فعاليات المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تقرير : د. عمرو حلمي
تحت رعاية :
فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر.
وفضيلة الأستاذ الدكتور / سلامة دواد – رئيس جامعة الأزهر.
وبعناية كل من :
صاحب الفضيلة سماحة الشيخ الأستاذ الدكتور / عبد الله بن عبد العزيز المصلح – الرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد والأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بالمملكة العربية السعودية والرئيس الشرفي للمؤتمر.
والأستاذ الدكتور/ علي فؤاد مخيمر – مؤسس ورئيس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد , رئيس المؤتمر
وبحضور كل من :
فضيلة الأستاذ الدكتور/ نظير – عياد مفتي الجمهورية.
وفضيلة الأستاذ الدكتور / محمود صديق نائب رئيس الجامعة نائباً عن رئيس الجامعة.
وفضيلة الأستاذة الدكتورة / نهلة الصعيدي – مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين نائباً عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.
وفضيلة الأستاذة الدكتورة / إلهام شاهين – الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية, نائباً عن رئيس مجمع البحوث الإسلامية.
وفضيلة الدكتور / أيمن أبوعمر – وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة, نائباً عن فضيلة الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.
وفضيلة الأستاذ الدكتور / رمضان محمود حسان – عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة.
وفضيلة الأستاذ الدكتور / حسن كمال القصبي – أستاذ الحديث وعلومه ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة الأسبق لشؤون الدراسات العليا.
وبحضور كوكبة من العلماء والباحثين والشخصيات العامة وطلبة العلم في مختلف المجالات من مصر وخارجها من العالم العربي والإسلامي.
عقدت جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بالتعاون مع المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة مؤتمرها العالمي الأول بمصر وموضوعه : «المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة» بقاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر يومي السبت والأحد ٢٦ و٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤م ، الموافق : ٢٣ و٢٤ ربيع الآخر ١٤٤٦هجرية
أهمية المؤتمر :
إن المتتبع لآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الثابتة يتبين له أن هناك أكثر من ١٣٠٠ آية قرآنية , و١٤٠٠ حديث نبوي من الأحاديث الثابتة تحمل إشارات لحقائق علمية , قال تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}[سورة فصلت(٥٣)]، فهذا القرآن الكريم يظل دائماً كتاب الله المعجز بآياته وبيانه الذي تحدي به أرباب الفصاحة وأعجز البلغاء عن أن يأتوا بآية مثله وكان ولا زال تجود سطوره وحروفه بما تحويه في بطونها من كنوز وأسرار.
وقد تجلى هذا بوضوح في عصر الاكتشافات والاختراعات والثورة التكنولوجية المعاصرة ، في ظل ما يقدمه القرآن الكريم والسنة النبوية في كل يوم وساعة من وجوه وبراهين إعجازية خارقة ولافتة تتحدى المشككين وتزيد المؤمنين إيماناً ويقيناً.
ومن هنا فإن المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة جاء ليفسح المجال أمام الباحثين والمتخصصين لأن يطلقوا العنان لأفكارهم وخواطرهم السانحة والمضيئة المستنبطة والمستقاة من آيات الذكر الحكيم وسنة سيد المرسلين في الكشف عن دلائل وأسرار الإعجاز العلمي في كافة العلوم وفق الأطر والضوابط الشرعية والعلمية والمنهجية لأصول البحث العلمي المتقدم.
أهداف المؤتمر:
١- بيان أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.
٢- إثبات أن القرآن الكريم وصحيح السنة لا يتعارضان مع الحقائق العلمية الثابتة
٣ – بيان أهمية الإعجاز العلمي في الاستدامة في كافة العلوم وأثره في المحافظة على المجتمع.
٤- بيان عالمية المنهج القرآني في إثبات صدق النبوة والوحي في كافة العلوم.
٥ – بيان أثر الإعجاز العلمي في تحديد المشكلات التي تشكل خطراً على الإنسانية لوصف الحلول المستوحاة من القرآن والسنة.
٦ – تشجيع العلماء والمفكرين لتكثيف جهودهم العلمية في البحث عن مزيد من الوجوه الجديدة في إعجاز القرآن الكريم والسنة المطهرة.
