ما سر الاستثمار الناجح؟ وكيف تحمي أموالك من التضخم ؟

الكاتب : المستشار العقاري المهندس محمد الريماوي

 

يفكر الكثير من الأشخاص عند امتلاكهم الأموال في كيفية استثمارها قبل أن تتأثر بالتضخم المالي، فيترددون بين شرائهم الذهب أو العقارات أو العديد من المشاريع الاستثمارية للحفاظ على هذه الأموال، وتسمى هذه المشاريع (تخصيص أصول في المحفظة الاستثمارية).

والمحفظة الاستثمارية تشتمل أي أصل مالي تمتلكه من ذهب وعقارات وأسهم وغيرها، فلو كنت تملك أي أصل يعود عليك بدخل معين فأنت تمتلك محفظة استثمارية، وهذه المحفظة تساعدك على تنمية ثروتك وتحقيق أهدافك المالية.

 

post

ما الذي يعنيه تخصيص الأصول في أي محفظة استثمارية؟ وما هي أهميته؟

وما هي فئات الأصول والاستثمارات المختلفة؟ 

وما هي الفئات الفرعية لكل فئة؟

وما الهدف من إنشاء محفظة استثمارية؟

يجب على كل شخص أن يقوم بعمل محفظة استثمارية بغض النظر عن حجم ثروته حتى لو كان مبلغ قليل، لكنها ضرورية للحفاظ على هذه الثروة وتنميتها.

أما تخصيص الأصول (Asset allocation) فهي عبارة عن عملية توزيع الأموال بين فئات أصول واستثمارات مختلفة.

وهناك مصطلح يجب معرفته في هذا المجال وهو نسبة المخاطرة والعائد (risk-return profile)، ويعني بيان نسبة العوائد المحتملة من الاستثمار، ومعناه أن العوائد المرتفعة دائماً تأتي معها مخاطر أعلى، وبالتالي يجب على المستثمر أن يحدد مستوى المخاطرة التي يمكن أن يتحملها حتى يتمكن من تحقيق العوائد أو المكاسب المتوقعة، لأن تحديد نسبة المخاطرة والعائد يساعدك على اتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة ويوضح لك هل قرارك الاستثماري هذا متفق مع قدرتك على تحمل المخاطر ومتفق مع أهدافك الاستثمارية أم لا.

 

ماهي فئات الاصول والاستثمارات والخيارات داخل كل فئة؟

الكاش: وهذه الفئة يندرج تحتها اصول نقدية مثل: الشهادات البنكية وحسابات التوفير.. الخ، وهذه الفئة رغم أنها الاقل خطورة لكن العائد الحقيقي عليها غالبا يكون سلبي، بمعنى لو عملت شهادة بنكية بفائدة 20% مثلاً ومعدل التضخم30% فبمجرد أن نخصم معدل التضخم فالعائد سيكون سلبي، وبالتالي قيمة الاصل ستخسر 10%.

 

السندات: وهي استثمارات ذات دخل ثابت، (والسندات هي أدوات دين أو قرض يقدمه المستثمر لمقترض) وتعتبر ذات دخل ثابت لأن الحكومة أو الشركة تقوم بدفع مبلغ محدد لحامل السند عبارة عن فائدة بشكل دوري أو عند الاستحقاق، وتعتبر سندات الحكومات أكثر أماناً من سندات الشركات لكن عائدها يكون أقل من عائد سندات الشركات، وهذا طبيعي فكلما زادت نسبة الخطورة كلما زاد العائد، وأكثر السندات ضمان في العالم هي سندات الخزانة الأمريكية لأنها مضمونة بنسبة 100% من الحكومة الأمريكية.

وهناك سندات دولية يكون العائد الخاص بها مرتفع وأعلى من العائد الذي تقدمه الحكومات ذات التصنيفات الائتمانية العالية لأن مخاطر التخلف عن سداد الديون يكون مرتفع فيها، وسندات الشركات أقل أماناً من سندات الحكومة وعائدها أكبر لأن ممكن الشركة تفلس وتتخلف عن سداد ديونها.

 

ويوجد نوع خطير من السندات اسمه junk bonds او السندات غير المرغوب فيها، وهي سندات تحمل مخاطر تخلف عن السداد اعلى من اغلب السندات اللي بتصدرها الحكومات والشركات لأن غالباً تصدرها الشركات التي لديها مشاكل مالية.

