الاعداد النفسي والرياضه المصريه .
بقلم دكتور:ياسر جلال زاهر
استوقفني تشكيل الجهاز الفني والطبي والاداري لمنتخب مصر الأول عندما وجدته خاليا من معد نفسي ومحلل اداء هل هذا يعقل ؟؟
وقررت ان اتكلم عن المعد النفسي هذه الوظيفه المهمله في جميع الأجهزه للفرق الرياضيه المختلفه وفي البدايه لابد من التفريق بين ثلاثه مسميات وهم:-
الطبيب النفسي هو طبيب أكمل تدريبًا متخصصًا في الطب النفسي، وهو كيفية تشخيص الاضطرابات العقلية والعاطفية والسلوكية وعلاجها والوقاية منها.
الاخصائي النفسي مرخص من هيئة التخصصات الصحية ومدرب على التقييم النفسي، والمقابلة النفسية، وتطبيق المقاييس النفسية، وتصميم الخطط العلاجية المتخصصة
لكل حالةصلبة
المعد النفسي:
مهمته في الأساس هي إدارة الضغوط النفسية عند كل لاعب فضلا عن تقليل الانفعالات الزائدة خلال المباريات وتنمية الثقة بالنفس والعمل على تطوير المهارات النفسية مثل الاسترخاء والتدريب العقلي الذي يضع اللاعبين في أجواء المباراة قبل حدوثها بعدة أيام عن طريق التخيل …
مع التقدم الكبير في الخطط والتكتيك وتعدد المنافسات والمنافسين على المستويين الداخلي والخارجي، لم تعد تحضيرات الفرق مجرد معسكرات كلاسيكية، فالمجهود البدني وحده لم يعد كافياً لإحداث التفوق وصناعة النصر.
فاللاعب يحتاج بجانب ذلك إلى الشجاعة والمثابرة لاستحداث الوسيلة التي تعينه على الصمود ومجاراة الصراع القوي والمستمر تطلعاً لتحقيق الهدف، وهنا يظهر الإعداد النفسي كعامل مهم، وهو أسلوب من أساليب عملية التخطيط والاستعداد للمنافسات، جنبا إلى جنب مع الإعداد البدني، بل وفي أحيان كثيرة يصبح أكثر أهمية وفاعلية في إحداث التفوق المنشود.
كونه يرتبط مباشرة بالصفات النفسية للاعب ويؤدي دوراً مهماً وناجعاً في تطورها بما يساعده في التكيف مع مختلف الظروف والتغييرات التي تحدث أثناء المباريات، وهو ما أجمع عليه الكثير من الخبراء والمختصين في مناسبات مختلفة، وأكدت عليه الآراء ووجهات النظر المختلفة لبعض أهل الشأن والمختصين .
أن أهمية علم النفس تتمحور في إعداد اللاعب نفسيا وتطوير شخصيته وأدائه ونظامه الحياتي وثقافته، وكيف يوزع برنامجه، فاللاعب إن لم يستطع أن ينظم حياته سيتعب، ورياضتنا لن تتطور إذا لم يدخل فيها الجانب العلمي مثل علم النفس وعلم التغذية، فهذه جوانب مهمة جداً.
لكن بعض الأندية لا تهتم بها، خصوصا التغذية التي تعتبر عاملاً مهماً مثل التهيئة النفسية والبدنية، فبعض اللاعبين لا يعرفون ماذا يأكلون، وإذا لم نهتم بتغذيتهم الصحيحة فكل الجهود ستضيع هباء، ويصبح احترافنا ناقصاً؛
و العمل مع اللاعبين على تنظيم حياتهم الخاصة بطريقة احترافية أمر مطلوب لتطوير مستواهم ووضعهم في حالة ممتازة من التهيئة النفسية، تقودهم لتقديم المردود الفني والبدني المأمول، وبالتالي تحقيق النتائج المنشودة، فيجب الاهتمام بكل التفاصيل التي تخص حياة اللاعب بدقة واحترافية مثل موعد نومه وأكله ونظامه الغذائي وما إلى ذلك.
