يتم طرحه بعد على منصات الاستماع. ومن الأعمال التي تم تنزيلها، والتي أحبها هي “Feather”، وهو عنوان الألبوم الذي ألفته و عملت عليه وأنتجته وطرحته في متاجر الاستماع الرقمية. ودائماً أشعر أن آخر الأعمال التي أنتجها هي الأقرب إلى قلبي، لأن مشاعر الإنسان متجددة وتتطور، وخصوصاً أني نقلت مكان اقامتي الى دبي ف شعرت بالتجدد وانه يجب ان اقدم الافضل دائما، فمع التغيرات المحيطه والتطور في حياة الانسان ان يعبر عن ذاته بشكل أفضل أو او كما نقول يبقى متجدد.
“أيضًا، مجد، أنت تعمل كفويس أوفر في العديد من – الشركات، هل هذه المهارة تكمل مشروعك الموسيقي؟

مهنة الـ “الفويس أوفر ” مرتبطة بشكل أو بآخر بموضوع الموسيقى
والتحكم بالصوت، وكيف يمكن أن نوصل انطباعاتنا وأحاسيسنا للأشخاص أو الطرف الثاني أو الناس الذين يشاهدون الإعلانات والمسلسلات التي يتم دبلجتها، أو الإعلانات التي يتم العمل عليها كـفويس أوفر. لذلك، بالتأكيد أنها تكمل المشوار الموسيقي، ويكتشف الشخص بها مناحي جديدة بشخصيته وبمهاراته، وكيف يمكن استعمال صوته في أماكن قد لا يستعملها في حياته العادية.
و هي طريقة أخرى للتعبير عن الذات، وهو فن لا يقل أهمية عن الموسيقى أو الرسم أو أي فن آخر. فمثلاً، في التعليق الصوتي، يمكن استخدام الطبقات العالية أو المنخفضة التي تحمل مشاعر و رسائل مختلفه.”
برأيك، هل الذكاء الاصطناعي حاليًا يهدد مهنة الفويس – أوفر؟
برأيي، الذكاء الاصطناعي لا يهدد مهنة الVoice Over، بل من الممكن أن يقلل فرص العمل .ففي بعض الأماكن، هناك شركات تستعين بVoice Over AI لتنفيذ بعض الأمور، لكن بشكل عام لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أو الإلكتروني أن يحل أو يعوض عن وجود الطابع البشري، لأنه توجد بعض التعبيرات والانفعالات التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي صنعها. لذلك، أكبر الشركات، رغم وجود الAI، لا تستخدمه إلا في أمور بسيطة، ويمكن لأي شخص مبتدئ في التعليق الصوتي العمل عليها.
الـ AI حالياً قام بالتعدي أيضاً على مهنة التأليف الموسيقي والصوت والصورة وغيرها. ما الحل برأيك لاكتشاف الحقيقي من المزيف؟

بالنسبة لي الـ AI، نعم، لقد قام بالتعدي على مهنة التأليف الموسيقي والصوت والصورة وغيرهما. والحل هو أن يكون لدى الشخص سمع واطلاع أكثر، وقدرته على المقارنه و على معرفة الفرق بينهما، أي بين الـ AI والأغنية البشرية، أي التي هي من صنع البشر.

فمثلاً، في الـ AI، الصوت غالباً ما يكون “آلي”، والأغنية تكون مأخوذة من أكثر من مقطع، ومن أغاني قد تكون معروفة، ويتم عمل مزج للجمل الموسيقية أو إعادة ترتيب ببعضها، فتبدو وكأنها أغنية جديدة. ونلاحظ أن الأغاني التي صُنعت بالـ AI تشبه أغاني نعرفها أو سبق لنا وسمعناها في حياتنا، لذا تبدو مألوفة وليست بعجيبة أو غريبة.

حدثنا عن أبرز أعمالك التي حققت لك قفزة نوعية في عملك؟

بصراحة، أشعر أن كل عمل هو قفزة نوعية و تطور جديد في مسيرتي لأن كل عمل يكون فيه تجارب وتحديات جديدة عن العمل السابق. ولكن، مؤخرًا كانت الموسيقى التصويرية التي قمت بتأليفها وانتاجها للفيلم القصير الشعري الموسيقي في مطعمٍ صغير بطولتي “عبد المنعم عمايري وديمة الجندي ” إخراج “مهند قطيش”و من انتاج شركة فيجين 3000 القاء شعري سليم الذهبي و اشعار نورالله قدورة فقد كان تحديًا كبيرًا، لأنه يحمل مشاعر معقدة جدًا، فكل مشهد يعتبر تجسيدًا لحالة وشعور محدد يختلف عن غيره.
لذلك، كان تحدي العمل على تلك الموسيقى في هذا الفيلم القصير والشعري، ولا يوجد به أي حوار. و كان عبارة عن 15-20 دقيقة تقريبًا، يجب أن تكون مترابطة ومتصلة بطريقة معينة لنشعر كما لو أنها “One Piece”. أي يتميز كل مشهد بتصميم فني فريد يتناسب مع الأحداث والشخصيات ويوصل رسالة معينة.
في ختام لقائنا معك مجد أخبرنا عن جديدك ؟
هناك أغنيه عملت على التوزيع والانتاج الموسيقي لها أسمها Little girl
لفنانه تدعى Kelsie kimberlin من أمريكا وصلني email من والدها brett يطلب مني اغنيه لأبنته kelsie وحابب يكون فيها لمسه شرقيه عربيه فبدأت العمل على التوزيع الموسيقي للأغنية وكان تحدي كبير فالموسيقى العربيه غير مألوفه لدى الأجانب وليست من ضمن ثقافاتهم والأغاني اليومية التي يستمعون إليها .
فهم لديهم ال Idols لهم فقد كان تحدي كبير العمل على تلك الأغنيه وتكون مقبولة بالنسبة لهم ومن المتوقع أنه في الفتره القادمه سيتم تصويرها وطرحها.

وفي الختام ماذا يود ان يقول مجد خوري ؟
شكراً لك على هذا النقاش الرائع والأسئلة الهادفة والجميلة وأحب أن أقول لكل شخص لديه شيء يحب العمل به أوحلم صغير أو يتخيل نفسه بمكان معين ان الطريق ليس سهل أبداً حيث يوجد به الكثير من التعب والتضحية والجهد ولكن في نفس الوقت عندما يعمل الإنسان في عمل أو مشروع أو يحقق إنجاز حتى لو كان صغيراً فهناك شعور بالنصر والسعادة واللذة بالنجاح والإنجاز، وذلك عندما نحقق أشياء نحبها وبذلنا بها وقت وجهد وكل شخص يجب أن يبني طريقه المميز عن الأخرين فالإنسان يجب أن يصنع خط نجاحه وحياته بيده لا ان يعمل بنفس الطرق التي عمل بها الآخرون.