لماذا سأشتري هذه السندات الخطيرة؟

لأن عوائد السندات الغير مرغوب فيها هي أعلى عوائد سندات في العالم تقريباً، لكن من جهة أخرى توجد مخاطر تخلف عن السداد أعلى، وهنا نلاحظ مبدأ المخاطرة والعائد، فتوجد عوائد ضخمة محتملة لكنها تحمل مخاطر ضخمة أيضاً.

السندات لها عدة أنواع حسب آجال استحقاقها وطرق الدفع:

السند لو كانت فترة استحقاقه من أيام لسنة واحدة يسمى أذون خزانة (Bills)، وهو الشكل الأكثر شيوعاً في استثمارات الديون في سوق المال، وتسمى استثمارات قصيرة الأجل.

أما لو فترة استحقاق السند من سنة لعشر سنين فتسمى استثمارات متوسطة الأجل (Notes).

ولو فترة استحقاق السند زادت عن عشر سنين تسمى سندات طويلة الأجل (Bonds)، وكل ما طالت فترة الاستحقاق كان العائد على الاستثمار أعلى، وبشكل عام تعتبر السندات أقل تقلباً وخطورة من الأسهم.

 

الأسهم: تعتبر ركن أساسي في المحفظة الاستثمارية، والعائد على الأسهم يتفوق على السندات لكن على حساب درجة المخاطر.

ماهي أنواع الأسهم؟

تقسم إلى ثلاث فئات فرعية بناء على القيمة السوقية للشركة، فهناك أسهم شركات كبيرة ومتوسطة وصغيرة، وممكن تمييزهم عن طريق المؤشرات التي تكون موجودة في البورصات أو القواعد المتعارف عليها، ففي بورصات إحدى الدول من ضمن القواعد المتعارف عليها لتحديد الثلاث فئات من الأسهم كالتالي:

الأسهم الكبيرة هي الأسهم التي تصدرها الشركات التي يزيد رأس مالها السوقي عن 10 مليار.

الأسهم المتوسطة هي الأسهم الصادرة عن شركات يتراوح رأس مالها السوقي بين 2 مليار و10 مليار.

الأسهم الصغيرة هي الأسهم الصادرة عن الشركات التي يقل رأس مالها السوقي عن 2 مليار.

كل فئة من هذه الفئات تختلف في معدل العائد ونسبة المخاطرة، فالأسهم الكبيرة بشكل عام أكثر أماناً ولكن عوائدها أقل مقارنة بالأسهم المتوسطة والصغيرة التي يكون عندها قدرة أكبر على النمو المستقبلي ولكنها أكثر خطورة ومن الممكن أن تجعلك تخسر.

وإن استقرار أسهم الشركات الكبيرة رغم عوائدها القليلة في الغالب إلا أنها مفضلة لدى المستثمرين الذين عندهم قدرة على تحمل المخاطر.

هناك تقسيم آخر للأسهم بناء على مكان تواجدها، وهي نوعين:

الأسهم المحلية.

الأسهم العالمية أو الأجنبية.

وهذا التقسيم مهم لأننا لو اشترينا أسهم أجنبية في سوق من الأسواق الناشئة، فأسهم الأسواق الناشئة توفر عائد محتمل كبير لكن لها أيضاً نسبة مخاطر مرتفعة، لأن الشركات هناك مرتبطة بالوضع الاقتصادي لهذه الدولة الناشئة فممكن أن تكون الدولة تعاني من ديون أو تضخم كبير وهذا يؤثر على أداء الشركات وممكن أن تتراجع الأسهم فيها وبالتالي تخسر أموالك.

وهناك تقسيم آخر للأسهم داخل كل بورصة، وهي:

أسهم فردية.

أسهم صناديق متداولة ETFs.

أسهم صناديق مشتركة Mutual funds.