لا أنصح بتدخل الإداريين أثناء المباراة بتوجيه اللاعب، فالمدرب فقط هو المنوط به هذا الأمر، وذلك حتى لا يحدث تشويش عليه، إلا إذا كان الأمر بغرض توصيل معلومة أو ترجمة لغة المدرب.
لأن هناك بعض اللاعبين لا يتحملون الإداريين وفي الدوريات الأوروبية مثلاً وهي دوريات قوية ومتطورة، لا نرى إلا المدرب فقط على الخط وهو الذي يصدر التوجيهات على عكس ما يحدث هنا ؛ حيث تشاهد الإداريين وهم يقومون بالتوجيهات جنباً إلى جنب مع المدرب، وحتى في غرفة تغيير الملابس يجب أن يكون الأمر قاصراً على المدرب فقط.
أو إذا كان هناك معد نفسي، أما دخول الإداريين ومجلس الإدارة فهذا أمر لا ينفع إلا إذا كان بغرض الزيارة قبل المباراة للسلام فقط، لكن الجلوس مع اللاعبين والحديث لهم والضغط عليهم فهذا يرفضه علم النفس.
إذا كنا أفضل من ريال مدريد وبرشلونة وغيرهما من الفرق الكبيرة والقوية ففي هذه الحالة ربما لا نحتاج لمعد نفسي، لأن هذه الأندية لديها معد نفسي لما له من أهمية كبيرة جنبا إلى جنب مع الإعداد البدني، .
فمثلاً ليونيل ميسي كان يعاني بعض المشاكل العقلية البسيطة، ولكنهم عملوا من أجله حتى أصبح أسطورة في كرة القدم، ولذلك نحن محتاجون في أنديتنا لمعد نفسي من أجل تطوير الأداء على النحو المطلوب، وأغلب المدربين ليس لديهم اهتمام كبير بمعرفة الجانب النفسي للاعب، مع أن هذا أمر مهم يساعد على نجاح المدرب وحتى في امتحان رخصة التدريب هناك برنامج لعلم النفس ولو لفترة محدودة.
ولابدمن تضافر الجهود من أجل تعزيز دوافع اللاعبين في المنافسات، فالجمهور ينبغي أن يكون محفزا للاعب خلال المباراة بالتشجيع الإيجابي، وألا يضغط عليه باستعجال الفوز أو في حالة الخطأ، وقال: على الإعلام الاطلاع بدوره في تشجيع الجمهور وتوجيهه لمساندة إيجابية، فهناك بعض الجماهير تسب اللاعب وتصرخ عليه.
وبالتالي تؤثر على تركيزه، لأن اللاعب بشر في النهاية، ويجب أن نغلظ عليه بالقول والسب فيه وفي من يهمه أمرهم، ومن المهم جدا أن تركز القنوات التلفزيونية على الجانب النقدي الهادف الذي ينبذ التعصب بعيدا عن المناوشات والتراشقات اللفظية التي نشاهدها في بعض البرامج الرياضية، فهذه أمور تجلب المشاكل ولا تطور اللعبة، وعلينا أن نحارب مثل هذه الأمور.
التحضير النفسي مهم ومطلوب وضروري في أي مجال، سواء بالرياضة أو بخلافها، على أن يكون لساعة ونصف الساعة على الأقل.
