الاقتصاد بالبلدي ..الفرق بين الموازنة و الميزانية

 

د .محمد سيداحمد

خلال الفترة الزمنية السابقة لاحديث يعلو فوق الحديث عن الاقتصاد فليس من المفترض ان نكون جميعاً خبراء في الاقتصاد و لكن مما لاشك فيه اننا جميعا اصبح لدينا الشغف بالاقتصاد و اصبح حديثنا في الاقتصاد يتقارب من حديثنا عن مبارايات كره القدم و اصبح الحديث عن الاقتصاد ليس مقصوراً على فئة محددة بل اصبح بين جميع الفئات الاجتماعية و العمرية و الفكرية ، و من ثم رأينا انه علينا مسئولية وطنية و علمية في توضيح بعض المفاهيم الاقتصادية و هذا ما سنبدأ في طرحه خلال الفترة المقبلة من خلال مقال اسبوعي تحت عنوان ” الاقتصاد بالبلدي ” بغرض ايضاح بعض المفاهيم الاقتصادية ببساطة . وسنلقي الضوء في ذلك الاسبوع على ايضاح الفرق بين ” الموازنة العامة و الميزانية العمومية”
ما هو الفرق بين الموازنة العامة و الميزانية العمومية ؟
كثير من الناس يخلطون بين الموازنة و الميزانية ، بالإضافة إلى استخدام كلمتين مترادفتين لهما نفس الدلالة ولهما نفس المعنى ، وخلال هذه المقالة سيتم توضيح الفرق بين الموازنة و الميزانية من خلال تعريف و اهداف كل منهما
مفهوم الموازنة

تعرف الموازنة بأنها التقديرات الفعلية للمصروفات المالية التي تصرفها الدولة ، أو الديون التي يتم سدادها سنويًا ، وتعمل وزارة المالية على إعداد الموازنة العامة بعد أن تقوم بجمع كافة المعلومات اللازمة منها. على جميع الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية متابعتها بإصدار الموازنة العامة في نهاية كل عام بأنها: “تقدير مفصل لإيرادات ونفقات الدولة عن سنة مالية مقبلة مجاز من السلطة التشريعية”.

و هناك تعريف للموازنة العامة في المادة الأولى من القانون رقم ٥٣ لسنة ١٩٧٣ بأنها : ” برنامج مالى للخطة عن سنة مالية مقبلة لتحقيق أهداف محددة، وذلك في إطار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وطبقا للسياسة العامة للدولة”.

post

أهداف الموازنة العامة للدولة

تهدف الموازنة إلى وضع خطة استراتيجيّة لتحدد سير عمل المؤسسة لفترة زمنية محددة ممكن أن تكون لسنوات كثيرة، وفي العادة يتم وضعها لمدة سنة ماليّة، ويتم وضعها وتقديرها بناءً على الميزانيات السابقة، ويتم إعدادها أيضاً لتحقق غاية عظيمة وهي محاولة التعرّف على العقبات القادمة من خلال دراسة الإيرادات والنفقات المتوقع تكبدها لفترة قادمة ومحاولة السيطرة عليها لتمكين المؤسسة من التصدّي لأي عقبات دون إحداث خلل في النظام، كما أنَّه يتم وضعها لتعتبر معياراً يتم الاستناد عليه في أغلب الأوقات لتصحيح مسار العمل إذا تم الخروج عنه فهي تعد معياراً نهائيًا تُقاس به النتائج الفعليّة ويتم تفسيرها مقارنةً به،
يمكن تلخيص أهداف الموازنة العامة للدولة على النحو التالي:-
1. تخطيط السياسة المالية للدولة عن سنة مقبلة .
2. عرض برامج الحكومة عن فترة مقبلة .
3. فرض الرقابة المالية والقانونية على أنشطة الوحدات الحكومية .