٧- التأصيل الشرعي للعلوم التطبيقية وإثبات إعجاز القرآن والسنة من خلال ذلك.
محاور المؤتمر:
١- الإعجاز العلمي في العلوم الطبية.
٢- الإعجاز العلمي في علوم الفلك والفضاء.
٣- الإعجاز العلمي في علوم الأرض.
٤- الإعجاز العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية.
٥ – الإعجاز العلمي في العلوم التشريعية.
٦- الإعجاز العلمي في علوم الحياة.
٧- الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن والسنة.
بداية ذكر الدكتور / علي فؤاد مخيمر – رئيس المؤتمر، أن القرآن الكريم يوجد به بالكثير من الإشارات والدلالات على ما تم اكتشافه من حقائق علمية ونتائج في الآفاق وفي الأنفس أثبتها العلم التجريبي الحديث مؤخراً ، وأكد على أهمية التسلح بالعلم للرد على تلك الشكوك والشبهات التي يثيرها خصوم الإسلام من أجل زعزعة العقيدة في عقول وقلوب شبابنا لأن الله أنزل آيات كثيرة تتحدث عن الحقائق الكونية والمخلوقات، وغيرها من علوم المعرفة في زمن العلم والتقنية، دون أن تسقط كلمة من كلماتها أو يصادم جزئية من جزئياتها، وبالنظر إلى ما يتم اكتشافه من كنوز كامنة وردت في القرآن ولم تكن معروفة من قبل، جاءت في صورة إشارات علمية تضمنها كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، يكتسب الإعجاز العلمي أهمية متزايدة في هذا العصر، في ظل الحقائق العلمية التي يثبتها العلم الحديث، وكان القرآن سباقاً إلى الكشف عنها قبل أكثر من ١٤٠٠عام.
وأشار إلى أن من أبرز ما يتسم به الإعجاز العلمي في القرآن التنوع والشمولية، ما بين إعجاز في خلق الأكوان، لا يحصى عددها مصداقا لقول الله: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[سورة الإسراء (٨٥)] ، والجمعية تعمل على التواصل مع مختلف الجمعيات والهيئات والمؤسسات في الداخل والخارج للقيام بأداء هذه الرسالة إفادة منها وتبيانا لها وعوناً على وضع الضوابط والمعايير للعاملين في مجال الإعجاز العلمي، وتبسيط الأسلوب العلمي حتى تعم الفائدة بين عموم الناس ، كما نعمل على إبراز الجوانب الإعجازية من نصوص القرآن والسنة، وتشكيل لجنة من المشاركين في المؤتمر لمتابعة كل ما يتعلق بشئون الإعجاز، والعمل على تدشين مشروع معجم لمصطلحات الإعجاز العلمي
من جانبه ذكر الدكتور / عبد الله المصلح – الرئيس الشرفي للمؤتمر، أن الإسلام يدعو الناس إلى النظر والمقارنة والقراءة والعلم ، وأكد على أنه لا تصادم أبدًا بين العقل الصحيح والنقل الصريح في الإسلام ، وأضاف أن الإعجَازَ العِلمي في القرآنِ والسُّنَّةِ، يُخَاطِبُ الناسَ بِلُغةِ العلمِ، ويُناقِشُهُم بِحُجَجِه، فحَقَائِقُ العِلمِ هي الشَّاهدُ الثِّقّةُ، وهى الحُجَّةُ المُوَثَّقَةُ في عَصرِنا هذا على صِدقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما حث سماحته العلماء على أن يضطلعوا بدورهم في زمنٍ شَاعَت فيه الشُّبُهاتِ، وتَنَوّعَت طَرائِقُ الشَّهوات، بل إن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة اليقين الصادق في هذا الزمان، والإعجاز العلمي هو النظر المتأمل في الآيتين المتألقتين: الآية المنظورة في خلق الله، والآية المسطورة في كتاب الله، وهو الحجة البالغة الدالة على أن من خلق الأكوان هو من أنزل القرآن.
