انطلاق فعاليات الاسبوع الثقافى بمسجد المراغى الكبير بإدارة أوقاف الرمل الاسكندرية
حماده مبارك
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهرى وزير الأوقاف ، وتحت إشراف الدكتور عاصم محمود قبيصى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية ، الدكتور هاشم سعد الفقى مدير الدعوة ، انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي اليوم الأحد ٢٠٢٤/١١/٣، تحت عنوان: ” المسارعة إلى الخيرات واغتنام الأوقاف” بمسجد المراغى الكبير ، بإدارة أوقاف الرمل .
بحضور كلا من :-
الدكتور عاصم محمود قبيصى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية محاضرا، الاستاذ الدكتور محمد حسن محمد قنديل استاذ الحديث المساعد ووكيل كلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية محاضرا، الدكتور هاشم الفقى مدير الدعوة ، الشيخ وسام كاسب مدير المتابعة مسئول الدعوة الإلكترونية ، الشيخ ياسر غازى حبلص مدير إدارة أوقاف الرمل ، الشيخ سلامه رزق سلامه قارئا، والمبتهل الشيخ قطب على المالكى ،فى ضيافة الشيخ محمد ابو اليزيد الشورى إمام وخطيب المسجد مقدما . وحضور مفتشى إدارة أوقاف الرمل، الشيخ مسعود الزعيرى، الشيخ محمد المعلفى، وسط حفاوة بالغة وحضور طيب من رواد المسجد.
المسارعة إلى الخيرات واغتنام الأوقاف
اتقوا الله تعالى وسارعوا إلى مرضاته بجليل الطاعات، وعظيم القربات، واغتنام الفرص والأوقات، اغتنموا حياتكم قبل فنائها، وأعماركم قبل انقضائها، ونعمكم قبل زوالها، وعافيتكم قبل تحولها، ويسر أموركم قبل عسرها، بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا و”بادروا بالأعمال سبعاً: هل تنتظرون إلا فقراً منسيا، أو غنى مطغيا، أو مرضا مفسداً، أو هرما مفندا، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال؛ فشر غائب ينتظر، أو الساعة؛ فالساعة أدهى وأمرّ؟”.
إن الله قد حثنا على المسارعة إلى مغفرته وجنته، فقال سبحانه: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).
وأوضح المولى عزوجل أن المسارعة إلى مغفرته وجنته ليست بالدعوى ولا بالتمني، وإنما تتحقق بفعل جليل الأعمال الصالحات ،التي يحبها ويرضاها رب الأرض والسماوات، من الإحسان إلى الخلق ابتغاء وجهه، وكف الأذى عنهم، وتحمل أذاهم، طمعاً في عفوه وإحسانه.
ومنها البعد عن اقتراف المعاصي والسيئات، واجتناب الفواحش، وظلم النفس في سائر الأوقات، والمبادرة إلى ذكر الله وطلب مغفرته عند الوقوع في شيء من ذلك جهلاً؛ لعدم علم أو غلبة هوى، والحذر من الإصرار على ما يعلم من الزلات، فقال جل شأنه: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) . فحين ذكروا ربهم علموا خطيئتهم فبادروا إلى الاستغفار، وتجنبوا الإصرار، ولهذا تكرم الله عليهم فوعدهم بالمغفرة والجنة بقوله: (أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).
فإن المسارعة إلى الخيرات صفة جامعة لفنون المحاسن المتعلقة بالنفس وبالغير، وهي من فرط الرغبة في الخير؛ فإن من رغب في أمر سارع في توليه والقيام به، وآثر الفور على التراخي فيه، ولذلك يسابق إليه إحرازاً لقصب السبق، وحذاراً من الفوات، ولهذا أمر الله تعالى به حيث يقول: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) .
واستباق الخيرات يتضمن المبادرة إليها وفعلها على أحسن الوجوه، وتكميلها بإيقاعها على أكمل الأحوال، والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل من صلاة وصيام، وزكاة وحج وعمرة، وجهاد، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ونفع خاص أو عام.
والمسارع والمستبق في الدنيا إلى الخيرات هو السابق في الآخرة إلى الجنات، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) .
فهذه شهادة من الله للمسارعين في الخيرات أنهم سابقون إلى الجنات، كما قال تبارك اسمه: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ * عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا).
فالسابقون إلى الخيرات هم أعلى أهل الجنة درجات، وهم أقربهم إلى الله تعالى وأعظمهم منه كرامات (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) .