عناصر الموازنة
توقع الحكومة ممثلة بوزارة المالية في شكل بيان رسمي يتضمن كلاً من العناصر التالية :-
1- المصروفات:
هي عبارة عن الأموال التي ستنفقها الدولة على كافة الخدمات المقدمة للشعب طبقاً لحقوقهم الإنسانية و الدستورية و هي (نفقات التسيير – النفقات الاستثمارية – نفقات الدين العام )
و منها نفقات الصحة والتعليم والدفاع والقضاء وأيضاً خدمات الطوارئ مثل الشرطة والإسعاف والمطافئ وكذلك مشروعات البنية التحتية والمياه والصرف الصحي وكذلك على السلع والخدمات المستوردة من الخارج.
2- الإيرادات:
هي عبارة عن الأموال التي ستتدفق داخلة إلى خزينة الدولة من جميع الأنشطة الاقتصادية سواء الايرادات ( الضريبية و غير الضريبية )وأغلب تلك الإيرادات التي تجنيها الدولة من حصيلة السلع والخدمات المصدرة و الرسوم مثل رسوم عبور قناة السويس والضرائب بأنواعها المختلفة وذلك بشكل تقديرى بالنسبة للعام المالى القادم.

ولا شك أن يتأثر كلاً من المصروفات والإيرادات بالآخر حيث يتأثران ببعضهما تناسباً طردياً لأن زيادة حصيلة الإيرادات تعنى بالضرورة توسع الحكومة في مجالات المصروفات العامة أو على الأقل ثبات مستوى الإنفاق كما ان إنخفاض الإيرادات عن المتوقع يؤدى بالضرورة لعجز الموازنة وبالتالي يدفع الحكومة لتقليص وضغط المصروفات تفادياً لزيادة العجز

مفهوم الميزانية
الميزانيّة فهي عملية غير تقديريّة تبنى على البيانات الفعليّة الحقيقيّة لقياس الوضع الماليّ للشركة، ويتم تطبيقها نهاية الفترة الماليّة، وتوضح هذه العملية مجموع أصول الشركة والالتزامات وحقوق الملكيّة.
فهي تقرير وبيان يساعدك على معرفة الموقف المالي لمشروعك التجاري حيث من خلالها ستقوم بتسجيل جميع الأصول التي تمتلكها بجانب الالتزامات وذلك خلال فترة محاسبية معينة لتجعلك تقف على الموقف الإقتصادي لشركتك،

أهداف الميزانية
الميزانية فتهدف إلى تزويد أصحاب المصلحة بالبيانات الماليّة الفعليّة للمؤسسة، ويتم تفصيل ممتلكات الشركة والتزاماتها وحقوق ملكيّتها، إضافةً إلى الدخل والمبيعات والتدفقات النقديّة بها، ويتم استخدام هذه البيانات والمقارنة بينها وبين الموازنة الموضوعة مسبقًا ومعالجة نقاط الضعف وتطوير نقاط القوة بها، كما أنَّها تساعد في وضع الموازنة للفترة القادمة.
تقوم الشركات بإنشاء الميزانية العمومية وذلك للوقوف على الوضع المالي للمنظمة، وذلك لأن الميزانية العمومية تقوم بتفسير وتوضيح ممتلكات الشركة والتي تسمى بالأصول، بجانب الالتزامات والسندات والقروض التي يجب على الشركة دفعها، وأيضاً القيمة المالية للشركة، وأهداف الميزانية العمومية تكون كالأتي

1. الكشف عن الوضع المالي.
2. عرض الصورة الخاصة بالأصول والالتزامات
3. توفيرمعلومات عن الدائنين والمدينين .
4. الكشف عن مركز السيولة.
5. لتوفير المعلومات المالية.