ومن جانبه أكد الدكتور محمود صديق – نائب رئيس جامعة الأزهر، والذي شارك بالحضور نيابة عن الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، على أن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة باب عظيم لنشر العلم والوحي الإلهي في ربوع العالم حتى أن كفار قريش الذين بعث فيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكذبوه بل جحدوا ما جاء به حبًا في الزعامة والدنيا، فقال الله تعالى: {فإنهم لا يُكذبونك ولكن الكافرين بآيات الله يجحدون}[سورة الأنعام (٣٣)] ، فحب الزعامة والريادة وحب الدنيا منع كفار قريش من الإيمان برسالة الإسلام.
كما أضاف الدكتور / أيمن عمر – وكيل وزارة الأوقاف للدعوة، والذي شارك بالحضور نائبًا عن الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي أيد الله بها نبيه، وتعددت صور الإعجاز في هذا الكتاب العزيز ولن تنتهي، يقول الإمام السيوطي: «اختلف أهل العلم في وجه إعجاز القرآن الكريم وذكروا في ذلك وجوها كثيرة كلها حكمةٌ وصوابٌ، ولكنهم على الرغم من ذلك ما بلغوا في بيان وجوه إعجازه جزءاً واحداً من عشر معشاره».
وتابع : أنه لا عجب في ذلك؛ فهو كلام الله الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلَق على كثرة الرد.
توصيات المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
وختاماً تقدم عبد الله المصلح – الرئيس الشرفي للمؤتمر، بالتوصيات الأتية :
أولا : أكد الحاضرون على أهمية التعاون والاستمرار المثمر بين جمعية الإعجاز العلمي المتجدد والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة وبين جامعة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية ودار الإفتاء المصرية لخدمة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ودعم العلماء أولي الخبرة في تحقيق رسالتهم المباركة.
ثانياً : الاستفادة من وجوه الإعجاز العلمي في عرض الصورة الصحيحة للإسلام وتقديم البراهين على أن الدين الإسلامي هو الدين العلمي وأن التشكيك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا يثبت أمام الجهود العلمية الدامغة الشهادة بصحتها.
ثالثاً : الحذر مما يعرضه بعضُ الأشخاص من قضايا وهميةِ ساذجةِ ، باسم الإعجاز العلمي ، مما لم تكتمل فيه الضوابط العلمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
رابعا: العمل على الاستفادة من بحوث الإعجاز العلمي في الحوار مع غير المسلمين باعتبار الإعجاز العلمي أسلوباً حكيماً يؤثر في العقول .
خامساً: أوصى المشاركون في المؤتمر بإدخال مضامين الإعجاز العلمي في مناهج التعليم الجامعي وقبل الجامعي.
سادساً : إنشاء قاعدة معلومات وبيانات تشمل المعلومات التعريفية بعلماء المسلمين وغيرهم من الباحثين ومصادر البحوث وأسماء العلماء والمحاضرين من غير المسلمين والمؤسسات ذات العناية بالإعجاز العلمي حتى يتم التنسيق والتعاون معهم ضمن خطة عمل شاملة.
سابعاً : انعقاد المؤتمر العالمي للإعجاز العلمي في القرآن والسنة كل عامين تحت مظلة جامعة الأزهر الشريف.
ثامناً : نشر بحوث جميع مؤتمرات الإعجاز السابقة التي لم يسبق نشرها وتمويل ترجمتها إلى اللغات العالمية وتعميمها على مؤسسات البحوث والجامعات والمراكز الثقافية في بلدان العالم.
تاسعاً : الحث على تفسير القرآن الكريم بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بالآثار التي صحت عن سلف الأمة ثم بدلالة اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم.
عاشراً : العمل الدؤوب على تحقيق التواصل مع العلماء غير المسلمين ومتابعة الحوار معهم العلمي معهم من خلال ندوات تخصصية تشارك فيها الجامعات ومراكز البحث العلمي في العالم.
وفي الختام :
توجه الدكتور / عبد الله المصلح – الرئيس الشرفي للمؤتمر بخالص الشكر والتقدير والعرفان إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الجامع الأزهر وإلى جامعة الأزهر رئيسًا وأساتذة وإداريين وإلى وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، على جهودهم الكبيرة التي ساهمت بدورها في نجاح هذا المؤتمر, وإلى كل العلماء الذين أسهموا بأبحاثهم في هذا المؤتمر الموقر.