فعاليات اليوم الثانى من الاسبوع الثقافى بمسجد المراغى الكبير بإدارة أوقاف الرمل مديرية أوقاف الإسكندرية
حماده مبارك
برعاية ا .د محمد مختار جمعه وزير الأوقاف ، وتوجيهات الشيخ سلامه عبد الرازق نجم وكيل وزارة الأوقاف بالأسكندرية ، وتحت إشراف الشيخ هاشم سعد الفقى مدير المتابعة ، الشيخ وسام كاسب مدير المتابعة مسئول الدعوة الإلكترونية ، الشيخ ماهر عبد الجواد مدير الإدارات ، الشيخ حسن المرادنى مدير إدارة أوقاف الرمل .
تم انعقاد اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد المراغي الكبير إدارة أوقاف الرمل بالإسكندرية تحت عنوان المنافع العامة ووجوب الحفاظ عليها.
بحضور كل من :-
أ.د إبراهيم سند إبراهيم الشيخ أستاذ النحو والصرف بكلية دار العلوم جامعة المنيا، الشيخ حاتم عبد السلام عبد العزيز الحلاج إمام وخطيب مسجد مدينة فيصل، الشيخ ياسر غازي حبلص المفتش الأول بإدارة أوقاف الرمل ، الشيخ محمد أبو اليزيد الشورى إمام وخطيب المسجد.
قال ا .د ابراهيم سند فى كلمتة أن ديننا الحنيف وجهنا إلى الحفاظ على المرافق العامة، ونهانا عن المساس أو الإضرار بها، أو التعدي عليها بأي نوع من أنواع التعدي، بل دعانا إلى تعظيم امر هذه المرافق العامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه : من علَّم علمًا ، أو كرى نهرًا ، أو حفر بئرًا ، أو غرس نخلًا ، أو بنى مسجدًا ، أو ورَّثَ مصحفًا ، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه}
ومما لا شكَّ فيه أنّ الحفاظَ على المرافقِ العامةِ التي تقومُ الدولةُ ببنائِهَا وتطويرِهَا صورةٌ مِن صورِ الإصلاحِ الذي يعودُ نفعُهُ على المجتمعِ كلِّه؛ ذلك أنّ حقَّ الانتفاعِ بها ليس مِلكًا لأحدٍ بعينِه، ولا لفئةٍ، وإنما هو ملكٌ للمجتمعِ كلِّه، فكما ننتفعُ جميعًا بالمرافق العامةِ يجبُ أنْ نحافظَ عليها جميعًا، وأن نغلَّ يدَ المفسدين عن أيِّ محاولةٍ لإفسادِهَا أو تعطيلِهَا.
ويجبُ على كلِّ مَن يقومُ علي المرافقِ العامةِ أنْ يؤدي عملَهُ بإخلاصٍ وإتقانٍ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): “إِنّ اللَّهَ يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ”، كما أنّ المنتفعَ بها يجبُ أنْ يستخدمَهَا علي وجهٍ لا ضررَ فيه ولا إفسادٍ ولا إسرافٍ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلي اللهُ عليه وسلم): “لا ضَررَ ولا ضِرارَ”، وبذلك يتحققُ التعاونُ بين أبناءِ المجتمعِ علي الخيرِ والنفعِ العامِ، حيثُ يقولُ تعالي: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}
ونؤكدُ أنّ جميعَ المرافقِ والممتلكاتِ العامةِ، كالمؤسساتِ، والمدارسِ، والمستشفياتِ، والطرقِ، ووسائلِ المواصلاتِ أمانةٌ في أعناقِنَا سنحاسبُ عليها جميعًا، فلا يجوزُ العبثُ بها، أو إتلافهَا بأي صورةٍ من صورِ الإتلافِ أو الإفسادِ أو سوءِ الاستخدام.ِ
وأكد الشيخ حاتم الحلاج فى كلمتة ، أنه لا شكَّ أنّ الحفاظَ علي المرافقِ العامةِ وعدمَ التعدي عليها مِن سُبُلِ الخيرِ، وطرقِ الفلاحِ؛ لذلك فقد جعلَ نبيُّنَا (صلي الله عليه وسلم) كفَّ الأذى من شُعبِ الإيمانِ، وإحدى أنواعِ الصدقاتِ، ومن أسبابِ دخولِ الجنةِ، حيثُ يقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): “الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُهَا قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْنَاهَا إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ”، ويقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): “المسلِمُ من سلمَ المسلمونَ مِن لسانِهِ ويدِهِ” ، ويقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): “لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ ، في شجرةٍ قطعَهَا مِن ظَهرِ الطريقِ، كانت تُؤذِي المُسْلِمِينَ “، ويقولُ (صلي اللهُ عليه وسلم): “تكُفُّ شرَّكَ عن النَّاسِ فإنَّهُ صدقةٌ منكَ على نفسِكَ”.
فما أحوجَنَا إلي الوعي بأهميةِ المرافقِ العامةِ، ووجوبِ الحفاظِ عليها ، مِن خلالِ غرسِ الشعورِ بالمسئوليةِ الدينيةِ والوطنيةِ للحفاظِ علي الوطنِ، وحمايةِ مقدراتِهِ، وتنميةِ مواردِهِ، حيثُ يقولُ تعالي: {فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.