ختام الاسبوع الثقافى بمسجد حوض ١٠ بإدارة أوقاف الرمل بالإسكندرية

 

حماده مبارك

برعاية ا .د أسامة الأزهرى وزيرى الأوقاف ، وتحت إشراف الشيخ سلامه عبد الرازق نجم وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية ، اختتم اليوم الثلاثاء الموافق ٢٠٢٤/٩/٣ الاسبوع الثقافي بمسجد حوض ١٠ التابع لإدارة أوقاف الرمل، بحضور كلٍا من ، الدكتور محمد عباس عبد الرحمن المغني أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية جامعة الأزهر محاضرا، الشيخ ماهر عبد الجواد مدير الإدارات ، نائباً عن الشيخ سلامه عبد الرازق وكيل الوزارة ، الشيخ ياسر غازى حبلص مدير إدارة أوقاف الرمل، الشيخ مرسى السيد مطر إمام وخطيب المسجد مقدما ، الشيخ ايمن محمد بيومى مبتهلا .

وتناول الحديث تحت عنوان (الصدق فى الأقوال والأفعال ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)

فما مِن صفة ترفع مِن شأن صاحبها وتعلى قيمته مثل الصدقِ، فالصدق سلوك إسلاميّ عظيم، يدل على إيمان صاحبه بالله، وعلى طهارة نفسه وسمو أخلاقه، ولم لا يكون ذلك، والصدق من صفات الله وصفات أنبيائه وعباده المؤمنين.

post

قال تعالى عن نفسه (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) وقال أيضًا ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)، كما اتصف أنبياء الله بهذه الصفة العظيمة فقال تعالى عن سيدنا إسماعيل (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا)، وأما حبيبنا المصطفى محمد ﷺ فقد تجسد الصدق كله في شخصه الكريم، حتى إنهُ اشتهر عنه قبل الإسلامِ بأنه الصادق الأمين.

كمَا أن الصدق صفة تلازم المؤمن في كل أحواله لا تنفك عنه بأى حالٍ مِن الأحوالِ قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)، ولذلك حين يتخلى الإنسان عن الصدقِ يجد نفسه يتخبط في دائرةِ المنافقين، قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)

والصدق في الإسلامِ ليس مقتصرا فقط على صدقِ اللسانِ، وانما يجب أن يكون المسلم صادقا في أقواله وأفعاله وسائرِ أعماله، فالصدق في الأعمالِ يقتضِى أنْ يخلص الإنسان في عملهِ لله، وأن لا يبتغِى بعملهِ إلّا وجه اللهِ، قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) ، ومِن صدقِ الإنسانِ في عملهِ أنه إذا غاب عن أعينِ الناسِ فهو يعلم بأن الله مطلع عليهِ ومراقبه، سبحانه كما قال عن نفسه (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)

ومِن الصدقِ في العملِ أن يكون الإنسان صادقا في بيعه شرائه يقول النبي ﷺ (البيعانِ بالخيارِ ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينَا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)

وقد امرنا الله سبحانه وتعالى أن نكون مع الصادقين فقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، وأن الصدق بدورِهِ يؤدى بصاحبهِ إلى الغايةِ التي يبغاها ويتمناها كل مسلمٍ، ففي الصحيحينِ مِن حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ يقول: قال النبي ﷺ (اياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجورِ، وإن الفجور يهدي إلى النارِ، وإن الرجل ليكذب فيتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وعليكم بالصدقِ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.

إن الصدق طريق النجاة والفلاحِ في الدنيا والآخرةِ، من سلكَه نجا فكان مِن الفائزين، ومَن اتخذ غير الصدقِ مركبا وسبيلا كان مِن الهالكين، ولو نجا لوقتٍ أو لحينٍ، لأن أمر الكاذب سينكشف ولو بعد حينٍ، ألم يقل الله سبحانه وتعالى: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ، وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ)

فما مِن شك أن الكاذب لابد وأن ينكشف أمره ويظهر على حقيقته وذلك تراه جليا واضحا على صفحات وجهه وفلتات لسانه، بل تكاد تشم رائحة الكذبِ تخرج مِن ثنايا صاحبها، يكاد المريب أن يقول خذوني كما يقال، فما اجمل أن نكون صادقين مع ربنا ومع غيرنا ومع أنفسنا، أن نكون صادقين في أقوالنا وأفعالنا.

received 1208286663726232 IMG 20240903 WA0072 IMG 20240903 WA0074 IMG 20240903 WA0073 IMG 20240903 WA0076 received 866391578757532

زر الذهاب إلى الأعلى