العناصر الاساسية للميزانية
1- الاصول :-
– اصول ثابتة :
وتشمل (الآلات، المعدات، الأراضي، المباني، العقارات، السيارة، الأجهزة)
– اصول متداولة
وتشمل (أوراق القبض، المدينون، المصروفات المدفوعة مقدماً، الأوراق التجارية،
الأرصدة النقدية بالخزينة أو بالبنوك، مخزون آخر المدة، الأسهم، السندات المشتراة
من أجل الإستثمار )
2- الخصوم:
– الخصوم طويلة الأجل:
وتعرف بأنها الديون والمستحقات الواجبة السداد خلال فترة تتعدى العام المالى المقبل
وتشمل القروض والتسهيلات الائتمانية طويلة الأجل.
– الخصوم المتداولة:
وتعرف بأنها الديون المستحقات على المنشأة الواجبة السداد خلال العام المالى القادم وتشمل
(أوراق الدفع، الدائنين، الإيرادات المحصلة مقدماً، القروض والتسهيلات الائتمانية قصيرة الأجل)
– حقوق الملكية:
وهى بمثابة رأس المال المملوك لأصحاب الشركة أو للمساهمين
حقوق الملكية= الأصول بأنواعها – الخصوم بأنواعها
وتستخدم هذه المعادلة لتحديد حقوق مالكى الشركة أو المساهمين سنوياً لإعداد قائمة التغير في حقوق الملكية التي ينتج عنها تحديد الربح أو الخسارة لتلك الأطراف أو عند تصفية الشركة .

• تعد الميزانيّة واقعية أكثر من الموازنة؛ لأنَّها تبنى على بيانات وأرقام فعليّة يتم احتسابها عن كشف الحساب النهائي والجرد الفعليّ، في حين أنَّ الموازنة هي عبارة عن تنبؤات وتوقعات تمَّ تقديمها لفترة مقدّمة، وتحتمل الصواب وتحتمل الخطأ.
• تعد الموازنة أداة تخطيط استراتيجيّ يتم وضعه لتسيير العمل للمنشأة بناءً على هذه الخطة؛ فلذلك يتمُّ وضعها في البداية للفترة الماليّة أي قبل البدء بالعمل، بينما يتم إعداد الميزانيّة لأغراض ماليّة محاسبيّة توضح الوضع الماليّ للمؤسسة، وتوضح سير العمل للمؤسسة؛ ولهذا السبب يتمُّ اعدادها في نهاية الفترة الماليّة ولمقارنتها بالخطة الماليّة التي تمَّ وضعها في بداية المدة لمعرفة إذا ما تمَّ السير بناءً على الموازنة الموضوعة مسبقاً أم لا.

الفرق بين الموازنة و الميزانية بالبلدي

انت انسان مجتهد في شغلك و اخدت مكافآه و قررت تاخد المدام و الاولاد و تسافروا في اجازة الصيف لمدينة معينة مثلاً اول حاجه هتعملها انت و المدام لما تيجوا تخططوا للسفر فإنَّ أول خطوة تخطر لك أن تقوموا بتقدير تكلفة هذه الرحلة بالمجمل، فتقوم بحساب تذاكر السفر وسعر الفندق وتقدير المصروفات بداخل الفندق و في المدينة و تكلفة الاماكن اللي هيتم زيارتها وعند جمع هذه المبالغ سيصبح لديك رقم معين من المصاريف تتوقع ان يكفيك طوال الرحلة او هتزود شوية او هتقلل منه شوية ، و تبدأ ترتب اولوياتك و تشوف الفلوس اللي معاك هتقضيك ازاي علشان متستلفش من الغريب صح ؟
المهم انت والمدام والاولاد قضيتوا الاجازة .ولما رجعت قعدت انت والمدام تحسبوا المصاريف والمبالغ الفعلية اللي صرفتوها في الرحلة !!!
فإن النتيجة قد تكون مساويةً أو أقل أو أكثر للمبلغ المقدّر، وهذه فكرة بسيطة لتوضيح الفرق بين الموازنة والميزانية بحيث تعبّر الموازنة عن المبالغ المتوقعة. أما الميزانية فتعبّر عن المبالغ الفعليّة اللي اتصرفت .

زر الذهاب إلى الأعلى