 

العقارات:

يعتبر الاستثمار في العقارات واسع جداً وله عدة أشكال وطرق، وكل طريقة منهم لها نسبة مخاطرة وعائد مختلفة عن الأخرى، وأشهر شكلين في الاستثمار العقاري:

منصات التمويل العقاري الجماعي: هذه المنصات تتيح للمستثمرين أن يقوموا بجمع أموالهم مع بعضها وأن يستثمرون في مشاريع عقارية أكبر من خلال شركات تطوير عقاري لديها خبرة في السوق، وهذا يعطي المستثمرين ميزة كبيرة بأنهم يستثمرون في العقارات بمبلغ صغير.

صناديق الاستثمار العقاري: هي صناديق تابعة لشركات تمتلك وتعطي عقارات مدرة للدخل سواء كانت شقق سكنية أو مباني تجارية كمراكز التسوق أو مباني إدارية وطبية، وبالتالي هذه الصناديق تشتري أصول عقارية أو تبنيها ثم تقوم بتأجيرها، ولهذا تسمى استثمار عقاري مدر للدخل، وهذه الصناديق تمنح ميزة كبيرة للمستثمرين، فيمكنهم أن يستثمروا في عقارات مختلفة بمبالغ صغيرة.

 

السلع: وهي منتجات مادية نستثمر فيها بهدف التجارة، نقوم بشرائها عندما يكون السعر قليل ثم نقوم ببيعها عندما ترتفع الأسعار.

والسلع ممكن أن تكون:

مدخلات خام تدخل في إنتاج سلع ثانية، كالنفط والغاز.

سلع تعدينية يتم استخراجها من مناجم الذهب والفضة.

مواد أساسية كالمنتجات الزراعية مثل القمح والقهوة والقطن والسكر وفول الصويا.

وكل سلعة فيهم لها بيان المخاطر العوائد الخاص بها، والاستثمار في السلع يتطلب اطلاع دائم على ظروف الاقتصاد العالمي لأن أسعارها تبنى على محددات عالمية، فمثلاً حالة الركود الاقتصادي تؤثر عليها وحالة النشاط الاقتصادي تؤثر بشكل آخر، والكوارث الطبيعية والحروب الصراعات كلها تؤثر بشكل أو بآخر على السلع.

 

العملات:

قد يكون مناسباً بالنسبة لك أن يكون جزء من محفظتك الاستثمارية يضم واحدة من العملات الرئيسية على حسب اتجاهات هذه العملة، فلن تكون قيمة هذه العملات على نفس الوتيرة لفترة طويلة وقد تتراوح قيمتها من فترة لأخرى، فالدولار قد لا يكون دائماً بنفس القوة وقد يمر بفترات ضعف مقابل العملات الأخرى، لذلك من الجيد أن تكون عملة اليورو جزء من محفظتي، والعكس صحيح.

 

 

 

الأصول المشفرة:

وهذه الفئة تكون غالباً للمستثمرين الذين يعيشون في دول تسمح بتداول الأصول المشفرة، أما الدول التي تحظر تداول الأصول المشفرة فيجب على المستثمرين فيها أن يتبعوا قوانين البنك المركزي وعدم حيازة أصول مشفرة.

وتشمل هذه الأصول:

العملات المشفرة مثل البيتكوين والايثر.

الرموز غير القابلة للاستبدال المعروفة ب ( NFTs).

وتعد الأصول المشفرة من فئات الأصول الأكثر تقلباً، وإدخالها في المحفظة الاستثمارية يعد مخاطرة كبيرة مقابل احتمالية تحقيق عوائد أعلى مقارنة بباقي فئات الأصول، وذلك لأنه من الممكن بكل بساطة أن يتم إلغاء هذه الأصول المشفرة وبالتالي خسارة الاستثمار.

 

الاستثمارات الخاصة:

يندرج تحتها المشاريع التجارية والخدمية كالمطاعم وغيرها، وهذه المشاريع تختلف اختلافات ضخمة فيما بينها من حيث نسبة المخاطرة والعائد، فيجب دراستها من الناحية المالية والفنية والسوقية بشكل جيد.

 

كيف أبني محفظتي الاستثمارية؟

تخصيص الأصول هو توزيع الأموال الخاصة بك بين فئات أصول واستثمارات مختلفة، وكل فئة من هذه الفئات تتأثر بشكل مختلف باتجاهات السوق المتغيرة، وبالتالي وجود مزيج منها في المحفظة الاستثمارية يساعد في تقليل نسبة الخسائر.

زر الذهاب إلى الأعلى