لأنه لا يقل أهمية عن الإعداد البدني، بل هو مكمل له وفي عدم وجوده ربما انعدمت فعالية اللاعب مهما كانت حالته البدنية جيدة، وحتى خارج الرياضة فيجب أن يكون الموظف مثلاً جاهزاً نفسياً ليتقن عمله خلال فترة الدوام، وإلا فإنه لن يستطيع أن ينجز ويقوم بواجبه على النحو المطلوب وسيرتكب الأخطاء؛
و أحيانا ينتصر فريق في ذيل الترتيب على فريق في الصدارة يفوقه في الإمكانات وكل شيء، وفي اليوم التالي تخرج الصحف لتتحدث عن المفاجأة التي أحدثها الفريق المنتصر لأنه فاز على فريق كبير؛
وهذا في الغالب يكون بسبب أن هذا الفريق الكبير لم يحترم المنافس وتراخى لاعبوه أثناء المباراة، والسبب في الغالب يكون ضعف التهيئة النفسية للاعبي هذا الفريق، لذلك تكثر الأخطاء التي تنتج عنها ثغرات يستغلها الفريق المنافس ليسجل الأهداف ويحقق الفوز،
ولذلك لا بد من الإعداد النفسي للاعبين وعدم الاكتفاء بالتمارين البدنية ووضع الخطة والتوجيهات أثناء المباراة، وهذا ينطبق أيضا على الألعاب الأخرى إذا أردنا تحقيق النتائج المأمولة، ومن المهم أن يكون هناك وقت من أجل تهيئة اللاعبين نفسيا كما يتم إعدادهم بدنياً وتكتيكياً.
هناك نحو خمسة من العوامل المهمة لأجل إعداد فريق قوي قادر على تحقيق النتائج الجيدة وإذا انعدم أي عامل منها فسيكون هناك قصور في التحضير، وهي الإعداد البدني، والذهني، والفني، والتكتيكي، بالإضافة لاحترام المنافس.
وعلى اللاعب ألا يهمل أياً منها حتى ينجح في أداء واجبه على النحو المطلوب، فاللاعب المحترف يجب أن يذهب إلى الحصة التدريبية ليستفيد منها ويتعلم كل يوم أمراً جديداً، وهذا يحتاج للتركيز المرتبط بالتهيئة النفسية
وفي كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى إذا أراد اللاعب أن يؤدي واجبه بصورة مثالية فلا بد أن يعد نفسه بطريقة جيدة بدنياً ونفسياً، وأن يتقيد بأسلوب حياة نموذجي بالتغذية الجيدة وعدم السهر وغير ذلك.
يجب الاهتمام بالصحة النفسية للاعب أو الرياضي، وإبعاده عن المؤثرات النفسية الأخرى مثل القلق والتردد وغيرهما
ويحتاج بعض الإداريين بالأندية أيضاً للتأهيل في الجانب النفسي ليعرفوا كيف يتعاملون مع اللاعب، فمثلاً عندما يصرح إداري أننا سنتوج بالبطولة ولكن علينا فقط ألا نخسر من الفرق الصغيرة، فكلمة (نخسر) هنا في علم النفس تعني نخسر إذا حذفنا منها (لا)، وكان عليه أن يقول يجب أن نفوز لأنه بهذه العبارة (لا نخسر) يرسخ مفهوم الخسارة وهي عبارة في المقام الأول سلبية أكثر منها إيجابية؛
ولذلك من المهم تأهيل الإداريين بطريقة احترافية، ويفضل دائما أن يكون الإداري لاعبا سابقا، لانه في هذه الحالة سيكون أكثر خبرة ومعرفة باللاعب، وفي حال عدم وجود مثل هذه الشخصية فيجب أن يكون المعد النفسي متميزاً لديه الخبرة.
يبدأ الإعداد النفسي في قارة أوروبا للاعب في عمر الـ 11 عاماً فما فوق،و يدربون الأطفال في هذه السن على السلوك القويم والأخلاق ومخاطبة الآخر وحب اللعبة والدفاع بقوة عن الشعار ويستمر التدرج في الإعداد النفسي للاعب حتى يصل الفريق الأول وهناك برنامج اسمه الصلابة العقلية، يبدأ هذا البرنامج في عمر 17 سنة.
وهو من أحدث البرنامج في علم النفس ويهتم بتنمية العقلية للاعب بما يجعله قادراً على التكيف مع حالتي الفوز والخسارة دون تأثير يشتت ذهنه وتركيزه، وهذا البرنامج يحتاج لسنة أو سنتين حتى يستوعبه اللاعب وللحديث بقيه .