القسوة
الكاتب / احمد فايز عبد العظيم
وانا بايت في المستشفي حصل موقف علمني ان الحياة مش هتديلك الفرصة الي انت عايزها..
أب جايب ابنه المستشفي ، ومن الواضح ان حصل خناقة بين الاب والابن هي الي تعبته ووصلته لكده ، كان باين جداً من ملامح الأب انه مش متأثر نهائي مش فارق معاه وجاي معاهم غصب عنه ، واقف برة المستشفي كل الي فارق معاه انه عايز الموضوع يخلص علشان يروح ينام
كنت شايف الموقف من اول وصولهم .. فضلت شوية متابع الأب غصب عني لحد ما جاتله مكالمة وفضل يزعق ويقول هو كل يومين يعمل نفس الموضوع ونجيبه المستشفي .. المكالمة كانت طويلة وكلها قسوة ” لفت نظري جملة في وسط المكالمة ” كان بيقول انا عايز اطلعه راجل انا قسوتي عليه علشان يجمد كده ، لا مش هدخله امه معاه جوة هبقي اراضيه بكلمتين لما يخرج ونروح بس ده علشان خاطرك انت
فات ساعة في التانية وانا غصب عني كل شوية اتابع ملامح الاب الي مش باين عليه اي حاجة غير الجحود ..، لحد ما جت اللحظة الي الامن نده فيها علي اسم وقام الراجل بأمتغاض شديد يرد وعرفت ان ده اسم ابنه …
البقاء لله .. كانت الكلمة من بتاع الامن للأب الي وقع في لحظتها علي الارض واتحول الجحود الي كان فيه لبكاء شديد وصراخ ” خلاص والله قولوله يرجع وانا مش هزعله تاني مش هضايقه مش همد ايدي عليه خلاص انا غلطان والله انا كنت فاكره بيكدب لما كان بيقول قلبي بيوجعني منك ”
وقفت في مكاني مش عايز اتحرك او اروح للراجل اواسيه ، المرة الوحيدة الي ابقي مش قادر اتعاطف مع شخص في حالة زي دي ، كل الناس من حواليا رايحين نحية الراجل يطبطبوا عليه ويشيلوه من علي الارض وانا الوحيد الي ثابت في مكاني متحركتش
كان نفسي اقوله شوفت ان الحياة مش هتديلك فرصة تصلح الي خربته ! شوفت انه مكانش بيمثل زي ما كنت بتقول ، شوفت ان قسوتك عليه معملتش منه راجل دي خدته منك خالص !!
انا معرفش ايه الي حصل بينهم وهل هو كان كويس ولا لأ ، بس الي شوفته ان القسوة مجابتش غير قسوة ، وان الحياة مش هتديلك اكتر من فرصة ، رفضت تدخله تراضيه بكلمتين كان ممكن فعلاً ينجدوه واجلتهم لما تروح .. للأسف اهو سابك ومش هيروح معاك ولا هتلحق تراضيه ..
بلاش القسوة وبلاش العند وبلاش تأجلوا تصليحكم للغلط ، الحياة مش علي مزاجك هتسيبك تختار الوقت الي تصلح فيه غلطك .