لا لفوبيا الامتحانات

بقلم: سعيد جويد

أحدثت قرارات وزير التعليم المصري الدكتور “طارق شوقي” غير المسبوقة بشأن امتحان الفصل الدراسي الأول حالة من الجدل، وردود الفعل الغاضبة من بعض الطلاب وأولياء أمورهم نتيجة لتوقيت الامتحان من ناحية، وفكرة تقييم تحصيلهم الدراسي في جميع المواد في اختبار واحد في توقيت واحد في ورقة امتحانية واحدة من ناحية أخرى، وبالرغم من تقديري لموقف الأهالي وعدم دهشتي من حالة الاستياء التي انتابت مشاعر الكثيرين منهم، هناك عدة نقاط هامة ينبغي أن نضعها في اعتبارنا أذكر منها ما يلي:

– قرار تقييم الطلاب عن طريق امتحان مجمع في ورقة امتحانية قاصر على صفوف النقل، ولن يطبق على طلاب الشهادات العامة الذين يلعب مجموع الدرجات بالنسبة لهم دورا كبيرا في تحديد مصيرهم في السنوات المقبلة.

– ينبغي ألّا تعتمد هذه الامتحانات على قياس قدرات الطلاب على تذكر وحفظ المعلومات والذاكرة قصيرة المدى، حيث أنهم في حاجة لامتحان بسيط يقييم مهارتهم وذاكرتهم طويلة المدى، فعلى سبيل المثال بالنسبة للمواد التابعة لشعبة اللغات، يمكن إعطاء الطلاب قطعة فهم متبوعة بأسئلة متنوعة لقياس كفائتهم اللغوية ومهارتي الفهم والكتابة.

– الامتحان ليس غاية في حد ذاته، فهو مجرد أداة أو وسيلة لتقييم وتقويم مستوى الطالب ومعرفة نقاط القوة سعيا لتدعيمها ونقاط الضعف والعمل على علاجها؛ التعلم واكتساب المهارات الحياتية هو الهدف الأسمى للعملية التعليمية ، ومن ثم ينبغي علينا أن نتخلص من ثقاقة عفا عليها الزمن، ثقافة فوبيا الامتحانات وتسليط الضوء عليها، وعلى اجتيازها بأعلى الدرجات والحصول على شهادات أكاديمية مرموقة رفيعة المستوى، قد لا يكون سوق العمل في حاجة إليها، مما أسفر عن شعور الطلاب وذويهم بالقلق والاكتئاب والإحباط فضلا عن حالات الانتحار التي تنشرها الصحف والمجلات المصرية كل عام، خاصة بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، فهي بحق مشكلة مجتمعية خطيرة تحتاج لدراسة عاجلة سعيا للتصدي لأسبابها والبحث عن سبل علاجها.

– الحصول على درجات ضئيلة في بعض المواد لا ينبغي أن يكون نهاية المطاف، وعلينا التعلم من خلال المحاولة والخطأ، والاستفادة من التجارب غير الناجحة في المستقبل أفضل كثيرا من الندم والبكاء على اللبن المسكوب.

طلب العلم متعة، طلب العلم فريضة غير قاصرة على مرحلة عمرية محددة، أو مصدر واحد،فمصادر التعلم صارت كثيرة ومتنوعة في وقتنا الراهن، فالتقدم العلمي التكنولوجي السريع أدى إلى ظهور مفاهيم جديدة على الصعيد العالمي والمحلي منها التعلم الذاتي، والتعلم المستمر،التعلم الوظيفي، والتعلم عن بعد، مفاهيم مصيرية في غاية الأهمية في حياة الأمم والشعوب وصناعة الحضارات الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى