كشف حساب

 

بقلم دكتور /ياسر جلال زاهر

التخطيط الجيد وتطبيق كل ما تم الإعلان عنه، دائما ما يقود فى النهاية إلى الوصول لنتائج إيجابية، ولكن هذا لم يحدث فى أهم الأحداث الرياضية التى ننتظرها ونخطط لها كل 4 سنوات، فما حققته البعثة المصرية فى أولمبياد باريس 2024 يدعو إلى التفكير والتدقيق فى كيفية التخطيط لها، ودور كل المسؤولين فى هذه النتائج التى جاءت أقل كثيرا ما تم التخطيط له.

البعثة المصرية التى ضمت 148 لاعبا ولاعبة فى مختلف الألعاب الرياضية، حققت 3 ميداليات فقط، جاءت عن طريق ذهبية أحمد الجندى فى منافسات الخماسى الحديث، وفضية سارة سمير بطلة رفع الأثقال، وبرونزية محمد السيد فى سلاح المبارزة.

هذه النتائج تدعو للعودة إلى الوراء، لنكتشف كيف تم إعداد هؤلاء اللاعبين، وما هو دور الشركة الراعية؟ وهل نفذت ما وعدت به؟ ما سبب التقصير بعدما خرج أشرف صبحى وزير الرياضة ليؤكد لنا أن البعثة ستحقق من 7 لـ11 ميدالية خلال المنافسات، لتأتى النتائج بـ3 ميداليات فقط.

post

ووفرت الدولة الدعم المادى والمعنوى لهؤلاء اللاعبين كما حرصت على تغطية تأمينية ضد الحوادث الشخصية، وتوفر عدة تغطيات من ضمنها مصاريف العمليات الجراحية والعلاج الطبيعى وكل إصابات الملاعب حتى نهاية عام 2024، بالإضافة إلى تقديم حوافز مالية تقدر بـ12 مليون جنيه مصرى للأبطال الرياضيين الفائزين بالميداليات المختلفة، كما وفرت شركات رعاية لهؤلاء اللاعبين لتذليل كل العقبات التى تواجه الأبطال من أجل الوصول إلى تحقيق الهدف المرغوب وهو الوقوف على منصة التتويج.

وإجمالا، أظهرت نتائج الرياضيين فى أولمبياد باريس 2024 فشل هذه الشركة فى إعداد أبطال كان ينتظر منهم تحقيق ميداليات وهم كل من نعمة سعيد فى رفع الأثقال، ومحمد إبراهيم كيشو وندى مدنى ومحمد مصطفى وعبداللطيف منيع فى المصارعة، وسيف عيسى تايكوندو وباقى اللاعبين، وهو ما يدل على تقصيرهم فى الهدف المرجو منهم وتسببت فى خسارة فادحة للرياضة المصرية.

وفي  السنوات الأخيرة، أصبحت الرياضة صناعة قوية وكبيرة، تتصارع عليها شركات الرعاية لتحقيق الكثير من الأرباح من الاستثمار فى اسم البطل الذى ترعاه، ولكن لكى تجنى هذه الأرباح، عليها توفير كل السبل لتحقيق الميدالية، من توفير معسكرات وأدوات تدريب وملاعب وإداريين لتنظيم حياة هذا البطل حتى تقديمه، والطريقة التى يجب أن يكون عليها، لكن هل قامت شركة روابط الرياضية بدورها لتحقيق ذلك؟
الساحة الرياضية المصرية تشهد حالة من الجدل والتشكيك حول دور شركة «روابط الرياضية» فى رعاية ودعم أبطال الألعاب الفردية، فمنذ ظهورها عام 2017 وتنامى دورها تزامنا مع تولى الدكتور أشرف صبحى وزارة الشباب والرياضة فى عام 2018، أثارت الشركة تساؤلات عديدة حول طبيعة عملها وعلاقتها بالوزارة، وباتت محورا للنقاش والتحليل فى الأوساط الرياضيةوالإعلامية.

وتدَّعى الشركة أنها تعمل على دعم ورعاية أبطال الألعاب الفردية وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم لتحقيق الإنجازات، إلا أن العديد من الإداريين والمدربين وأعضاء الاتحادات الحاليين والسابقين فى الألعاب الفردية، يشككون فى صحة هذه الادعاءات، ويرون أن الشركة تمارس نوعًا من الاحتكار فى هذا المجال، حيث لا يوجد أى منافس حقيقى لها، مما يثير تساؤلات حول وجود تضارب فى المصالح بين الشركة ووزارة الرياضة.
ويزداد الشك والريبة حول دور الشركة مع وجود اتهامات بتلقيها دعما مشبوها من الوزارة ومنسوبيها، حيث يرى البعض أن ظهور الشركة وتنامى نفوذها مرتبط بشكل مباشر بتولى الدكتور أشرف صبحى منصبه الوزارى.

هذا التزامن، إلى جانب غياب الشفافية حول مصادر تمويل الشركة وكيفية إنفاق الأموال، يثير تساؤلات حول وجود شبهات فساد وإساءة استخدام السلطة.

تثير هذه القضية العديد من الأسئلة المهمة: هل شركة «روابط الرياضية» تعمل بالفعل لصالح الرياضة المصرية وأبطالها؟ أم أنها مجرد واجهة لتحقيق مصالح شخصية؟ وما هى طبيعة العلاقة بين الشركة ووزارة الرياضة؟ وهل هناك بالفعل تضارب فى المصالح؟

تلك الأسئلة وغيرها تتطلب إجابات شافية وواضحة، خاصة أن الأمر يتعلق بمصالح الرياضة المصرية وأبطالها، يتعين على الجهات المعنية فتح تحقيق شفاف ومستقل فى هذا الملف، لكشف الحقائق وتقديم كل من يثبت تورطه فى أى مخالفات للقضاء، ولا بد من وقفة حازمة أمام ما يحدث فى الرياضة المصرية، وخاصة أن هناك بعض الدول الصغيرة حققت مفاجآت وميداليات تاريخية فى دورة باريس 2024 ومنها جمهورية الدومينيكان التي يقطنها 70 ألف نسمة وحققت ميدالية تاريخية ذهبية عن طريق بطلة القفز الثلاثية وأيضا جزيرة سان لوشيا الصغيرة حققت ميدالية عن طريق بطلة الـ100 متر جولين ألفريد كما حققت جواتيمالا أول ميدالية ذهبية فى تاريخها عن طريق بطلة الرماية أدريانا روانو.

زر الذهاب إلى الأعلى