اسحق فرنسيس.. يكتب شبكات التجسس والارهاب الايرانى
تعد بلجيكا من أكثر الدول الأوروبية ذات العلاقات الشائكة مع إيران بسبب أدواتها في التغلغل عبر المنطقة سواء بالتجسس الدبلوماسي أو عمليات التجنيد والاحتواء المذهبي والسياسي، ومن زاوية أخرى فالقرار النمساوي الصادر في 15 مايو 2021 بحظر جماعة حزب الله بجناحيها العسكري والسياسي قد مهد لنقاشات بداخل بروكسل حول احتمالية تصنيف الحزب في الداخل.
وفي حالة بلجيكا فأن الدولة من أبرز المتضررين حديثًا من سياسة طهران بالمنطقة والتي استغلت الدبلوماسي «أسد الله أسدي» ومواطنين من بروكسل في محاولة تفجير في فرنسا، ما يعني أنها باتت نافذة في معقل الاتحاد الأوروبي ولديها عناصر فاعلة بالداخل.
أدوات إيران تعبث بأمن بلجيكا
أعلنت المحكمة في بلجيكا في 5 مايو 2021 أن القرار الصادر بسجن «أسد الله أسدي» 20 عامًا بات نهائيًا بعد سحب المتهم للاستئناف، وكانت المحكمة قد أصدرت في فبراير 2021 حكمًا بمعاقبة الدبلوماسي الإيراني وزوجين بلجيكيين من أصل إيراني بالحبس18 عامًا لنسمة نعيمي و17 عامًا لزوجها أمير سعدوني للتعاون في محاولة تفجير مؤتمر لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة لنظام الملالي في باريس.
وتشير الأدلة إلى أن الدبلوماسي الإيراني الذي كان يعمل بسفارة البلاد في النمسا قد سهل عبر استغلال امتيازات منصبه من حصانة وغيره في تسليم وتسلم شحنة متفجرات للمتهمين الآخرين في بروكسل وباريس لتنفيذ الهجوم، وتؤكد المحكمة البلجيكية التي جردت الزوجين من جنسيتهما أن العملية لم تكن خاضعة لإدارة شخصية من المنفذين ولكنها ترتيب استخباري لدولة إيران.
إذ تدفع بلجيكا بأن العناصر المتهمة وأبرزهم «أسدي» كان يدير شبكة استخبارات إرهاب خاضعة لإدارة إيران، وكانت تحركاته تتم بناء على أوامر صادرة من الحكومة بطهران لزعزعة استقرار أوروبا، وأن الشبكة الإيرانية فاعلة في المنطقة من قبل التجهيز لهجوم باريس المزعوم.
تعني الإدارة الإيرانية لشبكات تجسس في بلجيكا أمرًا حساسًا لتكتل اليورو الذي تحتضن البلاد مقره، وعلى الرغم من كون العمليات الاستخبارية وتبادل الجواسيس هو أمر متعارف عليه حول العالم، ولكن تبقى التوجيهات بتنفيذ عمليات إرهابية، وتسليم متفجرات، مع عدم الاكتفاء بالتجسس على المعلومات هو نطاق الخطر لأمن أوروبا، لأنه يعني في حد ذاته وجود شبكات للتجنيد تعمل على ضم عناصر جديدة موالية.
قراءة حول الصراع الإيراني الأوروبي بين الإرهاب والتجسس
تدفع المخاوف البلجيكية من أدوات إيران نحو جدال سياسي وإعلامي حول عناصر حزب الله، واحتمالات تصنيف الحزب كجماعة إرهابية لتفادي توظيف المشبوهين في عمليات لصالح طهران أو استخدام البلاد كمحطة لتمويل التطرف دوليًّا، وبالتالي تزداد التكهنات حول لحاق بروكسل بالنمسا وألمانيا وهولندا وهذه الدول تعتبر الحزب بأكمله تنظيمًا إرهابيًّا وليس جناحه العسكري فقط كما في الاتحاد الأوروبي.
أن تصنيفات حزب الله المتتالية في أوروبا تشكل ضغطًا على الدول المتضررة من أنشطة الملالي لوضع استراتيجيات أكثر تشددًا تجاه مكافحة الإرهاب في المنطقة، وبالتالي فأن بروكسل تمثل أهمية خاصة لساسة المنطقة لرمزيتها للكيان الأوروبي وتماسكه ومدى حفاظه على أمنه السياسي والاجتماعي.
ومن جهتها؛ أصدرت وكالة الأمن الالكتروني في الاتحاد الأوروبي في 2019 تحذيرًا من استخدام إيران لبرامج رقمية ومعالجات مخفية، من أجل التجسس على قواعد بيانات المنطقة وتتبع المعارضين لها في منطقة اليورو.